
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن داراً أنتــنَّ يــا ســيداتي
فـي سـماها كـالأنجم الزاهـراتِ
هـيَ مثـلُ السـما بكـلّ الصـفاتِ
فبهاهــا مــن أوجــهٍ باسـماتِ
وســناها مــن هــذهِ الطلعـاتِ
وهــي كـالروضِ رونقـاً وسـرورا
قـد طلعتـنًّ فـي رُباهـا زهـورَا
فغــدت تزدهــي بكــنًّ حبــورَا
وغـدونا بهـا نحـاكي الطيـورَا
وغــدا الشـكرُ أطـربَ النغمـاتِ
وســـلامٌ لزائرينـــا الأفاضــلْ
صـفوةِ المجـدِ والـرواةِ الأماثلْ
ســادةٍ فيهــمْ تعــزُّ المحافـلْ
وبهـم تفخـرُ العلـى والفضـائلْ
إذ هــمُ أهــلُ هـذهِ المكرمـاتِ
ســادتي عفـوكم فـإنًّ المقامـا
يملأُ النفــسَ رهبــةً واحترامـاً
فــإذا كنــتُ لا أجيـدُ الكلامـا
فبعــذرٍ منكـم أنـالُ المرامـا
فاعــذروني وســامحوا هفـواتي
لـم أقـفْ بينكـم بقصدِ التباهي
لا ولا ذاكَ رغبــــةً بالجــــاهِ
إنَّ ذَا المحفـلَ الكريـمَ الزاهي
جـامعُ الفضـلِ والجمـالِ الباهي
فيــه مثلــي أحــقُّ بالإنصــاتِ
فوقـوفي فـي وسـْطِ هـذا المكانِ
وفـــؤَادي مُواصـــلُ الخفقــانِ
ليــس إلاّ فــرضٌ إليــه دعـاني
محفــلٌ زاهــرٌ ولســتُ أرانــي
فيـــه إلاًّ متممـــاً واجبــاتي
وأَرى خيــرَ واجــبٍ فـي يقينـي
واجــبَ الأمهــاتِ نحـو البنيـنِ
إنمـا النـتُ مـع توالي السنينِ
ســتفوتُ الصـِبَّا وعهـد الفتـونِ
ونراهــا يومــاً مــن الأمهـاتِ
أيُّهـا ذي الفتـاةُ إنًّ الجمـالاَ
مـعَ عهـدِ الشـبابِ يـذهبُ حـالاً
فانبــذيه ولا ترومـي المحـالاَ
فالجمــالُ الــذي أراهُ كمـالاَ
هـو فـي مـذهبي جمـالُ الصـفاتِ
أيُّهــا ذي الفتــاةُ إنـي أراكِ
لا تزاليــنَ فــي ربيــعِ صـباكِ
لا تكـــوني ولوعـــةً ببهـــاكِ
فـانظري فـي الشتاء غصنَ الأراكِ
عاريــاً مـن أوراقـهِ النضـراتِ
كــانَ غصــنُ الأراكِ يزهـو رواءَ
حيــنَ كــانت أوراقُــه خضـراءَ
فغــدا بعـدها يقاسـي الشـقاءَ
فــالعيونُ الـتي رواهـا بهـاءَ
أصـــبحت تزدريــهِ بــالنظراتِ
إن يومــاً فيــه تكـونينَ أمّـا
هــو يــومٌ يريـكِ حسـنكِ وَهْمَـا
أنـتِ تبغيـنَ فـي المدارسِ علمَا
فـاجعلي العلـمَ للـذي هو أَسمَى
مــن جمـالِ العيـونِ والوجنـاتِ
إجعلــي العلـمَ هاديـاً ليُرِيْـكِ
ســُبلَ الرُّشـد كـي تُرِّبـي بنيـكِ
خيــرُ علـمٍ أراهُ علـمُ السـلوكِ
فالجمــالُ الفتــانُ لا يكفيــكِ
لتكــوني ســعيدةً فـي الحيـاةِ
إجعلــي العلــمَ غايـةً أوَّليّـه
لأمـــاني حياتـــكِ الوالــديّهْ
واقرنيــهِ إلـى الخلالِ البهيَّـهْ
واجمعيـهِ مـعَ المبـادي القويَّهْ
والمــادي الشــريفةِ الغايـاتِ
إجعلي العلمَ في الزمانِ العصيبِ
ملجــأ كـي يقيـكِ شـرَّ الخطـوبِ
وســتعيني علـى البلاءِ المريـبِ
فيـه فهـو العـزاءُ وقتَ الخطوبِ
وهـوَ نـورٌ يجلـو دُجـى الظمـاتِ
أَيُّهـا ذي الفتـاةُ كـوني كـذلكْ
واجعلـي العلـمَ زينـةً لجمالـكْ
فهـــو تـــاجٌ مكلِّــلٌ لخلالــكْ
وهــو فـي التـاجِ درةٌ لكمالـكْ
وهــو خيـرُ الحُلـى لكـل فتـاةِ
علِّمـي ابنَـكِ المبـادي الكريمهْ
وارشـديه إلـى الطريقِِ القويمهْ
وابعـديهِ عـن الصـفاتِ الذميمهْ
واجعليــهِ يعتــادُ كـلَّ عظيمـهْ
مــن جليــلِ الأعمـالِ والنيـاتِ
علِّميــهِ يــا أُمَّــهُ أن يكونَـا
رجلاً صـــادقاً وفيـــاً أمينــا
مخلصــاً فــي فعـالهِ لا خؤُونَـا
وكريمـاً بيـنَ الـورى لا مهينـا
ومحبـــاً للـــبرٍّ والحســـناتِ
علِّيمــهِ يــا أُمَّــهُ الإِقــدامَا
لتَرَيــهِ شــهماً أبيــاً هُمامَـا
فيُلاقــي مـن الكـرامِ احترامَـا
إنَّمـا يكـرمُ العظيـمُ العظامَـا
وكـذا الفضـلُ فـي جليلِ المآتي
علِّميـهِ هـذي الصـفاتِ الحسـانَا
علّميـــهِ العفــافَ والإحســانَا
علّيمـــهِ أن لا يعيــشَ مُهانَــا
علّميـــهِ أن لا يكــون جبانَــا
عــوُّديهِ علـى الوفـا والثبـاتِ
علِّميــه مــنْ قبـلِ هـذي الخلالِ
أنَّ حـبَّ الأوطـانِ أسـمى الخصـالِ
إن أُمّــاً تسـعى لهـذا الكمـالِ
بفتاهــا تــراهُ خيـرَ الرجـالِ
وهــي بـالحقِِّ أفضـلُ الوالـداتِ
أَيُّهـــا ذي الفتــاةُ كــلُّ بلادِ
ترتقــي بالنسـاءِ ذاتِ الرشـادِ
فأضـيفي للعلـمِ هـذي المبـادي
لتقـــــومي بـــــواجبِ الأولادِ
فهـو عنـدي مـن أقدسِ الواجباتِ
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.