
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مِصـْرُ تُهْـدِي إِلَـى بَنِيهَـا السَّلامَا
وَهْـيَ تَـدْعُو إِلَى الْحِفَاظِ الكِرَامَا
خَيْــرُ أَوْلادِهَــا لَــدّيْهَا مَقَامَـا
مَـنْ رَعَـى عَهْـدَهَا وَصـَانَ الذِّمَامَا
حِيــنَ أَلْقَــتْ بَيْنَهَــا الزِّمَامَـا
إِنَّ هَـــذَا لَيَـــوْمُ فَصـــْلٍ ورَأْيِ
لَيْــسَ فِيــهِ مَجَــالُ أَمْـرٍ وَنَهْـيِ
كــل مَـنْ صـَالَ فِيـهِ صـَوْلَةَ بَغْـيِ
وَتَجَنَّــى عَلَــى الهُــدَى بِــالِغَي
نَصــَرَ الْـوِزْرَ وَاسـْتَحَلَّ الْحَرَامَـا
بَـايِعُوا العِلْـمَ وَالْفَضـِيلَةَ فِيـهِ
أَيِّـــدُوا كُـــلَّ عَاقِــلٍ وَنَزِيــهِ
قَـــاطِعُوا كُــلَّ جَاهِــلٍ وَســَفِيهِ
رَاقِبُـوا اللـهَ فِـي الْحِمَى وَبَنِيهِ
ضــَلَّ مَـنْ يَجْعَـلُ الضـُّلُولَ إِمَامَـا
حَـاذِرُوا فِي اخْتِيَارِكُمْ أَنْ تُرَاءُوا
حَـــاذِرُوا أَنْ يُســَوَّدَ الأَغْنِيَــاءُ
فَتَــــوَلَّى جُهَّـــالُهُ الأَحْكَامَـــا
أَثْبِتُــوا أَنَّ فِــي الْبِلادِ رِجَـالا
حَققُـــوا بِالكِنَانَـــةِ الآمَــالا
رَجِّحُـوا الْعَقْـلَ وَاسْتَخَِفُوا المَالا
إِفْســَحُوا لِلأَكْفَـاءِ مِنْكُـمْ مَجَـالا
وَأَهِيبُــوا بِهِــمْ أَمَامـاً أَمَامَـا
إِنَّ مِصــْراً تُرِيــدُ عَهْـداً جَدِيـدا
ســَئِمَتْ مَــا مَضـَى وَكَـانَ شـَدِيدا
فَاطْلُبُوا المَطْلَبَ الكَبِيرَ الْبَعِيدا
وَاقْتَــدُوا بِـالِهلالِ كَـانَ وَلِيـدا
مُنْــذُ حِيـنٍ فَصـَارَ بَـدْراً تَمَامَـا
وَكَــأَنَّي بِــالْغَرْبِ يَرْنُـو إِلَيْكُـمْ
لِيَــرَى قِمَــةَ الْحَيَــاةِ لَــدَيْكُمْ
فَلْيَكُــنْ شــَاهِداً لَكُـمْ لا عَلَيْكُـمْ
ذَاكَ فِــي وُســْعِكُمْ وَبَيْـنَ يَـدَيَكُمْ
إِنْ رَشـــَدْتُمْ حَمِيَّــةً وَاعْتِزَامَــا
أَيُّهَــا النَّــاخِبُونَ أَمــرُ البِلادِ
أَمْرُكُــمْ أَحْكِمُــوه وَاللــهُ هَـادِ
لا تُطِيعُـــوا مَشـــُورَةَ الأَحْقَــادِ
لا تَزِيغُـــوا لِنَزْعَــةٍ مِــنْ وِدَادِ
لا تُرُومُــوا ســِوَى الْفَلاحِ مَرَامَـا
ذَلِكُــمْ شـَأْنُ مِصـْرَ شـَرْقاً وَغَرْبـاً
وَهْـوَ مَـا لا يَهُـونُ إِنْ سـَاءَ عُقْبَى
مَــنْ دَعَـاهُ فِيـهِ الصـَّوابُ فَلَبَّـى
عَــزَّ حِزْبــاً وَكَــانَ للـهِ حِزْبَـا
وَحَمَــى اللــه حِزْبَـهُ أَنْ يُضـَامَا
هُــوَ يَـومٌ إِنْ تَعْـدِلُوا سـَرَّ جِـدّاً
فَــاجْعَلُوهُ لِغَــابِر الظُّلْـمِ حَـدَّا
وَاجْعَلُــوهُ لِمَبْـدَأِ العَـدْلِ عَهْـدَا
عَــدْلُ يَـوْمٍ يُبَـدِّلُ النَّحْـسَ سـَعْدَا
عَـــدْلُ يَـــوْمٍ يُعَــدِّلُ الأَيَّامَــا
يَنْظُـرُ الشـَّرْقُ مِـنْ قَصـِيِّ النَّوَاحِي
كَيْـــفَ تَســْتَقْبِلونَ عَصــْرَ الفَلاحِ
فَــأَرُوهُ مِنْكُــمْ مَكَــانَ الصــَّلاحِ
وَأَرُوهُ بَــــــوَارِقَ الإِصــــــْلاحِ
مَــالِئَاتٍ آفَــاقَ مِصـْرَ ابْتِسـَامَا
مِصــْرُ كَــانَتْ فَرِيــدَةَ الأَمْصــَارِ
وَهْــيَ فِــي يَوْمِنَــا حِمَـى آثَـارِ
أَيُّهَــا النَّــائِبُونَ عَنَّــا بَـدَارِ
لِتجِـــدُّوا لَهَــا شــَبَابَ فَخَــارِ
فَتُبَـــاهِي بِقَوْمِهَـــا لأَقْوَامَـــا
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.