
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رجــــاُّكَ أن تعيـــشَ بلا زَوَالِ
كَمَـنْ يرجُـو ارتِـوا من ماءِ آلِ
تَــرومُ المســتحيلَ ولا تَــراهُ
ولــو أَنفقْـتَ عمـرك بالسـؤالِ
فتبنــي بيـتَ عـزّك مِـن رجـاءٍ
ولكــنَّ الأســاسَ علــى رمــالِ
وتبغي العيشَ في الدنيا طويلاً
وهـــل حـــيٌّ يكــون بلا زَوالِ
خُلِقنــا للفنـاء فمـا رجانـا
بِـدُنيا العمـرٌ فيهـا كالخيالِ
حيـــاةٌ صــفْها كَــدَرٌ وطيــنٌ
تعُــود بنـا إليهـا بالمُحَـالِ
أذا حســُنَتْ فواتِحُهــا لَـدَينا
فـإِنَّ بهـا الختـامَ ردى المآلِ
هـي الـدُّنيا تقـولُ بملءِ فيها
حـذَارِ حـذَار مِنـي فِـي فِعـالي
فلا يغرُرْكُـــمُ منّــي ابِتســامٌ
فـإن الليـثَ يَبسـِمُ في القتالِ
وقَــولي مُضــحِكٌ والفِعْـلُ مُبـكٍ
فمـا سـيانِ فِعلـي مـعْ مَقـالي
حيـاةٌ يـا ابـنَ آدَم أَنتَ فيها
غريـبٌ قـد عزَمـتَ علـى ارتحالِ
تــرى بخلالهــا فَرَحـاُ وأُنسـاً
ولسـتَ تـرى الـذي خَلْـفَ الخِلالِ
كَرَقْطــاءٍ تَليــن لِكــلّ لَمــسٍ
وتحـتَ النـابِ تحنش في الوبالِ
أَتفكـرُ إن لبِسـت الخَـزَّ فيهـا
غَــدَوت مُنعَّمـاً فـي حُسـنِ حـالِ
قكـم قـد أَنْزَلـتْ مَلِكـاً بقـبرٍ
وكــان بعـرش مجـدٍ فيـه عـالِ
فلا تعقِـــد بهــا أملاً وعلّــق
رَجــاءَك بـالإله أخـي الكمـالِ
تـزوَّد مـن تُقـى الرَّحْمـن زاداً
فــأَنت مســافرٌ فـي كـل حـالِ
ولا تَتْــرُك وراءَك غيــرَ ذكــرٍ
كعَـرْف الطيـب فـاحَ من الشمالِ
إِذا بَلِـيَ الفتى في الأرض يَوماً
فَـإِنَّ الـذكرَ يُحيـي غيـرَ بـالِ
سـقى جَدَثاً لقد ضم التُّقى والنّ
قــا ربّــي بِـوَدْقٍ ذِي انهمـالِ
علـى ذاك الـذي قَـدْ غـابَ فيه
ســلامُ اللــه مـا جَنّـت ليـالِ
ويــا رَمْسـاً ثَـواه خيـرُ حَـبر
عَمَــنْ صـبحاً بمحمـود الخصـالِ
ويـا صـخرَ الصـلاح انعِمْ صباحاً
بِلُقيــا اللـهِ ربّـك ذِي الجلالِ
لئن فقـدَتْ بـك الأقطـارُ فـرداً
لقــد فـاقَ الأَواخـرَ والأوالـي
فقـد فرِحـت ملائكـةُ السـما في
لقــاكَ بُعيــدَ آمـالِ الوِصـالِ
مصــائِبُنا فـوائدُ مَـنْ سـوانا
كذاك الدهرُ في العُصُر الخوالي
بكـاك القطُـر لكـن مثـل قَطـر
ومـا اسـتويا بهاتيـكَ الفِعالِ
إذا ســحًّ القطُـر يفيـد أرضـاً
ولســيس بنـافع دمـع الرجـالِ
ألا يــا صــخرةَ الإيمــانِ هَلاّ
تعـودُ ولـو علـى حكـم ارتحالِ
تَـرى أن الكنـائس مـا تـراءت
وكــانت فيـك بطـرس كالجبـالِ
تـرى الفقـراء تلتطم افتقاراً
لحَبْـرٍ كـان غيثـاً فـي النوالِ
إذا مَحلـتْ رُبـى العَلياء حُزناً
فبســـتانيُّها إلْــفُ اعتقــالِ
أمصــرعُه بــبيتِ الـدين يـومَ
الخميــسِ وقـد تـولى للـزوالِ
بكــاهُ النـاسُ مـن قـاصٍ ودَانٍ
بُكــاءً كالســَّحاب ولا أُغــالي
ويـومَ الجمعـةِ التـالي رأَينا
ثَـبيراً في البحار على الرِجالِ
ســروا فيــه وحـولَيه شـهِدنا
الجيــوش أسً منكَّســةَ النصـالِ
أَتـوا فيـه المصـلًّى فـالتقتْهُ
ملائكـةُ السـما فـي حُسـنِ حـالِ
أبيـتَ الـدين قـد واريتَ شخصاً
بـبيتِ الـدين كـم أمضى ليالي
سـقاك العفـوُ يـا رمسـاً حواه
ففيـك لقـد ثـوى خيرُ الموالي
لقــد حقَّقْـت يـا ربًّ المعـالي
بفقْــدِك فقـدَ كـلّ أخـي كمـالِ
وقــد صــدَّقتُ أَنَّ الأرض مثــوى
غـــداة ثــويت فيهــا للهلالِ
ثــويتَ وكــلُّ روضٍ وَدَّ لَــوْ أن
تكــونَ بــه فيحظــى بـالجَلالِ
فلا عجــــبٌ إذا واراك رَمـــسٌ
فبالأَصـــدافِ وُجــدانُ اللآلــي
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.