
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مستضـيمَ الملك أينَ الحامي
ياجـدبُ مـا فعلَ السحابُ الهامي
حَـرمُ الإمـارةِ كيـف حَـلَّ سـلوكُه
مــن غيــر تلبيــةٍ ولا إحـرامِ
مـا للعـراق عَقيـبَ صحَّتِه اشتكى
سـقما يجـاذِبُ مـن ذيـول الشامِ
مـن غـصَّ فـي دار السـلام وإنما
هــي حيـن تعمُـرُ بيضـةُ الإسـلامِ
أأصـيبَ بالشمس الضُّحَى أم خولست
فيهـا الليالي البيضُ بدرَ تمامِ
أم هـل هـوَى بـأبي علـيٍّ نَجمِها
رامٍ تعــوّد بــالنجوم يرامــي
قـدَرٌ أصـاب الصـاحبَ ابنَ صلاحها
بيــدٍ فكــانت أمَّ كــلِّ ســَقامِ
بغريبـةِ الإلمـام مـا خطَرتْ على
بــالٍ ولا ســبقت إلـى الأوهـامِ
عهـدي التجنُّـبُ بالردى عن مثله
يـا مـوتُ مـا سـببٌ لذا الإقدامِ
أفمســتجيرا حيــث عـزَّ رُواقُـه
لمخافـــةٍ دهِمتــك أو إعــدامِ
فلقد وصلت إلى المنيع المرتَقَى
ولقـد حططت ذُرَى المنِيف السامِي
وغصـبتَنا مـن لـم يُفِـدنا مثلَه
جــوبُ الملا وتعــاقبُ الأعــوامِ
وحَيـاً مُطرنـاه علـى يأس الثرى
مــن جــوِّهِ وقطــوبِ كـلِّ غمـامِ
عقَـل الزمـانُ بـه ووقَّـر نفسـَه
فـــالآنَ عــاد لِشــرَّةٍ وعُــرامِ
بشـراك يـا ساعي الفساد وغبطةً
ذهـب المقـوِّمُ يـا بنـي الإجرامِ
عـاد القـويّ على الضعيف مسلَّطاً
ونمـى السـَّفاهُ فـدبّ فـي الأحلامِ
ســوِّمْ خيولـك للثغـور مُريـدَها
واطمـع وسـُمْ بالملـك رُخْصَ مَسامِ
واخلِـط بنومِـك مطمئنّـاً حيثُ لم
يــكُ مــوردٌ لـترومَ حـطَّ لجـامِ
خلَّـى لـك الحَسنُ السبيلَ وأُخليت
منــه عــزائمُ رِحلــة ومُقــامِ
لا ســُدّدَ الخَطّــيُّ فـي طلـبٍ ولا
شــُحذتْ لمثلــك شـفرتا صمصـامِ
مـن للجيـوش وقـد أصيب عميدُها
مـا الـبيتُ بعـدَ عمـادهِ لقيامِ
مــن للدُّسـوت وللسـُّروج محـافظٌ
ظهرَيــهِ مـن حَـزْمٍ بهـا وحـزامِ
مـن للفتـوّة بعـد موتـك إنهـا
رحِــمٌ تُضــَمُّ وأنـت تحـتَ رِجـامِ
مــن لابـن وحـدته تقـوّض قـومُه
ومضـى أبـوه يـا أبـا الأيتـامِ
مـــن للبلاد تضـــمُّها ورعيّــةٍ
أرضــعتَها الإنصـافَ بعـد فِطـامِ
ولــدارك الفيحــاءِ إلا بابهـا
شــرِقا بضــيقِ مــواكبٍ وزحـامِ
مُلِكــتْ علــى حُرَّاسـها وتسـلَّبت
أبوابُهــا مــن دافـع ومحـامي
مَثَلُـوا قعـودا وسـْطَها وقُصارُهم
بــالأمس خُطــوَةُ واصـلين قيـامِ
يـدعوك بالإصـغار في اسمك ناقصٌ
مــن قبـل أن نـدعوك بالإعظـامِ
خطـروا بهـا الخُيَلاء بعد مراتبٍ
معــدودةِ الخطــواتِ بالأقــدامِ
واسترسلوا بيد التحيّة واحتَبَوا
فصــحاءَ بعــد تطـاول الإعجـامِ
مـن كـلِّ مقصـوص اللسـان شكمتَه
قبـل الـردى مـن هيبـةٍ بلجـامِ
ذَربٍ يقـولُ ولـو سـمعتَ تلجلجـتْ
شـفتاه غَـدرَ التـاءِ بالتَّمتـامِ
زلَّ الزمــانُ غـداةَ يومـك زَلَّـةً
لا تُتَّقَـــى خجلاتُهـــا بلثـــامِ
عـار جنـى عـارا علـى الأعـوامِ
أبـدا ويومـك منـه عـار العامِ
لا ســَدَّ ثُغرتَنــا سـواك مفوّقـاً
إلا امـرؤ عـن قـوس رأيـك رامي
يجــري علــى سـَنَنٍ رآك نهجتـه
كـالفِتْر معتمـدا علـى الإبهـامِ
أتـراك تسـمعُ لـي وأبـرحُ نازلٍ
بـك ضـعفُ فهمـك مع قُوَى إفهامي
ألممـتُ أسـتعدِي بلحـدك من جوَى
قلــبي فـزاد صـبابتي إلمـامي
قــبرٌ خلطــتُ مـدامعي بـترابه
ونــداك فهــو الآن بحـرٌ طـامي
وأُجِلّــه عــن شــقِّ جيــبٍ إنـه
فــدَّى الجيــوبَ عليـه بـالأعلامِ
ووقفـتُ أَجزيـك الثنـاءَ مؤبّنـاً
يــالوعتي أن كـان ذاك مُقـامي
هــذا جـزايَ وليـس ذلـك نعمـة
فيمـا مننـتُ فكيـفَ كـان غرامي
لـو رِشـتَ قـادِمَتي فطار قصيصُها
أو لـو كسـوتَ من الهزال عظامي
إن لـم يكـن لـي منك يومٌ خصَّني
فلقــد علمتُــك صــالحَ الأيـامِ
ولقـد أُعَـدُّ إذا بكيتُـك صـادقا
فـي الحـافظين وواصـلي الأرحامِ
أصــلي وأصـلكُ فـي مقـرٍّ واحـدٍ
وتفــاوتُ الفرعيــن بالأقســامِ
وإذا تشجَّرت المناسبُ والتقى ال
فخـران كـان أبـوك مـن أعمامي
شــَرفٌ وصـلنا حبلَـه فـي فـارسٍ
بــالمحكمين مــرائرَ الإبــرامِ
بَرِمُـونَ بـالإعراضِ بعـد غُبـورهم
وســـُمَاءُ يُمتــدَحون بالأجســامِ
ولقـد جمعـتُ إلـى مديحك حادياً
ناحــاك فاسـتذممتُ خيـرَ ذِمـامِ
فتحـوا ضـريحَك فـي مساكِن تربةٍ
جاورتَهــا فختمــتَ طيـبَ خِتـامِ
ونزلـتَ فـي مضـر وقومُـك غيرهُم
بعــد الممـات بأشـرف الأقـوامِ
أَنَّـى التفـتَّ فأنتَ في حِرزين من
حَرَمَـــيْ شــهيدٍ ســيِّدٍ وإمــامِ
أصـبحتَ منهـم بـالنزول عليهـمُ
يـا رحـبَ مـا بـوِّئتَ مـن إكرامِ
فـإذا تزخرفـت الجِنانُ غداً لهم
صـــاحبتَهم فـــدخلتُمُ بســـلامِ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.