
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فهيّـا يـا بنـي الأوطـانِ هَيا
فــوقتُ فَخَــاركم لكـمُ تهيـا
أقيموا السرايةَ العظمى سويا
وشـنوا غـارةَ الهيْجَـا مَليـا
فهيّـا يـا بنـي الأوطـان هيّا
عليكـم بالسـلاحِ أيـا أهَـالي
ونظــمُ صـفوفِكم مثـلُ اللآلـي
وخوضُوا في دماءِ أوليِ الوبَالِ
فهـمُ أعـداؤكم فـي كـلِّ حـالٍ
وجـورهمُ غَـدا فيكم جَليا بنا
أمـا تصـغونَ أصـواتَ العساكرْ
كـوحشٍ قـاطع البيـداءِ كَاسـرْ
وخبـثُ طويـةِ الفـرقِ الفَواجرْ
ذبيـحٌ بينكـم بظبـا البَواترْ
ولا يبقــون فيكــم قـط حيَّـا
عليكـم بالسـلاحِ أيـا أهـالي
فمـاذا تبتغـي منَّـا الجنـودُ
وهـــم همـــجٌ وأخلاطٌ عبيــدُ
كـذا أهـلُ الخيانـة والوعودُ
كـذاك ملـوك بغـيٍ لن يَسُودوا
تعصـبهم لنـا لـم يُجـدِ شـَيّا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
لمـن جعلوا السلاسلَ والقيودَا
وأغلالاً وأطراقــــاً حَديـــدا
لأهــل فَرنسـا ليـرُوْا عَبيـدا
وليــس مرامُهـم هـذا جَديـدا
أمــا هـذا عجيـب يـا أُخيّـا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
وكيـف يسـوغُ أن نرضـى رِعاعاً
مـن الأغـراب يبغـون ارتفاعا
ويجـري شـَرعُهم فينـا شـِراعا
وأنــذالاً لــديهم لا نُراعــي
رعايـا بـل نُكِـبُّ على المحيا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
إلهــي كيــف يقهرنـا ملـوكُ
بسـُبل العـدل ليـس لهم سلوكُ
وأنــذالٌ للاســتعبادِ حِيكـوا
ومـا فـي الفخرِ يَشركُنا شَرِيك
ولا أحــدٌ بــه أبــدا حريَّـا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
فقـل لهـم أيـا أهلَ المظالمْ
وأربــابَ الجـرائم والمـآثمْ
أمـا تخشـونَ من تلك المحارمْ
كـذا أهـلُ الخيانـةِ للمكارمْ
وظلمهــم لقـد بلـغ الثريـا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
أحِلُّـوا الخـوفَ نحـوكم أماما
وخَلُّـوا العـدل عنـدكم إماما
ونقضــكم لمــواطنكم ذمامـا
بــه تجــزون ذلا وانتقامــا
وتكتسـبون عنـد القـوم خزيا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
فهـاكم قـد تعسـكرتْ الأهـالي
وســارتْ كلُّهـا نحـو القتـالِ
لتقتحــم المهالـكَ لا تُبـالي
إذا مــاتَ ليـثٌ فـي النـزالِ
تُولــدُ أرضــُنا شــبلاً صـبيا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
صـغيرُ القـوم منَّـاو الكـبيرْ
بحــب قتــالكم فرحـاً يطيـر
نحــاربكُم وليـس لكـم نصـيرْ
وليــس لحربنــا أصـلاً نصـير
وحــاشَ فحولنـا يلقـوْنَ عَيـا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
لنـا حريـةٌ فـي الكـون تسمُو
تزيـد إذا الحروب بدتْ وتنمو
تمـانعُ عـن بنيهـا مـا يهـم
بهــا ثمــراتُ نصـرتهم تَتِـمُّ
علـى نغـم المثـاني والحُيـا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
تمـوتُ عِـداتُها موتـاً شـنيعَا
إذا مـا أبصـروا عـزّاً منيعا
يحـوزُ حماتهـا مجـداً رفيعَـا
فويـلٌ للـذي يبغـي الرجُوعـا
لــرقٍ يكتســي خطــأً وعيَّــا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
سـندخلُ سـِلكَ أربـاب الجهـادِ
كأســلافٍ لهــم طـولُ الأيـادي
وننحـوا نحـوهم فـي كـل نادِ
ونقفُـوا فضـلهم فـي كـل وادِ
ونَبلـغ فـي العلا شـأوا قصيا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
نؤمِّــل أن نكُـونَ لهـم فِـداءْ
وكـل فـتىً بفخـرِ النصـر باءْ
وأن لا بعــدهم نَبقــى مسـاءْ
إذا لـم نَنتقـمْ لهـم العداءْ
ونأخـذُ ثـأرهم مـن كـان حيا
عليكـم بالسـلاح أيـا أهـالي
ونظــمُ صـفوفِكم مثـلُ اللآلـي
وخُوضُوا في دماءِ أولي الوبالِ
فهـم أعـداؤكم فـي كـل حـالِ
وجــورُهم غــدا فيكـم جَليـا
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.