
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــذي منــازلُ أنســنا وصـبنا
ومطــالعُ الحــب الـذي آخانـا
وريـاضُ آمـال الحيـاة وصـفوِها
وحمــى ســلامِ قولبنـا وهنانـا
أوَ تـذكُرُ العهـدَ الذي نعمت به
وقـتَ الشبيبة في الهوى نفسانا
أيـامَ نمـرح فـي خمـائلِ حبِّنـا
نحنـي الصـدورَ ونقطـفُ الرمانا
أيـامَ نسـرحُ في رياضِ العلمِ لا
هــمٌّ تعكَّــرُ فيـه كـأسُ صـفانا
والكـونُ يبسـمِ حولَنـا وسـماؤه
غــراءُ نعشـقُ وجْهَهـا الفتانـا
والنجــمُ يرقبنـا بهـا فكـأنه
أمســى بخمــرة حبنـا سـكرانا
مــرَّت ليالينــا ومـرَّ بهاؤهـا
فكـأنّ عهـدَ سـعودنا مـا كانـا
حـتى حسـبنا اللـه فـي ملكوته
مـا كـان يحـرسُ غيرنـا إنسانا
بـالأمس كنـا ليس نعرف ما الأسى
وغــدا نكـونُ ولا يـزول أسـانا
هـذي هـي الـدنيا وهـذا طبهـا
ليســت تغيِّــرُ طبعهـا دنيانـا
إيــه بلادَ الشـرقِ أنـتِ عزيـزةٌ
عنــدي وحبُّــكِ راســخٌ أركانـا
فعرفــتُ فيـكِ النـورَ أوَّلَ مـرةٍ
وكفــى بــه بحــداثتي عرفنـا
أنـتِ الـتي زمـنَ الصبى علمتني
فـي حِجـرِ أُمـي الخيرَ والإحسانا
أَوَ لَيْـسَ تحـتَ سـماكِ طفلاً مرَّ بي
زمـنٌ يفـاخر بالبهـا الأزمانـا
عشـرون عامـاً فـي رياض شبيبتي
نـثرتْ علـيَّ الـوردَ والريحانـا
واليومَ يا وطني وقد كاد الصِبا
يمضــي وكــادَ سـوادُهُ يغشـانا
ودجـى الحيـاة علـيَّ أرخى ستره
وزمــانُ جــدي للسـعادة هانـا
أرسـلتُ فـي دنيـاي نظـرة ناقدٍ
فرأَيــتُ جـداً بالشـقا مزدانـا
وعرفـتُ أَنَّ المـرء مغـرورٌ بهـا
أَنــى يكــونُ يصـادفُ الأحزانـا
فعليـكَ يا وطني السلامُ فما أنا
لأُحـــبّ عيشــاً بالأســى ملآنــا
قـفْ بـي أودعُ فيـك جنـاتٍ بهـا
لعــبَ النسـيمُ يحـرِّكُ الأغصـانا
وأحبــةً للقلـب تحـتَ سـماك لا
أنســـاهمُ ومنـــازلاً غرّانـــا
سأسـيرُ في الدنيا إلى بلدٍ بها
ليسـت تـرى نفـسُ العزيز هوانا
وأعيـشُ لكـن مـن جنـى كفّي فلا
ألقـى علـيَّ بهـا امـرءاً منّانا
وأغيـثُ أهلـي عارفـاً لجميلهـم
فـالحق أن نعطـي الـذي أعطانا
واللـه مـا هجـري بلاديَ عن رِضىً
لكــن بلادي تــوجبُ الهجرانــا
نـزل التعصـبُ فـي حماهـا لائذاً
فأصـابَ فـي لُـبِّ القلـوبِ مكانا
ألقـي عصا التسيار فيه ولا ارى
إلا نفوسـاً فـي العلـى تتفـانى
وهنــاك أحلامُ الصــبا ذهبيــةٌ
تُنسـي ابن موسى الأصفرَ الرنانا
فلعلهــا يومــاً تصــحُّ وحبّـذا
يومــاً تصــح فـأنثني فرحانـا
وأعــود للأوطـانِ أطَّلِـبُ العلـى
اللـه يحفـظُ بـالعلى الأوطانـا
وأرى بلاديَ حنــــةً وســـماءَها
زادت لفــرط ســرورها لمعانـا
اللـه فـي ذاك الزمـان وليتني
أحيــا طـويلاً كـي أراه عيانـا
فـأقول يـا لبنـانُ معهدَ صبوتي
حيــاكَ مــن بعلاكَ قـد أحيانـا
أنجيـبُ هـذي بعـض أحلام الصـبا
ليـت الشـبابَ يصـحُّ فيـه رجانا
أحببــت لبنانــاً وسـوفَ أُحبُّـه
ونحبُّــه طــولَ الحيــاة كلانـا
إنْ لـم تكـنْ إلا عظـامُ أبـي به
فأنــا أحــبَّ لأجلهــا لبنانـا
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.