
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دعْ ملامـي بـاللّوى أورُحْ ودعْني
واقفـا أنشـُد قلبـا ضـاع منِّي
مـا سـألتُ الـدار أبغى رجعَها
ربَّ مسـؤول سـواها لـم يُجِبْنـي
إنمــا الحــظُّ لقلـبي عنـدَها
ولعهـــدي لا لعينــيَّ وأُذْنــي
كـن أخـاً يُسـعِدُ أو بِنْ عن قِلىً
فأخي الناصحُ ما استودعتُ جفني
أنـا يـا دار أخـو وحشِ الفلا
فيـكِ مـن خـان فعزمي لم يخنّي
قائمـــا أو قــائلا مفترِشــاً
بيـن خـدِّي وثـرى أرضـِكِ رُدنـي
ولئن غــال مغانيــك البِلــى
عـادة الـدهر فشـخصٌ منك يُغني
إن خَبــتْ نـارٌ فهـا ذي كبـدي
أو جفـا الغيـثُ فها ذلك جفني
ممّــن الراكــبُ نجَّتْــه أَمـونٌ
زجَــرتْ ســانحَتَيْ خِصــبٍ وأمـنِ
رشـَداً مـا التقـم الحادي بها
نُجعـةً يُعشـِبُ مـا شـاء ويُسـني
يأخــذ الحاجـاتِ مـن غايتهـا
ســهلةً إن يتعنَّــى أو يُعنِّــي
دعــــوةً صـــالحةً مســـموعةً
فيـه إن بلَّـغ مـا قلـت ألِكنى
أو أبـــانت خَبَـــراً رحلتُــهُ
مـن لـوى خَبْـتٍ عن الحيِّ المُبِنِّ
كـم علـى وادي أُشـَيٍّ مـن هـوىً
مسـتعادِ العتـبِ محبوبِ التجنِّي
وبُرّمـــانَ ســقى رُمّــانَ مِــن
أيكــةٍ غنــاءَ أو ظــبي أغَـنِّ
ووفـــــاضٍ للتصــــابِي مُلئتْ
مِلـءَ أعراضـك مـن طيـب وحسـنِ
وغُصــــَيْنيٍّ جمــــوحٍ فتَلـــتْ
رأسـَهُ الشـاردَ حـرَّى بنـتُ غصنِ
خلَطــت حُزْنــا بتغريــدٍ فمـا
فـرَّق السـمعُ أتبكـي أم تُغنِّـي
غِـرَّةٌ فـي العيـش كـانت أفرجَتْ
قبضـَةَ الأيـام عنهـا بعـد ضـنِّ
ثــم عــادت تقتضــيني ردَّهـا
أيـن هـذا قبـلَ أن يُغلَق رهني
حيــث لــم يُلحَـمْ عِـذارَيَّ ولا
رُجِمـتْ بعـدُ بشـُهبِ الشـَّيب جِنِّي
يـا بياضـا لسـتَ أُولـى وقعـةٍ
لـي مـع الـدهرِ وجُلَّـى طرقتني
إنمــا يســتطرِفُ الرَّوعـةَ مَـن
نفَّـــرَتْ منـــه بقلــبٍ مطمئنِّ
مـا دعـا باسـمٍ سوى اسمى شَرُّه
قــطُّ إلاّ خلتُــه إيَّــاي يَعنـي
عبــدُهُ مــن ظَـن خيـرا عنـدَه
إنمــا حسـَّنَ حـالي سـوءُ ظنِّـي
لـم يزَلْ بي الياس حتى لم تجد
مَعلَقــا فــيّ حِبـالاتُ التمنِّـي
فـارضَ خُلْقـي أو فسـلْ خصمِيَ بي
ربَّمـا لـم تـرضَ عن قوليَ سَلْني
لا تجــاذِبْ رَســَني فــي طمــعٍ
وكمـا شـئتَ مـع الـوُدِّ فقُـدْني
ومــتى تســمَعْ بقـومٍ أعجفـوا
ليعِـزُّوا فـابغِني فيهـم تجدْني
جمَّــةُ الــدنيا يُسـَخّيني بهـا
شـُربِيَ النُّطفـةَ لـم تُمـزَجْ بمَنِّ
قــل لمـن أنبـضَ لـي يوعـدني
برقــةً تشـهدُ أن ليسـت لِمُـزنِ
قــد أتتنــي فتبســَّمتُ لهــا
وقليلا أنِســتْ بالضــِّحك ســِنِّي
رُبّمـــا قبلَـــك وافٍ ذرعُـــه
مســحَ الأفْـقَ بكـفٍّ لـم تنلنـي
ودَّ لــو مــا تُقلَـبُ الأرضُ بـه
قبـلَ أن يقلِـبَ لـي ظهرَ المِجَنِّ
سـامَ بغضـا بـي فلمّـا داسـها
فرآهــا جمــرةً قــال أقِلْنـي
كــنْ عــدوّاً مبــدياً صــفحتَه
أو فسـالمني إذا لـم تك قِرْني
أبـقِ مـن يـومي نصـيبا لغـدي
ربمــا ســرَّك مـا سـاءك منّـي
فـي اشـتباه النـاس ودٌّ بينهم
وحــزازات التنـافي شـرُّ ضـِعنِ
كــم عـدوّ سـُلَّ مـن ظهـرِ أبـي
وأخ لــي أمُّــه مــا ولـدتني
ســُقِيَتْ أنفُــسُ وافيــن زكــتْ
بهــمُ أرضــيَ واسـتُثمِرَ غصـني
أدركـوني مُثقَـل الظهـرِ فحطُّوا
كُلَـفَ الأيـام عـن جُلْبـةِ متنـي
وتمطَّيــــتُ بجنــــبيْ أجـــإٍ
منـذ قاموا يزحَمون الدهرَ عنِّي
أدّبــوا الأيـام لـي فاعتـذرتْ
بعـد أن كـانت تَجنَّى وهي تَجنِي
ببنــي عبـد الرحيـم اعتـدلتْ
واســتقامتْ بعـد مَيْـلٍ وتثنّـي
المحـــامون علــى أحســابهم
بصــريحاتٍ مــن المـال وهُجـنِ
وفَّــروا الـذكرَ فمـا يحفزِهـم
مـا أصـابَ المالَ من نقصٍ ووهنِ
تزلَـق الفحشـاء عـن أعراضـهم
زلـق الشـفرة علـى ظهر المِسَنِّ
صــرَّح الجــدبُ فغطَّــوا شمسـَه
بســحابٍ مــن نــداهم مرجحِـنِّ
ودجــا القــولُ فعطُّـوا ليلـه
بحديــداتٍ مــن الألســن لُحـنِ
تَنطِـقُ السـهلَ علـى مـا ركِبـتْ
مـن ظهـورٍ صـعبة الأردافِ خُشـْنِ
بلَغــوا منهــا ومـن أقلامهـم
غايـةَ الأبطـالِ مـن ضـربٍ وطعنِ
وأنــــابيب خفـــاف كســـبت
مــن نـدى أيـديهم هـزة لـدن
تقنــصُ الأغــراضَ ركضـاً كلّمـا
أدركــتْ فنّــاً تعــدّته لفــنِّ
حلَمـــاء تُعـــدَل الأرضُ بهــمْ
كلَّمـا مـالت مـن الجهـل بركنِ
خُلِقـوا مـن طينـةِ الفضـلِ فما
يرجِـع اليـافعُ عـن شأو المُسِنِّ
كلَّمـــا شـــارفَ عمريْـــه أبٌ
منهــمُ آزرهُ الإقبــالُ بــابنِ
وإذا قــــالَ دعـــيٌّ إننـــي
منهـمُ قـال لـه المجـدُ وإنِّـي
بــأبي سـعدٍ وَفَـى عهـدُ العلا
لأبيـــهِ وشـــروطُ المتمنّـــي
ســبق النــاسَ فــتىً علَّمهــم
أنــه لا يُحــرَزُ الســبقُ بسـِنِّ
لــو رأى فيهــم سـوى والـده
أوَّلاً مـا كـان يرضـَى أن يُثَنِّـي
زاده مجـــدا وإن كــان لــه
فـي مسـاعيه مـن السؤدد مُغْني
إن رمــى شــاكلةً فهـو مصـيبٌ
أو جـزَى يـومَ عطـاءٍ فهو مُسْني
يُخلِـــفُ المـــالَ لأن يُتلفَــه
وبقــاءُ العـزِّ للأمـوال مُفنـي
حُــذِيتْ نعلَيْــك خــدَّا نــاقصٍ
حـــدَّثَتْه بــك جَهْلاتُ التظنِّــي
خـابطٍ يُصـْلِدُ فـي الخطبِ وتُورِي
وحريــصٍ يهـدِمُ المجـدَ وتبنـي
راح ســرح الهـمِّ عنـي عازبـاً
بــك واستأسـر للأفـراح حُزْنـي
صــِدْتَني بـالخُلُق الرحـبِ وكـم
قـد تقبَّضـْتُ بخُلْـقٍ لـم يسـَعْني
مــا تخَيَّلْتُــك حــتى جُبتُهــم
باحثــاً أقلبُهـم ظهـراً لبطـنِ
رَطِبَــتْ بالشــكر صـِدقا شـَفَتي
منـذُ ألقيـتُ إلـى بحـرك شـَنِّي
فتســـمَّعْ فِقَــراً أقــراطَ أُذْنٍ
هــي فـي أعـدائها وَقـرةُ أُذْنِ
مـن بنـات السـير لـو أطلقَها
حظُّهـا مـا انتظـرتْ سـهلاً بحَزْنِ
يتبــادرنَ مُروقــا مــن فمِـي
فكــأنْ لــم يتقيَّــدن بــوزنِ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.