
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَــا حُســْنَهَا حِيـنَ تَجَلَّـتْ عَلَـى
عُبَّادِهَــا فِــي عِــزَّةٍ لا تُــرَامْ
بَيْــنَ نُجَيْمَــاتٍ بَــدَتْ حَوْلَهَــا
لَهَــا رَفِيـفُ القَطَـرَاتِ السـِّجَامْ
تَسـْقِي عُيُـونَ النَّـاسِ شِبْهَ النَّدَى
مِـنْ نُورِهَا الصَّافِي فَتَشْفِي الأُوَامْ
كَأَنَّمَــا الزَّهْــرَاءُ مَـا بَيْنَهَـا
مَلِيكَــةٌ فِــي مَــوْكِبٍ ذِي نِظَـامْ
وَالْقَــوْمُ جَــاثُونَ لَـدَى حُسـْنِهَا
ســُجُودَ حُــبٍّ صــَادِقٍ وَاحْتِشــَامْ
مُطَهَّــرُو الإِيمَــانِ مِــنْ شــُبْهَةٍ
مُنَزَّهُــو الصــَّبْوَةِ عَـنْ كُـلِّ ذَامْ
لا كَـــافِرٌ مِنْهُـــمْ وَلا مُلْحِـــدٌ
وَلا جُحُـــودُ خَـــافِرٍ لِلـــذِّمَامْ
مَــا أَكْـرَمَ الـدِّينَ عَلَـى أَهْلِـهِ
إِذَا الْتَقَـى فِيهِ التُّقَى وَالْهُيَامْ
وَكَـــانَ مِنْهُــمْ رَجْــلٌ يَعْتَلِــي
مِنَصــَّةً نُصــَّتْ لَــهُ مِــنْ أَمَـامْ
شــَاعِرُهُمْ وَهْــوَ لِســَانُ الْهُـدَى
بَيْنَهُــمُ وَهْــوَ عَلَيْهِــمْ إِمَــامْ
يُســْمِعُهُمْ مِــنْ وَحْيِــهِ مُنْشــِداً
شـِعْراً لَهُ فِي النَّفْسِ فِعْلُ المُدَامْ
فَقَـــالَ مِنْهُـــمْ رَجُــلٌ صــَالِحٌ
ثَـارَ بِـهِ الشـَّوْقُ وَجَـدَّ الْغَـرَامْ
يَـا شـَاعِرَ الـوَحْي وَنـورَ التقَى
أَلاَ لِقَــاءٌ قَبْــلَ يَـوْمِ الحِمَـامْ
قَــدْ بَــرَّحَ الوَجْــدُ بِأَكْبَادِنَـا
حَتَّى اسْتَطَلْنَا العُمْرَ دُونَ المَرَامْ
نَهْفُـو إِلَـى الزَّهْـراءِ شَوْقاً فَإِنْ
جَفَــتْ جَفَانَــا صـَفْوُنَا وَالسـَّلامْ
لَقَـــدْ تَقَضــَّى خَيْــرُ أَيَّامِنــا
وَنَحْــنُ نَرْجُــو وَرِضــَاهَا حَـرَامْ
إِذَا أَتَــى اللَّيْـلُ سـَهِرْنَا لَهَـا
بِـــأَعْيُنٍ مَفْتُونَـــةٍ لا تَنَـــامْ
وَإِنْ أَتَــى الصـُّبْحُ دَعَوْنَـا بِـأَنْ
يَخْفَــى وَشــِيكاً وَيَعُــودُ الظَّلامْ
أَلَـمْ يَحِـنْ وَالعَهْـدُ قَـدْ طَالَ أَنْ
تُنْجِـزَ وَعْـدَ المُلْهَمِيـنَ الْكِـرَامْ
فَتَتَــــرَاءى بَشـــَراً مِثْلَنَـــا
وَتَتَــوَلَّى مُلْكَهَــا فِــي الأَنَـامْ
فَرَفَــــعَ الشـــَّاعِرُ أَبْصـــَارُهُ
إِلَـى الْعُلَـى ثُـمَّ جَثَـا ثُـمَّ قَامْ
وَاســْتَنْزَلَ الْــوَحْيَ فَخَطَّــتْ لَـهُ
أَيَـــةَ نُـــورٍ فَتَـــوَلَّى الكَلامْ
وَقَــالَ مَــنْ قَــرَّبَ مِنْكُـمْ لَهَـا
عِـــدَّة شــَهْرَيْنِ وَصــَلَّى وَصــَامْ
أَبْصــــَرَهَا إِنســـِيَّةً تَنْجَلِـــي
فِـي المَعْبَـدِ الأَكْبَرِ يَوْمَ الْخِتَامْ
فَانْصــَرَفَ الْقَـوْمُ وَبَـاتُوا وَهُـمْ
بِمَـا بِـهِ الشـَّاعِرُ أَوْصـَى قِيَـامْ
يَرْتَقِبُــونَ المَوْعِــدَ المُرْتَجَــى
لِــذَلِكَ الأَمْـرِ الْعُجَـابِ الجُسـَامْ
حَتَّــى إِذَا وَقْــتُ التَّجَلِّـي أَتَـى
وَضــَاقَ بِالأَشـْهَادِ رَحْـبُ المُقَـامْ
وَانْتَثَــرَ الْقَـوْمُ صـِغَارَ البُنَـى
بَيْـنَ سـَوارِيهِ الطِّـوَالِ الضـِّخَامْ
وَأَوْشــــَكَتْ أَثْبَـــتُ أَرْكَـــانِهِ
تَمِيـدُ مِمَّـا اشـْتَدَّ فِيـهِ الزَّحَامْ
دَوَّتْ زَوَايَـــــاهُ بِإِنْشــــَادِهِمْ
وَعَقَــدَ التَّبْخِيـرُ شـِبْهَ الْغَمَـامْ
وَشــَحُبَ النُّــورُ كَـأَنْ قَـدْ عَـرَا
مِـنْ غَيْـرِهِ شـَمْسِ الأَصـِيلِ السَّقَامْ
فَلاحَ بُــــرْقٌ خَــــاطِفٌ بَغْتَـــةً
وَانْشــَقُّ سـِتْرٌ عَـنْ مِثَـال مُقَـامْ
عَـنْ غَـادَةٍ مَاثِلَـةٍ بِالجِسـْمِ فِـي
أَبْــدَعِ رَســْمٍ لِلْجَمَـالِ التَّمَـامْ
مَنْحُوتَــةٍ فِــي الصــَّخْرِ لَكِنَّهَـا
تَكَــادُ تُحْيِـي بَالِيَـاتِ الْعِظَـامُ
لا رُوحَ فِيهَـــا غَيْــرَ إِيمَاضــَةٍ
مِـنْ جَـانِبِ الإِعْجَـازِ فِيهَـا تُشَامْ
لِحَاظُهَــا تَرْمِــي سـِهَامَ الْهَـوَى
وَوَجْهُهَـــا يَنْشـــُرُ آيَ الســَّلامْ
وَصـــَدْرُهَا أُفْــقٌ بَــدَا كَــوْكَبٌ
فِيـهِ كَـأَنَّ النُّـورَ مِنْـهُ ابْتِسَامْ
تِلْــكَ هِـي الزَّهْـرَاءُ لاحَـتْ لَهُـمْ
وَالكَـوْكَبُ الْبَـادِي عَلَيْهَـا وِسَامْ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.