
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقْرِيـءِ الْقَـوْمَ سَلاَمِي وَاعْتِذارِي
حَجَبَتْنــي عِلَّـةٌ فِـي عُقْـرِ دَارِي
عَـاوَدَتْنِي جَـارَةُ السـَّوْءِ الَّتِـي
فــارَقَتْنِي مُنْــذُ أَيَّـامٍ قِصـَارِ
أَســــَرَتْنِي مَــــرَّةً ثَانِيَـــة
بَعْـدَ ظَنِّـي أَنَّهَـا فَكَّـتْ إِسـَارِي
إِنْ تَنَــلْ عَابِــدَ شـمْسٍ نَارُهَـا
لاَ يَــدِنْ بَعْــدَ تَوَلِّيَهَـا بِنَـارِ
مَـا بِجِسـْمِي مِـنْ بَقَايَـا هِمَّتِـي
غَيْـرُ ضـَعْفٍ وَالتِـوَاءٍ وَانْكِسـَارْ
بِـيَ وَقْـرٌ يُشـْبِهُ الشـَّيْءَ الَّـذِي
فِـي أَولِي الجَّاهِ يُسَمَّى بِالْوَقَارِ
كَــانَ لِـي بِـالأَْمْسِ جَـأْشٌ رَابِـطٌ
فَغَــدَا يُنْكِــرُهُ الْيَـوْمَ دُوَارِي
إِنَّمَــا دَهــرِيَ عَنْكُــمْ عَـاقَني
فَأَنَـا الْقَاعِـدُ لَكِـنْ بِاضـْطِرارِ
لَــوْ بِغَيْـرِ السـَّعْيِ أَوْ مَوْضـِعِهِ
كَـانَ خَطْبِـي لَمْ أَؤَخِّرْ بِاخْتِيَارِي
يَـا أَخِـي سـَركِيسُ قُـلْ عَنِّي عَلَى
مَلإِ النَّــاسِ لِمُصــْغٍ بِاعْتِبَــارِ
أَجْـدَرُ الخَلْـقِ بِحَمْـدٍ مَـنْ رَعَـى
تَاعِسَاتِ الْجَدِّ فِي النَّشْءِ الصِّغَارِ
آلُ لُطْـفِ اللـهِ مَـا زَالُوا عَلَى
عَهْـدِهِمْ أَهْـلَ المَقَامَاتِ الكِبَارِ
يَتَبَـــارَوْنَ رِجَـــالاً بِالنَّــدَى
وَنِســَاءً ذَلِكُـمْ نِعْـمَ التَّبَـارِي
بَـارَكَ اللـهُ لَهُـمْ فِـي مَـالِهِمْ
وَوَقَــاهمْ كُــلَّ غَبْــنٍ وَخَســَارِ
وَجَــزَى بِــالخَيْرِ مَــنْ آزَرَهُـمْ
فِي المُرُوءَاتِ مِنَ الْقَوْمِ الْخِيَارِ
شـِيدَ هَـذَا المَشـْغلُ الثَّبْتُ عَلَى
نِعَـمٍ مِـنْ أَلْطَـفِ الأَْيْـدِي جَـوَارِ
حَبَّـذا الْقَـوْمُ هُنَـا مِـنْ فِتْيَـةٍ
قَـدْ دَعَـا البِرُّ فَوَفُّوْا بِابْتِدَارِ
وَعَقِيلاتٍ بِمَــــــا يُحْســـــِنَّهُ
زِينَـةُ الـدُّنْيَا وَعُمْرَانُ الدِّيَارِ
هَكَــذا الْفَضــْلُ وَفِيتُـمْ أَجْـرَهُ
وَكُفِيتُـــمْ مَعَــهُ كُــلَّ عِثَــارِ
إِنَّمَـا الزَّوْجَـانِ حَيْـثُ ابْتَغَيَـا
غَايَــةَ الْخَيْــرِ بِعَـزْمٍ مُتبَـارِ
كَالنَّـدَى فِـي وَحْـدَةِ اللَّفـظِ لَهُ
مَعْنَيَـانِ اقْتَسـَمَا حُسـْنَ الْجِوَارِ
فَهُـوَ الْجُـودُ بِـهِ تُبْنَـى الْعُلَى
وَهُــوَ الْقَطْــرُ بِــهِ رِيُّ الأُوَارِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.