
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِـالعِلْمِ يُـدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ
وَلا رُقِـــيَّ بِغَيْــرِ العِلْــمِ لِلأُمَــمِ
يَــا مَـنْ دَعَـاهُمْ فَلَبَّتْـهُ عَـوَارِفُهُمْ
لِجُـودِكُمْ مِنْـهُ شـُكْرُ الـرَّوْضِ لِلـدِّيَمِ
يَحْظَى أُولُو الْبَذْلِ إِنْ تَحْسُنْ مَقَاصِدُهُم
بِالبَاقِيَـــاتَ مِــنَ الآلاءِ وَالنِّعَــمِ
فَـإِنْ تَجِـدْ كَرَمـاً فِـي غَيْـرِ مَحْمَـدَةٍ
فَقَـدْ تَكُـونُ أَدَاةُ المَـوْتِ فِي الْكَرْمِ
مَعَاهِـدُ العِلْـمِ مَـنْ يَسـْخُو فَيَعْمُرُهَا
يَبْنِــي مَــدَارِجَ لِلْمُسـْتَقْبلِ السـَّنِمِ
وَوَاضـــِعٍ حَجَــراً فِــي أُسٍّ مَدْرَســَةٍ
أَبْقَـى عَلَـى قَـوْمِهِ مِـنْ شَائِدِ الْهَرَمِ
شــَتَّانَ مَـا بَيْـنَ بَيْـتٍ تُسـْتَجَدُّ بِـهِ
قُـوَى الشـُّعُوبِ وَبَيْـتٍ صـَائِنِ الرِّمَـمِ
لَـمْ يُرْهِـقِ الشـَّرْقَ إِلاَّ عَيْشـُهُ رَدَحـاً
وَالجَهْـلُ رَاعِيـهِ وَالأَقْـوَامُ كَـالنَّعَمِ
فَحَسـبُهُ مَـا مَضـَى مِـنْ غَفْلَـةٍ لَبِثَـتْ
دهــراً وَآنَ لَــهُ بَعْـثٌ مِـنَ الْعَـدَمِ
الْيَــوْمَ يُمنَـعُ مِـنْ وِردٍ عَلَـى ظَمـأٍ
مَـنْ لَيـسَ بِـاليَقِظِ المُستَبْصِرِ الْفَهِمِ
اليـوْمَ يُحـرمُ أَدْنَـى الـرِّزْقِ طَالِبُهُ
فأَعْمِــلِ الفِكْــرَ لا تُحْـرَمْ وَتَغْتنِـمِ
وَالجَمْـعُ كَـالْفَرْدِ إِنْ فَـاتَتْهُ مَعْرِفَةٌ
طَـاحَتْ بِـهِ غَاشـِيَاتُ الظُّلْـمِ وَالظُّلَمِ
فَعَلِّمُــوا عَلِّمُـوا أَوْ لا قَـرَارَ لَكُـمْ
وَلا فِــرَارَ مِــنَ الآفَــاتِ وَالغُمَــمِ
ربُّـوا بَنِيكُـمْ فَقَـدْ صـِرْنَا إِلَى زَمَنٍ
طَـارَتْ بِـهِ النَّاسُ كَالْعِقْبَانِ والرَّخَمِ
إِن نَمْـشِ زَحْفـاً فَمَـا كَـزَّاتُ مُعْتَـزِمٍ
مِنَّــا هُـدِيتُمْ وَمَـا مَنْجَـاةُ مُعْتَصـِمِ
يــا رُوحَ أَشـْرَفَ مَـنْ فَـدَّى مَـوَاطِنَهْ
بِمَـوْتِهِ بَعْـدَ طُـولَ الْجُهْـدِ وَالسـَّقَمِ
كَــأَنَّنِي بِـكِ فِـي النَّـادِي مُرَفْرِفَـةً
حِيَالَنَــا وَكَــأَنَّ الصـَّوْتَ لَـمْ يَـرِمِ
فَفِــي مَســَامِعِنَا مَـا كُنـتِ مُلْقِيَـةً
فِـي مِثْـلِ مَوْقِفِنَـا مِـنْ طَيِّـبِ الكَلِمِ
وَفِـي القلـوب اهْتِزَازٌ مِنْ سَنَاكِ وَقَدْ
جَلاهُ وَرْيٌ كَـوَرْيِ الْبَـرْقِ فِـي الظُّلَـمِ
تُوصــِينَنَا بِتُــرَاثٍ نَــامَ صــَاحِبُهُ
عَنْـهُ اضـْطِراراً وَعَيْنُ الدَّهْرِ لم تَنَمِ
ســَمْعاً وَطَوْعــاً بِلا ضــَعَفٍ وَلا سـَأمٍ
لِلْهَـاتِفِ المُسـْتَجَابِ الصـَّوْتِ مِن قِدَمِ
أَلــدَّارُ عَــامِرَةٌ كَالْعَهْــدِ زَاهِـرةٌ
وَالْقَـوْمٌ عِنْـدَ جَمِيـلِ الظَّـنِّ بِالْهِمَمِ
هُـمْ نَاصـِرُوهَا كَمَا كَانُوا وَمَا بَرِحَتْ
ظِلاًّ وَنُـــوراً لِمَحْـــرُومٍ وَذِي يَتَــمٍ
إِنَّ الْفَقِيــرَ لَــهُ فِـي قَـوْمِهِ ذِمَـمٌ
وَالْبِـرُّ ضـَرْبٌ مِـنَ الإِيفَـاءِ بِالـذِّمَمِ
تِجَــارَةٌ فِــي سـَبِيلِ اللـهِ رابِحَـةٌ
يشـْرِي السـَّخِيُّ بِهَـا عَفْواً مِنَ النَّقَمِ
وَيَسـْتَزِيدُ النَّـدَى مِـنْ فَضـْلِ رازِقِـهِ
وَيَســــْتَعِينُ عَلَــــى الْعِلاّتِ وَالأُزُمِ
دَامَـتْ لِمِصـْرَ عَلَـى الأَيَّـامِ رِفْعَتُهَـا
وَدَرَّهَـــا كُـــلُّ فَيَّـــاضٍ وَمُنْســَجِمِ
لَــوْ أَنَّهَـا بَـاهَتِ الأَمْصـَارَ قَاطِبـةً
بِالْفَضـْلِ حَـقَّ لَهَـا فَلْتَحْيَـا وَلْتَـدُمِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.