
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَا عُيُونَاً تَسْقِي العُيُونَ الرَّحِيقَا
وَاصـِلِي مُـدْمِناً أَبـى أَنْ يُفِيقَـا
أَسـْكِرِينِي عَلَـى الـدَّوَامِ وَأَفْنِـي
مُهْجَتِــي أَدْمُعـاً وَعَزْمِـي حَرِيقـا
تِلْـكَ خَمْـرُ الحيَاةِ مَنْ لَمْ يَذَقْهَا
مَــرَّةً لَيْــس بِالحَيــاةِ خَلِيقَـا
وَهْـيَ حُسـْنُ الحَيَـاةِ سَعْداً وَبُؤْساً
وَاصــْطِبَاحاً لِشــَرْبِهَا وَغَبُوقَــا
أَنْـتِ يَـا مَـن سـَقَتْ فؤَادِي مِنْهَا
حَـــرَّ وَجْــدٍ وَلَوْعَــةٍ وَخُفوقَــا
إِظْلمِينِـي مَـا شـَاءَ ظُلْمُكِ وَانْهِي
آمِــر الحُسـْنِ أَنْ يَكُـونَ شـَفِيقَا
عَـــذِّبِينِي فَقَــدْ جَنَيْــتُ عَلَــى
نَفْسـِي وَأَمْسـَيْتُ بِالْعِقَـابِ حَقِيقَا
فَلِهَــذا العِقَــابِ عَـاوَدْتُ حُبِّـي
وَلأَلْقَــاهُ خُنْــتُ عَهْــداً وَثِيقَـا
رُبَّ لَيْــلٍ مُحَيَّــرُ النَّجْــمِ غَــضٍّ
فِيـهِ لا يَهْتَـدِي الضـَّلُولُ طَرِيقَـا
ضـــَمَّنِي مُثْقَلاً بِهَمِّـــي كَبَحْـــرٍ
ضـَمَّ فِـي جَـوْفِهِ الْبَعيـدِ غَرِيقَـا
أَحْسـِبُ السـُّرْجَ فِـي حَشـَاهُ قُرُوحاً
وَأَرى الشـَّهْبَ فِـي سـَمَاهُ حُرُوقـا
فِيـهِ نَـامَتْ سـُعَادُ نَوْمـاً هَنِيئاً
وَتَســـَهَّدْتُ مُســـْتهَاماً مَشــُوقَا
حَيْثُمَــا وَارَتْنِـي دُجَـاهُ غُرُوبـاً
أَبْصـَرَتْنِي عَيْـنُ الصـَّبَاحِ شـُرُوقَا
قَــدْ تَلَقَّيْتُــهُ وَكَــاَن كَثِيفــاً
ثُـــمَّ وَدَعْتُــهُ وَكَــانَ رَقِيقَــا
رَقَّ فَانْحَــلَّ فَـانْتَفَى غَيْـرَ مُبْـقٍ
لِــيَ مِنْــهُ إِلاّ خَيَــالاً دَقِيقَــا
ظَــلَّ فِــي جَـانِبِي نَحِيلاً نُحُـولِي
كَالشــَّقِيقِ الأَبَـرَّ يَرْعَـى شـَقِيقا
أَيُّهَـا النَّـائِمُونَ يَهْنِيكُـمُ النَّوْ
مَ وَلاَ زَالَ حَظــــيَ التَّأْرِيقَـــا
إِنْ يَـكُ السـَّاهِرُونَ مِثْلِـي كَثِيراً
فَســُعَادٌ أَســَمَى وَأَسـْنَى عَشـِيقَا
فَـاتِنِي مِـنْ جَمَالَها الوجْهُ طَلْقاً
لاَ يُبَـاهَى وَالْقَـدُّ لَـدْناً رَشـِيقَا
فَـاتِنِي عَقْلُهَـا الَّذِي يُبْدِعُ الخَا
طِـــرَ رُوحـــاً وَهَيْكَلاً وَعُرُوقَــا
فَــاتِنِي نَظْمُهَــا الْقَرِيـضَ فَمَـا
تَنْظِـمُ عَقْـداً فِـي جِيدِهَا مَنْسُوقَا
فَـاتِنِي لُطْفُهَا الَّذِي يُنْعِشُ الوَجْدَ
وَلَــوْ شــَاءَ أَنْعَــشَ التَّوْفِيقَـا
وَيُقِيـمُ الآمَـالَ فِي النَّفْسِ كَالنو
رِ يُحِيـلُ البُـذُورَ زَهْـراً أَنِيقَـا
فِتَـــنٌ قَيَّـــدَتْ بِهِــنَّ فُــؤَادِي
وَأَرَانِـــي إِذَا شــَكَوْتُ عَقُوقَــا
كُــلُّ مُسْتَأْســَرٍ يَــوَدُّ انْطِلاَقــاً
وَشــَقَائِي بِــأَنْ أَكُــونَ طَلِيقَـا
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.