
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خيَّـــروه أيضـــحِّي حبَّـــهُ
أم يضــحِّي مجـدهُ والحسـبا
أَيُريـقُ الدمَ من أجل العلى
أم ترد السيف أميالُ الصبا
يـا لَذلّ المجد لم يُثأَرْ له
يــا لثــأَرٍ أيَّ حـبٍ خيّبـا
كلمـاهمَّ إلـى السـيف دعـا
قلبـه داعـي التصابي فصبا
جـالَ طيـفُ الحبِّ في افرنده
فـإذا بالسيف في الكفِّ نبا
واجـبٌ رغـمَ الهـوى يـدفعهُ
وهــوى يثنيـه عمّـا وجبـا
قلبُـه طـوراً وطـوراً نفسـُه
يــا لضــدين عليـه غلبـا
ويحَهــم أيَّ عزيــز سـألوا
ويحـــه أيَّ عزيــزٍ وهبــا
شــرفاً جمعيـةَ الـديرِ إذا
ذَكَـرَ النـاسُ الذكا والأدبا
إنمــا الـديرُ ولبنـان أَبٌ
أنجبـت هذي البنين النجبا
وبلادٌ أنــتِ مــن شــبَّانها
بلغـت مـن كـل فضـلٍ مطلبا
ذكرينـا عهـدَ رودريك الذي
بــات معنـاهُ وفـاءً وإِبـا
مثِّليـــهِ عظـــةً بالغـــةً
إِنَّ فيـــه لمثــالاً عجبــا
جـددي الماضـي وأحيي أُمماً
أَسـدلَ الدهرُ عليها الحُجُبا
واذكـري أبناءَ لبنانَ الألى
شـرَّفوا بالمدد تلك الحِقبا
كلهــم رودريـك فـي عزتـه
كَتَـبَ الفضـلُ لـهُ مـا كتبا
مثِّلـي مـن شـئتِ منهم تجدي
هممـاً كـانت تطـول الشهبا
كـانَ فـي لبنـان عهـدٌ طيّبٌ
رحـم اللـه الزمانَ الطيّبا
يـا بنـي لبنانَ لبنانُ إذا
مـا تباهينـا دعونـاه أبا
نســبٌ شــرّفنا بيـنَ الألـى
قيـل عنهـم يـدَّعون النسبا
مـرّ بالـدهر أبونـا أمرداً
وتمشـي فيـه شـيخاً أشـيبا
فـروى التاريـخَ عهداً طيّبا
وروى التاريـخُ عهداً أطيبا
نحـن للشـيخ بنـوه والوفا
أَن يـرى أنّـا بنـوه الأُدَبا
إنمـا نحـن اختلفنا بيننا
حين يقضي العقلُ أن نعتصبا
فركبنــا كـلَّ يـومٍ مركبـاً
وذهبنــا كـلَّ يـومٍ مـذهبا
كلُّنــا يسـعى إلـى غـايته
ليـس فينـا من يضحِّي مأربا
ليـسَ فينا رجلُ الشعب الذي
إن دعا الواجبُ لبَّى الطلبا
إنمـا الشعبُ الذي نشكو لهُ
صـحَّف الشـعب فكـان الشغبا
وجعلنـا الديِنَ فينا فارقاً
فتفرقنــا بـه أيـدي سـبا
ويـحَ لبنـانٍ إذا داعٍ دعـا
فبنــوه عــن بنيـه غُربـا
الليـالي الغـرُّ تفدي ليلةً
علَّمـت غـرَّ الليالي الطربا
يتمشـى فـي حواشيها البها
مِشـْيةَ الطيبِ بأردان الصبا
حبّـذا لبنـانُ والـديرُ بـه
حبذا الوردةُ في زهر الربى
حبّـذا لبنـانُ والـدير معاً
فلــكٌ اطلــعَ فيـه كوكبـا
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.