
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــــدُ للــــه وصــــل ربِّ
علــى النــبي وآلــهِ والصـَّحبِ
وبعـــدُ فالتـــأديبُ للأبنــاءِ
آكـــدُ واجـــبٍ علــى الآبــاءِ
مــن أجــل ذا نظنـتُ للتنـبيهِ
خمســاً وأربعيــن بيتــاً فيـه
فـي نحـو سـاعتيْن والمولى عَلى
قصــدي أعــان جــلَّ ربـي وعلا
فــي بـرِّ والـديك بـالغْ تغنـمْ
لا سيما في العيدِ أو في الموسمْ
وإن تــــرْم ســـرور أمٍ أو أبِ
يومـا فكسـْبُ العلـم خيـرُ مكسبِ
مـن رام عند الناس طُرّاً أن يُحب
فليلــتزم حُسـنَ السـلوك والأدب
وأن يكـــون طيـــبَ الســريره
مهــذبَّ الأخلاق زاكــي الســيره
مـن رامَ بيـن العـالم ارتفاعه
فلْيلـــزم العفــةَ والقنــاعه
هــل ذَلَّ النــاس عبــدٌ يقنــعُ
أو عــزَّ ســيدٌ لــديهم يَطمــعُ
إن رمــــت أن تشـــرِّقَ الأولادا
وأن تــرى مـن نَجلـك اجتهـاداً
فعــدْهُ بالإتحــافِ يـومَ العيـدِ
وقــدمْ الوعــدَ علــى الوعيـدِ
يعــاقبُ الجــاني بمــا جنـاه
وذاك فــي دنيــاه أو عقبــاه
والظلـم لا يـتركه المـولى سُدَى
مــآلُ كــل ظـالمٍ إلـى الـردى
مــن رام أن يكتســبَ اللطـافه
عليــه طـولَ الـدهر بالنظـافه
فإنهـــا مــن شــُعب الإيمــانِ
تُطلــب فــي الثيـاب والأبـدان
وشـرٌّ أوصـافِ الفـتى هـو الغضبْ
يُفضـى إلـى ارتكاب ما لا يُرتكبْ
فيـــاله مــن خَصــلةٍ ذميمــه
فــي تركهــا مصــلحةٌ جَســيمه
وقــوةُ الــرأس مــع العنــادِ
مــن أقبـح الخِصـال فـي الأولاد
والامتثــــالُ صـــفةٌ جليلـــه
للــودِّ ليــس مثلهــا وســيله
ممــا يُعــدُّ مــن صـفات الـذم
كتـــمُ الصـــغير عــن أبٍ وأم
سـراً حقيـراً أو جليلاً بـل يجـبْ
إبـــداؤه وعنهمــا لا يُحتجــبْ
يَطلـعُ المـولى علـى مـا تعمله
بعلمـــه لكنــه قــد يمهلــه
ففُــزْ بفعــل صــالح الأعمــالِ
تحــز صــلاح الحــال والمــآل
مــن يعــصِ والـديه ضـلَّ ونـدمْ
وســاءَ حــاله وللرشــد عَــدمْ
وضـــاعَ ســعيُه وخــاب أملــه
مــا لـم يَتُـب فلا يضـيح عملـه
وعفــةُ الشــريف عنـدض الفقـرِ
وصـــبرُه لعســـره مــع شــكر
خيــرُ فضــيلة عليهــا يُحمــد
يعقبهـا اليسـْرُ ويبقـى السؤُدد
والولــد الصــالحُ عنـد الأهـل
يُحــبّ بــل يُكــرم عنـد الكـل
يمتـاز عـن أقرانـه في المكتبِ
تشــــمله بركــــةُ المـــؤدب
فضـلُ البنـات الشـغلُ والتطريزُ
مــن حــوتْ علمــاً بــه تفـورُ
فــي سـائر الأحـوال والاحتشـامْ
مــن جنســهن والحيــا يُــرام
الرفـــقُ بــالفقير والضــعيف
مـن حُسـن أخلاق الفـتى الشـريف
وخــرفُ ربِّ العــرشِ والمراقبـه
أمـنٌ مـن الشـر وسـُوءٍ العاقبه
مــن رام نظمـه بسـلك السـُّعَدا
فلْيُسـِعدْ النـاسَ ليبقـى مُسـعدا
يُحــبُّ مثــلَ مــا لــه لغيـره
يُعطـى أخـاه جانبـاً مـن خيـره
يَحســُنُ حفــظُ اللــوح الصـغير
علـــى مــرار بــل وللكــبير
يرسـخُ فـي الـذهن وليـس يُمحـا
جرِّبـه بالتقسـيم واقبـل نصـحا
الكــبرُ ناشــيءٌ عـن الحمـاقه
ومـــا لعاقــلٍ عليــه طــاقه
يبغــضُ كــلُّ النـاس ربَّ الكـبرِ
وبـــالرفيع والوضــيع يُــزرى
تَستحســنُ الطبــاعُ وَصــفَ الأدبِ
وأحســـنُ الآداب آدابُ النـــبي
ومـــا ســِوى أخلاقــه فباطــلُ
ومــن تحلّــى بســواها عاطــلُ
ولا يليـــقُ مــن غلامٍ الطــاعه
خــروجُ رأيــه عــن الجمــاعه
ففـي اجتمـاع الكلمـةِ السـلامه
بهــا يُتَمــمُ الفــتى مَرامــه
والحمــدُ للــه وصــلى اللــهُ
علــى النــبي وكــلِّ مَـنْ والاه
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.