
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَزِيـزٌ غُـرُوبُ البِكْرِ فِي بُكْرَةِ العُمْرِ
كَغَيْبَـةِ شـَمْسِ الأُفْـقِ فِي طَلْعَةِ الفَجْرِ
فَيَـا شـَمْسُ سـَرْعَانُ القَضـَاءِ تَهَجُّمـاً
عَلَيْـكِ وَلَمْ يُمَهِلكِ فِي السَّبْعِ وَالعَشْرِ
خَطِيبَـةُ شـَهْرٍ سـَابَقَ المَـوتُ بَعْلَهَـا
إِلَيْهَـا فَأَغْوَاهَـا وَلَكِـنْ عَلـى طُهْـرِ
أَتَاهَـا عَلـى غَيْـرِ ارْتِقَـابٍ بِخِدْرِهَا
سـَرِيعاً خَفِيفـاً خَارِقَ الحُجْبِ كالفِكرِ
وَقَبَّلَهَــا فَاســْتَلَّ جَــوْهَرَ رُوحِهَــا
وَأَبْقَـى عَلـى رَسْمٍ كَبَعْضِ الدُّمَى الغُرِّ
كَــذَلِكَ نِيــرَانُ الصــوَاعِقِ تَنْثَنِـي
عَـنِ التُّـرْبِ إِعْرَاضـاً وَتَأْخُذُ بِالتِّبْرِ
فَلَمــا نَعَـوْا تِلْـكَ الْفَتَـاةَ لأُمِّهَـا
أَلَـمَّ بِهَـا سـُكْرٌ وَمَـا هِـيَ فِـي سُكْرِ
عَرَاهَــا خَبَــالٌ فهْـيَ تَرْقُـصُ تَرْحَـةً
وَتَنْشــُدُ أَصـْوَاتَ السـُّرُورِ وَلا تـدْرِي
وَتهْـذِي مِـن الحُمَّـى بِمَا شَاءَ ثكْلُهَا
وَيَنْهَـلُّ مِـنْ أَجْفَانِهَا الدَّمْعُ كَالقَطْرِ
بُنَيَّــةُ لا بَــأْسٌ عَلَيْـكِ مِـنَ الـرَّدَى
فَإِنَّـكِ فِـي أَمْـنٍ لَـدَى بَعْلِـكِ الحُـرِّ
عَـــرُوسٌ يُفَــدِّيهَا بِمُهْجَتِــهِ فَــتى
لَهَـا أَرْخَصَ الدُّرِّ الغَوَالِيَ فِي المَهْرِ
فَيَـا أَفْرَسَ الفُرْسَانِ فِي حَوْمَةِ الوَغَى
إِذَا سـَالَتِ الأَسـْيَافُ بِـالأَنْفُسِ الحُمْرِ
تَخِـذناكَ بَعْـدَ اللّـهِ حـامِي دَارِنـا
ولَيْـسَ لَنَـا عَـوْنٌ سـِوَاكَ عَلـى الضُّرِّ
فَكَيْـفَ يَنَـالُ المَـوْتُ مَـنْ أَنْتَ عَاصِمٌ
فَيَخْطِفُهَــا مِنِّــي وَيَسـْلَمُ مِـنْ وِتْـرِ
لِمَــنْ تَســْتَعِدُّ الســَّيْفَ كُنْـتُ أَوَدُّهُ
يُرَوِّي الثَّرَى الظَّمْآنَ مِنْ مُهْجَةِ الدَّهْرِ
أَعِـدَّوا لَهَـا ثَـوَبَ الزَّفـافِ مُرَصـَّعاً
وَصُوغُوا لَهَا الحَليَ الثَّمِينَ مِنَ الدُّرِّ
وَلا تُنْكِـرُوا هَـذَا السـُّكُونَ بِنَوْمِهَـا
أَلَيْـسَ كَـذَا نَـوْمُ المُحَصـَّنَةِ البِكْـرِ
وَدَمْعِـي دمْـعُ الأُمِّ فِـي عُـرْسِ بِنْتِهَـا
فَلا تُنْكِـرُوُه لَيْـسَ فِي الدَّمْعِ مِنْ نُكْرِ
لَـكِ اللّـهُ مَـا أَبْهَـى زَفَافَـكِ إِنَّـهُ
تَفَـرَّدَ مَـا بيْـنَ المـوَاكِبِ فِـي مِصْرِ
وَلَكِــنْ لِــمَ الأَيْـدِي تُقِلُّـكِ فَوْقَهَـا
مُوســـَّدَةً وَالصـــَّاحِبَاتُ بِلا عِطْـــرِ
يَضـــُمُّكِ نَعْـــشٌ أَمْ أَرِيكَــةُ زَفَّــةٍ
ويَحْفِــلُ قــوْمٌ لِلســُّرُورِ أَمِ الأَجْـرِ
أَلاَ إِنَّ هَــذَا مَــوْكِبُ المَـوْتِ زَانَـهُ
لَـكِ الأَهْـلُ بِـالطَّرْزِ الأَنِيقِ وَبِالزَّهْرِ
وَأُمُّــكِ لاَ يَكْفــي التَّفَجُّــعُ قَلْبُهَـا
إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي صُوَرَةِ السَّعْدِ وَالبِشْرِ
فَيَـا شـَمْسَ حُسـْنٍ بَكَّـرَتْ فِـي زَوَالِهَا
لَئِنْ غِبْـتِ فَالزَّهْرُ الثَّوَابِتُ فِي الإِثْرِ
بَكَيْتُـــكِ لا أَنــي عَرَفتُــكِ إِنَّمــا
لِخَطبِــكِ هَــذا كُــلُّ ناضـِبَةٍ تَجْـرِي
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.