
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــتى أنـتَ يـا وطنـي مُسـعِدي
لقــد أفلتَـتْ همَّـتي مـن يـدي
هَجرْتُـكَ لا الشـوقُ يِـدني إليـكَ
ولا الصــبرُ إن أدْعُــهُ يُنجِــدِ
وحــاربتُ فيـك الليـالِي ومَـنْ
يجاهِــــدْ ليـــالِيَه يَجهَـــدِ
فأمّــا الشــبابُ فمـلَّ المنـى
وأمَّــا الزمــانُ فلــم يُسـعدِ
بلادُك فـــاحمِ حمـــى مجــدِها
فـإِن أَنـتَ لـم تَحـمِ لـم تُحمَدِ
ولا تســتَبحْ عِرضــَها فالوفـاءُ
دَليــلٌ علــى كَــرَمِ المحتِــدِ
عــدمتُ المــروءَة يـومَ يُـرادُ
فِـــــدىً لبلادي ولا أفتــــدِي
إذا المــرء مـات فِـدى مـوطنٍ
فقــد مــاتَ ميتــة مُستَشــْهَدِ
وأجــدبَ عــالي الرُّبـى مُقفِـرٍ
كـــثير الفدافـــد والأنجُــدِ
إذا الطيـرُ عـاجت بـهِ تستريحُ
ترامَــتْ عَيــاءَ علـى الجَلمـدَ
عبـــوس المعــالم لا ينجلــي
بصــبحٍ دُجــى ليلِــهِ الأســودِ
خَلا مــن بَنِيــه فليــسَ بنـوه
ســـوى رُحّـــلٍ أبـــداً شــرّدِ
يجِدّ بنا البَينُ كرهاً على جِوارٍ
بـــــذي لُجَـــــجٍ مزبِـــــدِ
جِـوارٍ بهـا مثلُ ما في الضلوعِ
فلا بِــدْعَ إن هــي لــم تـبرُدِ
إذا شـارفَتْ أرض لبنـانَ هـاجَت
بنــا لوعَـةُ الـوالهِ المبعَـدِ
ومـا راعنـا البَيْنُ لَكِن بَكَينا
علـــى جَبـــلٍ مــوحشٍ أجــردِ
لقـد أخلـقَ الـدهر مِـن جِدّتيه
فأمســى لثـوب البِلَـى يرتـدي
أجِـلْ نظـرةً فيـه تُبصـْر سـماءً
تُطـــلُّ علـــى أربُـــعٍ همَّــدِ
منـــازل هاجَرَهـــا أهلُهـــا
إلـــى كـــل منتجــعٍ أرغــدِ
فليـسَ سـوى الطفـلِ فـي مهـده
وليــس سـوى العـاجِزِ المُقعَـدِ
مجــالسُ للحكــم مـا أن تَضـُمّ
ســـوى ذي مطـــامِعَ مســترفِدِ
مــوارد تنصــبّ هَــدْراً فمــا
تـــبرَّد مـــن غُلــه الــورّدِ
صـــوامع للـــدين مســتوياتٌ
علـــى قِمـــم للعُلــى صــعّدِ
ينعَّـــم رهبنهـــا بــالثراء
ويحـــرَمُ كـــلُّ فــتىً أصــيدِ
بنـا منـك يـا وطنـي مـا بنا
لواعـجُ فـي الصـدر لـم تخمَـدِ
شـكوتَ النَّـوى وشـكونا الثَّواء
وَأيٌّ تَـــــزِدْه أذىً يـــــزدَدِ
أَقــلّ رزايــا بنيــك مقــامٌ
وصــبرٌ علــى عيشــك الأنكــدِ
ورُبَّ فــــتىً عقَّــــه مـــوطنٌ
فـــولّى إلـــى وطــنٍ أبعــدِ
ومــن شــاكه مضـجعٌ لـم ينـم
ومــن طلـب الـرزقَ لـم يقعـدِ
ســلوا وطنــي أيُّ فضــلٍ لــه
علـــيَّ ســـوى أنــه مَوْلِــدي
بلـى كـان كُفـراً رحيلـيَ عنـه
لَــوِ اتَّهمــتْ همــتي مقصــِدي
ولــولا وفــائي لأهــلٍ كــرامٍ
ولـــولا ثــرى والــدٍ أمجــدِ
لهـــاجرته غيـــرَ ذي أوبــةِ
فمـــا نتلاقــى علــى موعِــدِ
أُحــب بلادي ولــو لــم أنــلْ
سـوى الضـيمِ منهـا ولـم أعهَدِ
بلادُك كـــلُّ رجـــائِك فــانهض
بهـا مـا اسـتطعتَ إلى السؤدُدِ
إذا قيــل لبنــان قـل مـوطنُ
إلهـــي وصـــلّ لــه واســجُدِ
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.