
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـرز البـدر في السماء طلوعا
يتهـادى والليـل جـاء سـريعا
قلـت والعيـن لا تـودّ الهجوعا
أَوْحِ يـا بـدر منـكَ لي موضوعا
إن فيــك المعــانَي الشـعريّه
وتطلعــتُ والنجــوم السـوافرْ
فــي ظلام الـدجى زواهٍ زواهـرْ
شـفّها السـهد فهي مثلي سواهر
ســـاكنات بلا حــراكٍ حــوائرْ
كسـكون الأجسـام بعـد المنّيـه
غــرر فــي ســمائها تتعـالى
زادهـا البـدر رونقـاً وكمالا
منظــــر يملأ العيـــونَ جلالا
صـاغ ربـي لـه أمـامي مثـالا
بوجـوه الـزوّار هـذي العشـيه
كــل هــذي المظـاهرِ الغـرّاء
وانفــرادي ووحشــة الظلمـاءِ
وسـكون الـدجى ولطـف الهـواءِ
وولــوعي بالشــعر والشـعراء
هــاج فـيّ الخـواطر الـوهميّهْ
خلـت أنـي علـى فـراش المماتِ
وحيـــاتي تُعَـــدّ بالســاعاتِ
ربّ رحمــاك فاســتمع كلمـاتي
ابـن عشـرين فـي ربيع الحياة
كيـف تـذوي زهورُ عمري النديّهْ
أســفاً كيــف عــوجِلَت أيـامي
بانصــرامٍ وزهــرُ عمـريَ نـامِ
يـا زمـان الصـباء عهد السلام
لـــكَ منــي تحيّــتي وســلامي
أيــنَ كــانت حيـاتي الأبـديه
يـا زمانَ الشبابِ هل أَنت ذاكرْ
عهـدَنا بالصـفاء والعيشُ ناضر
قصـفَ المـوتُ عصنَ عمرِي الزاهرْ
وتـولت تلـك الليالي السوافر
كجمـــالِ الحريـــة الأبــديه
يـا شـبابي غداً سأثوِي القَبرا
فســتبكي أمّــي بكــاءً مــرّا
ويخـطّ الوفـا على الرمس سطرا
رحـم اللـه كـل مـن قال شعرا
فـي ربـوع الإسـلام والجـاهليّه
كلمــاتِ الـوداع قبـل ممـاتي
اكتبيهــا يــا أمّ بـالعبرات
وانــدبيني بهــذه الكلمــاتِ
ولـدِي مـاتَ فـي ربيـع الحياةِ
ثــم ضــاعت بمــوته الحرّيّـه
أنـتِ غـذّيتِني بخيـر المبـادي
أنـتِ مهَّـدت لـي طريـقَ السّداد
أنـتِ يـا أمّ قبـل يومِِ الرشادِِ
كنـــتِ توصــينني بحــقّ بلادي
وأنـا قـد حفِظـت هـذي الوصيه
عشـتُ يـا امّ كـل هـذا الزمانِِ
خــائفَ اللـهِ طـائعَ السـلطانِ
إن تشـُقّي صـدري تَرَي في جَناني
أنَّ حــب الأوطـانِ مـن إيمـاني
وهـو عنـوانُ طـاعتي الوالِديَّه
فاسـمعي قبـل أن أمـوتَ مقالي
ودُعــــائي للــــهِ ربّ الجلالِ
ليـت أنّـي يا أمّ قبلَ انتقالي
لِـــترابي تحقَّقـــت آمـــالي
فــألاقي كــأسَ الممـاتِ شـهيّه
قــدّر اللـهُ أن أمـوت كئيبـا
مــن أَمــانيَّ لا أنـالُ نصـيبا
يـا إلهـي أدعوكَ كُنْ لي مُجِيبا
واطـفِ طـيَّ الضـلوعِ مِنّي لَهيبا
قـد برانـي فصـِرتُ في الوهميّه
رحمــةً قبلمــا يُــرَدُّ ترابـي
فيـوارَى جِسـمي ويَبلـى شـَبابي
باسـمِ عيسـى وأحمـدٍ والصـحابِ
بحيـاة الإنجيـلِ باسـم الكتابِ
يـا إلـهَ السـماء صـُن سـوريه
يــا بلادي أدعـوكِ قبـل هلاكـي
فاســتجيبي دُعــا أسـيفٍ بـاكِ
زوّدينــي للقــبرِ كــلَّ رضـاكِ
فعظــامي تهــتزّ مــن ذِكـراكِ
وتنــادي يــا ربّ صـُن سـوريّه
يــا بلادي نَعشـي غـداَِ سيسـيرُ
فتغطيــهِ مــن رُبـاك الزهـورُ
ومـتى حـثَّ بـي لِقـبري المَسيرُ
فلنعشــي علــى الأكــفّ صـريرُ
كــلُّ معنــاه ربّ صــن سـوريه
يــا بلادي غـداً بقـبريَ أُمسـي
فـازرعي السَّرو في جوانب رمسي
كالعصـافير بـاكراً فـوقَ رأسي
تَتَغنَّــى فــي كـلّ صـبحٍ نَفْسـي
وتُنــادي يــا ربّ صـُن سـوريّه
يـا بلادي إن جئتُ أهـلَ النعيمِ
مَــعَ عيســى وأحمـدٍ والكليـمِ
وتـراءى لـي وجـهُ ربي الكريمِ
فســـأحيا هنــاكَ بــالتعظيمِ
وصـــفاتي تظـــل عثمـــانيه
يــا بلادي وإِن أتيــتُ جَهَنّــم
ورأيـتُ النيـرانَ حَـوْلَي تُضـرَمْ
وأمــامي إبليــسُ حـالاً تقـدَّمْ
والشـــياطينُ خلفَــه تتبســّم
فصـــفاتي تظـــل عثمـــانّيه
يــا بلادي تمنّيــاتي الأَخيـره
أن تكـون العلـومُ فيـكِ منيره
إن تظلّـــي للاتّحــادِِ أســيره
ن تعيشــي بكــل نفـسٍ كـبيره
أن تميـتي فيك النفوسَ الدنّيه
أن يعـــمَّ التمــدُّنُ الفعلــيُّ
أن يجــازَى ويُكــرَمَ الســوريُّ
أن يــزول التعصــّبُ الــدينيُّ
أن يعيــشَ التعــاوُن الأخــويُّ
أن تســود الحريــةُ الأدبيَّــه
أن يحـب السـوريُّ فيـكِ الإقامه
أن تُرِيْـهِ في وجنةِ الدَّهر شامَهْ
أن تحــفَّ المهـاجرين السـلامَه
أن يعودوا يَلقَون فيكِ الكرامه
تحــت ظـل البيـارق الـتركيَّه
أن يلـوحَ الضـيا وليـسَ يغيـبُ
أن يُــرامَ النجـاحُ والتـأديبُ
أن يســود السـدادُ والـترتيبُ
أن يعــمَّ التعليـمُ والتهـذيب
أن تُرَقَّــى فتاتُــك الشــرقيّه
أن تُرَقّــى نســاؤنا والرجـالُ
أن يفـوزَ الهـدى ويُمحَى الضلالُ
أن تــؤاخى الأقـوال والأفعـالُ
أن تجــازَى وتنجَــحَ الأعمــالُ
أن تعــانَ المقاصـدُ الخيريّـه
أنـي يكـونَّ الغنيُّ عونَ الفقيرِ
أن يراعِـيْ الكـبيُر حقَّ الصغيرِ
أن يظـلَّ الشـرقيُّ حُـرَّ الضـمير
أن يَـرى الحـقَّ في جميعِ الأمور
طـاهرَ الـذيل مخلِصاً في النّيه
أن يكـافي المولى بني الأفضالِ
أن يُقـوّي كـلَّ امـرئِ ذي كمـال
أن يعيـنَ الضـعيفَ فـي كل حالِ
أن أراه متممــــاً آمــــالي
أن يجـازي بالخير ذي الجمعيّه
يــا بلادي قــولي لأمّـيَ بعـدي
إننــي مـتّ حافظـاً كـلَّ عهـدي
إنمــا لــم يُتـمَّ ربّـيَ سـعدي
فــأرى مــوطِني يعيــش برغـدِ
فتتـــمَ العنايــةُ العلــويّه
يـا بلادي هـذا الـذي عَلمَتْنـي
فـي سـريري أُمّـي ومـا لقَّنْتني
مـعْ حليـبي هـواكِ قد أرضعتني
فبوسـطِ التـابوت إن أضـجعتني
وأريهـــا شـــعائر الــودّيّه
يــا بلادي روحـي تكـادُ تطيـرُ
وعيــوني عنهـا تـولّى النـور
إنّ صــحبي غـداً بنعشـي تسـير
يـا حنينـي لهم وشوقي الكثير
يـا نجومـاً في القبة الفَلَكيّه
يــا بلادي فـي وحشـتي وظلامـي
ليــس إلا ذكـراكِ أُنـسُ عظـامي
ودّعينــي فــالموتُ لاَح أَمـامي
واسـمعيني أقـولُ قبـل الختامِِ
لهيــامي فــي عـالم الأبـدّيه
يــا بلادي لا زلــتِ ذاتَ سـعودِِ
وهنــاءٍ محــضٍ وعيــشٍ رغيــدِ
وليظــلَّ الــدُّعاء بكـل نشـيدِ
دام ســلطاننا رفيـعَ البنـودِ
تــترقى فــي عصــره الكلّيَّـه
أمين تقي الدين.محامي، من الشعراء الأدباء.من أهل (بعقلين) بلبنان، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة الزهور مشتركاً مع أنطون الجميِّل.وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط ) لجول دي كاستين.وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده.وآل تقي الدين فيها أسرة درزية كبيرة.