
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــل بعــد مفـترَق الأظعـانِ مجتمَـعُ
أم هـل زمـانٌ بهـم قـد فـات يُرتَجَعُ
تحمّلــوا تســعُ البيــداءُ ركبَهُــمُ
ويحمـل القلـبُ فيهـم فـوق مـا يَسعُ
مغرِّبيــن هُــمُ والشـمسَ قـد ألفـوا
ألا تغيــب مغيبــاً حيثمــا طلعـوا
شـــاكين للــبين أجفانــاً وأفئدةً
مفجَّعيــن بــه أمثــالَ مـا فَجعـوا
تخطــو بهــم فـاتراتٌ فـي أزمَّتهـا
أعناقهـا تحـت إكـراه النـوى خُضـُعُ
تشــتاق نعمــان لا ترضــى بروضـته
داراً ولــو طــاب مصــطافٌ ومرتبَـعُ
فـداء وافيـن تمشـي الوافيـاتُ بهم
دمــعٌ دمٌ وحشــاً فــي إثرهـم قِطَـعُ
الليـــلُ بعــدهُمُ كــالفجر متّصــلٌ
مـا شـاء والنـومُ مثلُ الوصل منقطِعُ
ليـت الـذين أصـاخوا يـوم صاح بهم
داعـي النوى ثوِّروا صَمّوا كما سمِعوا
أو ليـتَ مـا أخـذَ التوديعُ من جسدي
قضــَى علــيَّ فللتعــذيبِ مــا يـدعُ
وعـــاذلٍ لـــجَّ أعصــيه ويــأمرني
فيهــم وأهــرب منــه وهــو يتّبـعُ
يقــول نفســَك فاحفظهـا فـإن لهـا
حقـــاً وإن علاقــاتِ الهــوى خــدَعُ
روّح حشــاك ببَـرد اليـأس تسـلُ بـه
مــا قيـلَ فـي الحـب إلا أنـه طمـعُ
والــدهر لونــان والـدنيا مقلَّبـة
الآن يعلـــم قلـــبٌ كيــف يرتــدعُ
هــذي قضــايا رسـولِ اللّـه مهمَلـةٌ
غــدراً وشــملُ رسـول اللّـه منصـدِعُ
والنـاس للعهـدِ ما لاقَوا وما قربوا
وللخيانـة مـا غـابوا ومـا شَسـَعوا
وآلُـــهُ وهُـــمُ آل الإلـــه وهـــم
رعـاة ذا الـدين ضيموا بعده ورُعُوا
ميثـــاقه فيهـــمُ ملقــىً وأمّتــه
مـعْ مـن بغـاهم وعـاداهم لـه شـِيعُ
تضــاع بيعتُــه يـومَ الغـدير لهـم
بعـد الرضـا وتحـاط الـرومُ والبِيعُ
مقســـَّمين بأيمـــانٍ هــمُ جَــذبوا
ببوعهـــا وبأســياف هــمُ طَبعــوا
مــا بيـن ناشـرِ حبـلٍ أمـسِ أبرمـه
تعــدُّ مســنونةً مــن بعـده البِـدعُ
وبيـــن مقتنــصٍ بــالمكر يخــدعه
عــن آجــلٍ عاجــلٌ حلــوٌ فينخــدعُ
وقــائل لــي علــيٌّ كــان وارثَــهُ
بـالنصِّ منـه فهـل أعطَـوه أم منعوا
فقلــت كــانت هَنـاتٌ لسـتُ أذكرهـا
يجـزي بهـا اللّهُ أقواماً بما صنعوا
أبلــغ رجــالاً إذا سـمَّيتهم عُرِفـوا
لهــم وجــوهٌ مـن الشـحناء تُمتقـعُ
توافقــوا وقنــاةُ الــدين مائلـةٌ
فحيـن قـامت تلاحَـوا فيـه واقترعوا
أطــاعَ أوّلُهُـم فـي الغـدر ثـانيَهم
وجـــاء ثـــالثُهم يقفــو ويتَّبِــعُ
قفـوا علـى نظـرٍ فـي الحـقّ نفرضـه
والعقــلُ يفصــلُ والمحجـوجُ ينقطـعُ
بـــأيّ حكـــمٍ بنـــوه يتبعــونكُمُ
وفخركــم أنكــم صــحبٌ لــه تَبَــعُ
وكيــف ضـاقت علـى الأهليـن تربتُـهُ
وللأجـــانب مـــن جنــبيه مضــطجَعُ
وفيـــم صــيّرتم الإجمــاعَ حجَّتَكــم
والناسُ ما اتفقوا طوعاً ولا اجتمعوا
أمــرٌ علــيٌّ بعيــدٌ مــن مشــورتِهِ
مســتكرَهٌ فيــه والعبّــاس يمتنــعُ
وتـــدّعيه قريـــشٌ بالقرابــة وال
أنصـــارُ لا رُفُـــعٌ فيــه ولا وُضــُعُ
فــأيّ خُلــفٍ كخُلــفٍ كــان بينَكُــمُ
لـــولا تُلفَّـــقُ أخبـــارٌ وتُصــطنَعُ
واسـألْهمُ يـوم خَـمّ بعـد مـا عقدوا
لـه الولايـةَ لِـمْ خـانوا ولِمْ خَلَعوا
قــولٌ صــحيحٌ ونيــاتٌ بهــا نَغَــلٌ
لا ينفــع الســيفَ صـَقْلٌ تحتـه طَبَـعُ
إنكـارُهم يـا أميـرَ المـؤمنين لها
بعــد اعـترافهمُ عـارٌ بِـهِ ادرعـوا
ونكثهـــم بــك ميلاً عــن وصــيّتهم
شــرعٌ لعمــرك ثــانٍ بعـده شـرعوا
تركــتَ أمــراً ولـو طـالبته لـدرتْ
معـــاطسٌ راغمتـــه كيــف تُجتــدَعُ
صـبرت تحفـظ أمـرَ اللّـه ما اطرحوا
ذَبّـاً عـن الدين فاستيقظت إذ هجعوا
ليشــرقنّ بحلــو اليــوم مُــرّ غـدٍ
إذا حصـدت لهـم في الحشر ما زرعوا
جاهـدتُ فيـك بقـولي يـوم تختصم ال
أبطـالُ إذ فـات سـيفي يـومَ تمتصـِعُ
إن اللســـانَ لوصــَّالٌ إلــى طُــرُقٍ
فـي القلـب لا تهتديها الذُّبَّلُ الشُّرُعُ
آبــايَ فــي فـارس والـدين دينُكُـمُ
حقــاً لقــد طــاب لـي أُسٌّ ومرتبَـعُ
مـازلت مـذ يَفعـتْ سـنّي ألـوذ بكـم
حــتى محــا حقُّكــم شــكِّي وأنتجـعُ
وقــد مضــتْ فُرُطـاتٌ إن كفلـتَ بهـا
فرّقـتُ عـن صـُحفِي البأس الذي جمعوا
سـلمان فيها شفيعي وهو منك إذا ال
آبــاء عنـدك فـي أبنـائهم شـفعوا
فكـن بهـا منقـذاً مـن هـول مطَّلَعـي
غــداً وأنــت مــن الأعــراف مطَّلِـعُ
سـوَّلتُ نفسـي غـروراً إن ضـمنتُ لهـا
أنــي بــذخرٍ ســوى حبِّيــك أنتفـعُ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.