
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خيّــم الليـلُ أدجَـتِ الظلمـاءُ
رَقَــد النـاسُ مـاتت الضوضـاءُ
لا حِـراكٌ حـتى الطبيعـةُ نـامت
عشـتَ يـا ليلُ فاستطِلْ ما تشاءُ
هــبّ إبليـس مِـن ثـراه مُجـدّاً
ولــه الجـوُّ قـد خلاَ والفضـاءُ
لبـسَ الليـلَ حُلَّـةً ولَكَمْ شيطانُ
تخفيــــه حُلــــةٌ ســــوداءُ
نظـرةٌ إِثـرَ نظـرةٍ إثـر أُخـرى
فــإذا النـاس كلُّهـم أغنيـاءُ
وإذا لنجـم فـي الفضـاء تدلّى
كقناديـــلَ نورُهـــا وضـــّاءُ
تلمـح الأرض ثـم يحجُبها الغيم
فمنهــا الظهــور والاختفــاء
كرقيـــب أطــلَّ ثــم تــوارى
والـدراري وَسـْطَ الـدجى رقباءُ
وتمشــّى الشـيطان غيـر جـزوعٍ
فهبـــوطٌ طــوراً وطــوراً علاءُ
وحـواليه مـن خـداع ومنـم كذ
بٍ جيـوش مـا جـت بها الظلماءُ
ثـم حـانت منـه التفاتـةُ عَينٍ
فــرأى منــزلاً وفيــه ضــياءُ
زاده الموقـعُ الطـبيعيُّ حسـناً
وحــــواليه روضـــةٌ غنّـــاءُ
ســُرَّ إبليــس مـذ رآه فوافـا
هُ ولَكِــن فــي نفســه أشـياءُ
وتلا آيـة الخـداع وسـِفْر الشرّ
خوفـــاً أن لا يصــحّ الريــاءُ
وانـبرى داخلاً وقـد مضّه السَّيرُ
وهـــاجت فـــؤادَهُ البأســاءُ
فتبـدّى لـه فـتىً سـاهر الطـر
فِ علــى وجهـه يلـوح الـذكاءُ
شــاعر راقــه ســكونٌ رجــاهُ
ولَعَمـري تهـدي الدجى الشعراءُ
روّعتــه فــوراً تحيـةُ إبليـس
ولمّـــــــــا رآه زاد البلاءُ
غيـر أن الشـيطان قـال بلطـفٍ
خفّــفِ الضــيم إننـا أصـدقاءُ
أَسـْمَعَتْني الأيـام عنـكَ حـديثاً
وحــديثُ الأيـام عنـك الثنـاءُ
ما ترى أنت كاتب هات فأسمعني
فكلّــي يــا صــاحبي إصــغاءُ
كلمــاتٌ خـفّ البلاء عـن الشـا
عـر فيهـا وزال عنـه العنـاءُ
قـال أحببـتُ غـادةً لـم ينلني
قـط منهـا إلا النـوى والجفاءُ
كلّمـا احتلْـتُ لاكتسـاب رضـاها
كـان منهـا الصـدود والبغضاءُ
فأنــا كــاتب إليهــا ثنـاءً
والغــواني يَغُرّهُــنَّ الثنــاءُ
نشـر الطّـرس والـذي كان مكتو
بـاً بـه هـذي الأسـطر الغـرّاءُ
لـك تجثـو الكـواكبُ الزهـراءُ
ولهـذا البَهـا يَـدين البهـاءُ
جـلّ مَـنْ قـد يراك للحسن معنىً
حيـن معنـى الإنسـان طينٌ وماءُ
أيهـا النـاس هـذه آيـةُ الله
علــى الأرض أرسـلتها السـماءُ
فاعبـدوها وقدّسـوها احترامـاً
ودعــوا مـا تقـولُه الأنبيـاءُ
صـُوّرتْ مثلمـا تشاءُ كأنَّ الحسنَ
فيهــــا مجســـَّمٌ والســـناءُ
فتنــةٌ للعِبَـاد تسـترق القـل
بَ كمَـا تسـرُقُ النهـى الصهباءُ
قـد دعاهـا ليلى أبوها أأعمى
كـان حـتى ما راعه ذا الضياءُ
هـي حسـناءُ لا كمـال قال شوقي
خـــدعوها بقـــولهم حســناءُ
يتمشــى غرامُهــا فـي عروقـي
فحيــاتي غرامُهــا والــدماءُ
قَلَـمُ الحسـنِ خـطَّ فـي وجنتيها
مـا لبدءِ الغرام فينا انتهاءُ
عنـد هـذا الشـيطان قام يندي
وجميــعَ البلاد عــم النــداءُ
أنا إبليسُ فاشهدوا أيها النا
سُ بــأنّي مــن الخـداع بَـراءُ
شــعراء الزمـان أكـثرُ مكـراً
مــن شــياطينه وليــس مـراءُ
لا تعـوذوا مـن شر إبليس باسم
اللـه يـا قـوم إن ذاك خطـاءُ
إن تعـوذوا فباسمِ إبليس واسم
اللــه ممّـا تقـوله الشـعراءُ
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.