
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَتَـاجِرَةَ النَّفَـائِسِ وَالْغَوَالِي
مِـنَ الطُّرَفِ المَصْوغَةِ وَالْحَرِيرِ
لأَنْـتِ عَجِيبَـةٌ بَيْـنَ الْغَـوَانِي
كَعَصـْرِكِ بَيْـنَ خَالِيَـةِ العُصُورِ
وَهَــلْ عَجَـبٌ كَحَـانُوتٍ غَـدَوْنَا
نَـرَاهُ مَطْلَـعَ الْقَمَـرِ المُنِيرِ
عَلاَمَ بِحُســْنِكِ الأَسـْوَاقُ تَحْلَـى
وَتَعْطُـلُ مِنْـكِ بَاذِخـةُ القُصُورِ
وَبَيْتُــكِ بَيْـتُ أَقْيَـالٍ كِـرَامٍ
سـِوَى جَـاهٍ عَفَا وَسِوَى السَّريرِ
وَفِيــكِ جَمَـالُ غَانِيَـةٍ حَصـَانٍ
يَقِـلُّ لِمِثْلِهَـا أَغْلَـى الْمُهُورِ
يَقُولُـونَ التِّجَـارَةُ خُلْـقُ سُوءٍ
بِـدَعْوَى الشُحِّ وَالطَّمَعِ النَّكِيرِ
وَإِنَّ لَهَــا خِلاَلاً قَــدْ تُنَـافِي
صـِفَاتِ الغِيـدِ مِـنْ خَيْرٍ وَخَيْرِ
وَكَـمْ أَثَـرِ اشـْتِبَاهٍ أَعْلَقَتْـهُ
بِأَذْيَـالِ العَفَـافِ مِنَ الفُجُورِ
فَمَـا اسْتَرْعَى سَمَاعَكِ عَنْ تَعَالٍ
صَدَى تِلْكَ الوَسَاوِسِ فِي الصُّدُورِ
وَمَـا يَعْنِـي بَـرِيئاً مِنْ حَدِيثٍ
يُــرَدَّدُ عَـنْ عَـذُولٍ أَوْ عَـذِيرِ
فَكُنْـتِ بِمَـا اتَّجَـرْتِ وَسِيطَ بِرٍّ
يُـدِرُّ مِـنَ الْغَنِيِّ عَلَى الْفَقِيرِ
وَكَـمْ حُجَـجٍ مِـنَ الصَّدَقَاتِ بُلْجٍ
نَفَيْـتِ بِهَا اعْتِرَاضاً مِنْ غَيُورِ
وَكَـمْ حَقَّقْـتِ أَنَّ الْسـُّوقَ حِـرْزٌ
حَرِيــزٌ لِلْحَــرَائِرِ كَالخُـدُورِ
أَلاَ يَـا بِنْـتَ عَصـْرٍ مَـا لِحَـيٍّ
بِــهِ خَطَــرٌ بِلاَ عَمَــلٍ خَطِيـرِ
حَطَمْـتِ الْقَيْدَ فِيهِ وَلَمْ تُرَاعِي
سِوَى قَيْدِ الْفَضِيلَةِ فِي الْمَسِيرِ
وَرُمْـتِ مِـنَ الْحَيَـاةِ مَرَامَ عِزٍّ
يَشـُقُّ عَلَـى الْعِصـَامِيِّ الْقَدِيرِ
فَلَـمْ تَسـْتَكْبِرِي عَنْ أَنْ تَكُونِي
عَلَـى حُكْـمِ الصَّغِيرَةِ وَالصَّغِيرِ
وَلَـمْ تِسْتَصْغِرِي الْحَانوتَ قَدْراً
عَـنِ الإِيْـوَانِ وَالمُلْكِ الْكَبِيرِ
نَعَـمْ وَأَبِيـكِ مَـا لِلطُّهْرِ حِصْنٌ
سـِوَى خَفَـرِ الشَّمائِلِ وَالضَّمِيرِ
وَأَيٌّ رَامَ بَيْـنَ النَّـاسِ مَجْـداً
فَلَيْـسَ يَعِيبُـهُ غَيْـرُ الْقصـُورِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.