
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أشَاقَكَ أن تمشي على الهَامِ والدِمَّا
وراعــك أن تبكِــيْ وأَن تتألمــا
عذيرُكَ هذا الدمعُ لو أنّ في البُكا
سـِوى الـذلِّ فاربَأْ أن تَذِلَّ لتُرحَما
صـُنِ التـاجَ مـن ذلّ الدموع فإنني
رأيـتُ إبـاءَ النفـسِ للتاج أكرَمَا
ومِـن نَكَـدِ العـرشِ الذي أَنت تاركٌ
علـى الرَّغـمِ أن تبكِي وأن تتظلّما
أصـاب رَشـَاشُ الـدمع والـدّمُ قبلَه
ذُراه فســالت بالـدموع وبالـدما
فغــادرتَهُ يَنــدَى بــدمعك جـانبٌ
ويقطـر جنـبٌ مـن ضـحاياك عَنـدَما
بكــى ذِلـةً عبـدُ الحميـد وراعَـهُ
خَيَـالُ الـردى فـي خـالِعِيه مجسَّما
وهَزَّتـه خـوفَ المـوت رعشـهُ قاتـلٍ
رأى شــبحَ المقتـولِ منـه تقـدّما
فــأَطبق عينيــه مخافـةَ أنْ يـرى
وقـال ليُخفـي نَـزوة القلب فيهما
عجِبـت لـه أن يعـرِفَ الخـوفَ قلبُه
ويـا قلبَـهُ مـا أَنت لحماً ولا دَما
جـرتْ دمعـةٌ فـي مقلـتيه وما جرى
ســوى ذوبــانٍ مـن فـؤادٍ تضـرما
صـَدَا عـن حديـدِ ذاب بيـن ضـلوعه
وسـالَ إلـى عينيـه كالدَّمع مُسْجَما
فقيـلَ بكـى عبـدُ الحميد بكى بكى
فلــم ينســكب دمــع أذلَّ وأَلأَمـا
فيـا لجلالِ الملـك بالـدمع ضائعاً
ويـا لسـناءِ التـاج بالذُّل مُوصَما
نظـرتُ إليـه فـي الخلافـة رابِضـاً
فأغضــَيتُ طرفــي خاشـِعاً متوجّمـا
وأكـبرتُه أن يَلْمُـسَ الـوهمُ ذاتَـه
فــردَّ جلالُ الملـكِ عنـه التوهُّمـا
يقولـون ظِـلُّ اللـه فـي أرضِهِ وَلَوْ
أَرادَ يقــولا فــوقَ ذاكَ وأَعظمــا
فيـا أَيُّهـا الظِلُّ الذي كان دائماً
خفِيــاً عـن الأبصـار لكـن منَّجمـا
تحجّـبْ كمـا تَهْوَى وصُلْ واحتكم ولا
تحـاذرْ بَلاءً واغنَـمِ العيـشَ منعَما
فمــا هــي إلا فرصـة ثـم تنقضـي
ولــذة دهــرٍ ثــم تصـبحُ عَلقَمـا
إذا حَجــبَ العــزُّ المنَّـعُ عاتيـاً
عن الناس لم يحجُبْهُ عَنْ غَضَبِ السما
جـرى قـدَرُ الأيـام فيـه فلا العُلى
وقَـتْ عرشـَهُ السـامي ولا جندهُ حمى
هـوى مـن سـماهُ بالـدموع مضـرَّجاً
كمـا انحـطَّ نَسـْرٌ مـن عُلاه مُكَلَّمـا
فمـا هـان ذو عرشِ كما هان صاغراً
ولا ذَلَّ عــاتٍ كـان أقسـى وأظلمـا
بكـى فبكـى بِـرّاً بـه نجلُه الفتى
فيــا لشـقاءِ ابـنٍ عليـه تألمّـا
فـتىً كملاكِ الـوَحْيِ لـم يعرِف الأسى
ولــم يتعــوَّدْ غيــرَ أن يتنعّمـا
ترفّــه حــتى لــم يمَــسَّ جـبينَه
نسـيمٌ ولـم تلمح له الشمسُ مَبْسِمَا
إذا نَفَحـاتُ الزهـر راعـت فـؤادَهُ
بطيـب شـذاهُ عُـوقِبَ الزهـرُ مجرِما
أحــبَّ أَبـاه والفـتى غيـرُ واجـدٍ
أَبــرّ فـؤاداً مـن أَبيـه وأرحمـا
رُويـدَك يـا عبـدَ الرحيـمِ ولا تكُنْ
جَزوعــاً وحـاذِرْ أن تـرقَّ وترحمـا
أبـوك جنـى والشـعب عـاقبه علـى
جنايـاته فليلـقَ عـدلاً عقـابَ مـا
أبـوك أهـان الملـك فاقرأ حياته
تجــد مِلأَهـا ويلاً وظلمـاً ومغرمـا
أبـوك أذلّ العـرش فـانظر لعرشـه
تجـدْه كمـا شـاء الشـقاء مهـدما
أبــوك بلــى هــذا أبـوك وهـذه
معاصـيه فامسـح من دموعك ما همى
وقـل يـا أبـي الملـك للـه وحده
وللشـَّعب هذا العرش فاخلَعه مرغَما
أعِــدْ تــاج عُثمـانٍ لـرأس محمـدٍ
يَعُـدْ مجـدُه البـالي أجـلَّ وأفخما
ورُدَّ لــه ســيفَ الخلافَــةِ إننــي
رأيـتُ أَخـاك الحُـرَّ أَمضـى وأحزما
إذا أنـتَ لـمْ تحفـظ لعرشـك مجدَهُ
فـأهوِنْ بهـذا العـرش أن يتحطمـا
أمُســتَرخِصَ الــدمعِ العَصـيّ أإتئد
فمـا عصـِيَ الـدمعُ الطغاةَ فُتعصَما
يَهونُ على العرشِ الدماءُ التي جرت
فلا تبتــدِعْ خُلقـاً جديـداً مـذمَّما
ولا تمتلـئْ عينـاكَ بالـدمع إننـي
أُحـاذرُ أن يغشـَى البُكا نَاظِرَيهما
أجِـلْ نظـرةً تُبصـرْ بقايـا ممالـكٍ
خَلاءً أَثــارَ الظلـمُ فيهـا جهنّمـا
ولا تنــسَ عَهـداً فـي ثلاثيـن حِجـةً
ســيحفَظُهُ التاريـخُ أكمـدَ أقتمـا
فلا أنــتَ أرضــيتَ النـبيَّ محمـداً
ولا مجــدَ عثمــانٍ حفظــت مكرَّمـا
أَفَرْقـانِ فـي ديـنٍ وفـي مجـدِ أمةٍ
فعــوقِبتَ تُركيـاً وعـوقِبتَ مُسـلِما
أَطِــلَّ علــى تايـخِ غرناطـةٍ تجـد
مَليكــاً لَهَـا عـن ملكـه فتهـدّما
فيـا عاتيـاً لم يتّعظ بالُأَلى قضَوا
تَســلَّلْ بــأنْ تأسـى وأن تتنـدّما
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.