
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فُــوْجِئتُ فِيــكَ بِــأَنْكَرِ الأَنْبَـاءِ
وفُجِعْـــتُ فِيــكَ بِــأَكْبَرِ الأَرْزَاءِ
للــهِ صــُبْحُكَ مــا أَشــَدَّ ظَلاَمَـهُ
وَالضـــَّوْءُ فِيـــهِ بَــاهِرُ اللأْلاَءِ
مَـاذَا دَهَـانِي فِيكَ يا إِلْفَ الصِّبَا
وَعَشـــِيرِيَ المَفْــدِيَّ بِالعُشــَرَاءِ
أَتَرَكْتَنِـي بَعْـدَ السـُّرُورِ المُنْقَضِي
لِتَأَســــُّفٍ لا يَنْقَضـــِي وَبُكَـــاءِ
ذَهَـبَ النَّجِيـبُ فلا نَجِيـبَ إِذَا دَعَا
دَاعِـي الوفـاءِ وَكَـانَ يَـوْمَ وَفَاءِ
ذَهَـبَ النـديمُ فَلا نَـدِيمَ إِذَا دَعَا
دَاعِــي الصـَّفَاءِ وَلاَتَ عَهْـدَ صـَفَاءِ
ذَهَبَ الفَتَى الحرُّ الضَّمِيرِ وَكَانَ مَنْ
يَرْقَـى الـذُّرَى لَـو عاشَ عَيْشَ مِرَاءِ
ذَهَــبَ الأَديــبُ الأَلْمَعِــيُّ وَإِنَّــهُ
لَلأَلْمَعِــيُّ الفَــرْدُ فــي الأٌدَبَـاءِ
ذَهَـبَ الْـذِي لَـوْ شـَاءَ نَظْمَ جُمَانِهِ
لَغَـدَا المُشـَارَ إِلَيْهِ فِي الشُعَرَاءِ
فَبِحُسـْنِ أَيَّـةِ شـِيْمَةٍ طَـاحَ الـرَدَى
قَبْـــلَ الأَوَانِ وَنُــورِ أَيِّ ذَكــاءِ
آهـاً مِنَ الدُنْيَا الغُرُورِ ويَا لَهَا
مِــنْ طَيَّــةٍ فــي صـَفْوِهَا كَـدْرَاءِ
مَضـَتِ السـِّنُونُ ثِقالُهَـا كَخِفَافِهَـا
وَتَقَلَّصــــَتْ كَتَقَلُّـــصِ الأَفْيَـــاءِ
أَيْـنَ الأَمَـانِيُّ أَلَّتِـي كـانتْ لنـا
مَـاذَا يُقِيـمُ الرَّسـْمَ فُـوْقَ المَاءِ
هَـذِي حيـاةٌ إِنْ تَطُـلْ أَو لَـمْ تَطُلْ
مَقْضــــِيَّةٌ كَتَنَفُّـــسِ الصـــُّعَدَاءِ
يَـا أَيُّهَـا النَّـائِي تُشَيِّعُهُ النُّهَى
وَبِغَيــرِ وُدِّ المَجْــدِ أَنــك نَـاءِ
إِنْ تُمْـضِ مَحْمُـولاً علـى أَيْدِي الأَسَى
فَهْــيَ الرِّكَـابُ إلـىَ أَحَـبِّ بَقَـاءِ
إِخوانُــكَ البَــاكُونَ حُولَـكَ خُشـَّعٌ
مِـنْ هَـوْلِ هَـذِي البَغْتَـةِ الدَّهْمَاءِ
هَيْهَـاتَ أَنْ يَجِـدُوا عَـزَاءً صـَادِقاً
وَحَبِيبُهُــمْ أَمْســَى مِـنَ الفُقَـدَاءِ
أَمُفَـــارِقِيِهِ مِــنْ أَعِــزَّةِ آلِــهِ
أَنَّــي لَكُــمْ وَلَنَـا جميـلَ عَـزَاءِ
تَـاللهِ مـا أَدْرِي أَمَـنْ مِنَّـا قَضَى
أَمْ مَــنْ أَقَــامَ أَحقُّنَــا بِرِثَـاءِ
لِيَــدُمْ مُنِيــراً فَرْقَــدَاهُ بُعْـدَهُ
مُتَلأْلأً أَثْـــرَاهُ فـــي الظَلْمَــاءِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.