
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فِـي ذِمَّـةِ اللـهِ وَفِـي عَهْـدِهِ
شــَبَابُهُ النَّاضـِرُ فِـي لَحْـدِهِ
ســَمَتْ بِــهِ عَـنْ مَوْقِـفٍ عِـزّةُ
تَخْــرُجُ بِالَأرْشــَدِ عَـنْ رُشـْدِهِ
زَانَـتْ لَـهُ حَـوْضَ الرّدَى زِينَةً
تَظْمَــأُ بِـالرّاوِي إلـى وِرْدِهِ
لَهْفِـي عَلَيْـهِ يَـوْمَ جَاشَ الأَسَى
بِـهِ وَفَـاضَ الحُـزْنُ عَـنْ حَـدِّهِ
فَطَــمَّ كَالســَّيْلِ عَلَـى صـَبْرِهِ
وَعَالَــجَ العَــزْمَ إِلَـى هَـدِّهِ
وَاكْتَســَحَ الآمَــالَ مَنْثُــورَةً
كَــالوَرَقِ السـَّاقِطِ عَـنْ وَرْدِهِ
وَدَارَ فِـي الغَوْرِ بِمَا كَانَ مِنْ
هَــوَاهُ أَوْ شـَكْوَاهُ أَوْ وَجْـدِهِ
فَـــرَاحَ لَا يَشــْعُرُ إلّا وَقَــدْ
أَلقَــاهُ تَيــارٌ إلــى نِـدهِ
بَــاغَتَهُ اليَـأْسُ وَأَيُّ امْرِيـءٍ
يَقْــدِرُ فِــي حَـالٍ عَلَـى رَدِّهِ
وَاليَــأْسُ إِنْ فَاجَـأَ ذَا مَـرَّةٍ
دَوَّخَ ذَا المِــرَّةِ عَــنْ قَصـْدِهِ
طَيْــفٌ بِلا ظِـلٍّ كَتُـومُ الخُطَـى
مَــنْ يَعْتَــرِضْ مَسـْلَكَهُ يُـرْدِهِ
مُنْتَعِـلُ البَـرْقِ خَفِـيُّ السـُّرَى
يُصــِمُّ بِالرَّعْــدَةِ عَـنْ رَعْـدِهِ
مَهْلكَــةُ الآســَادِ فِـي نَـابِهِ
وَصــَرْعَةُ الأَطْـوَادِ فِـي زَنْـدِهِ
كُـلُّ قُـوَى التَّشـْتِيتِ فِي لِينِهِ
وَكُّـلُّ بَطْـشِ البَيْـنِ فِـي شـَدِّهِ
يُلابِـسُ الجِسـْمَ وَيَغْشـَى الحَشَى
وَيَمْلأُ الهَامَــةَ مِــنْ وَقْــدِهِ
فَــالمُبْتَلَى فِـي حُلُـمِ مُـوهِنٍ
مُـوهٍ يَكِـلُّ العَـزْمَ عَـنْ صـَدِّهِ
حُلْــمٍ هُلامِــيُّ اللَّظَـى فَـاجِعٍ
يَبْلُــغُ مِنْــهُ مُنْتَهَـى جَهْـدِهِ
حَتَّى إِذَا مَا امْتَصَّ مِنْهُ النُّهَى
فِـي مُسـْتَطِيلِ الجُنْـحِ مُسـْوَدِّهِ
أَطْلِقْــهُ مِــنْ حَــالِقٍ ذَاهِلاً
فِــي نِيلِـهِ يَهْلِـكُ أَوْ سـِنْدِهِ
مُفَارِقـــاً غُـــرَّ أَمَـــانِيهِ
أَوْ مُـوتِمَ الأَطْهَـارِ مِـنْ وَلْدِهِ
وَاهــاً لِمَبْكِــيٍّ عَلَـى فَضـْلِهِ
مُفْتَقِــدِ الآدَابِ فِــي فَقْــدِهِ
صـِيدَ مِـنَ المَاءِ وَلَوْ أَنْصَفُوا
لَظَــلَّ فِـي المَـاءِ عَلَـى وُدِّهِ
يَهُــزُّهُ المَــوْجُ رَفِيقـاً بِـهِ
كَمَـا يُهَـزُّ الطِّفْـلُ فِـي مَهْدِهِ
مَضـَى نَقِـيَّ الجِسْمِ وَالبُرْدِ لا
فِــي جِســْمِهِ لَـوْثٌ وَلا بُـرْدِهِ
مَــا ضـُرِّجَتْ بِالـدَّمِ أَثْـوَابُهُ
وَلا وَرَى الصــَّادِعُ مِـنْ زِنْـدِهِ
مُبْتَـرِداً بِالمَـاءِ فِـي نَفْسـِهِ
شـُغْلٌ عَـنِ المَـاءِ وَعَـنْ بَرْدِهِ
مَـاتَ مُرَجًّى فِي اقْتِبَالِ الصِّبَا
يَـا خَيْبَـةَ الدُّنْيَا وَلَمْ تَفْدِهِ
طَلَّقَهَــا زَلاَّءَ لَــمْ تَـرْعَ مَـا
آثَــرَ أَنْ تَرْعَـاهُ مِـنْ عَهْـدِهِ
وَلَــمْ يُفَــارِقْ بِمُنَاءاتِهَــا
ســِوَى أَذَاهَــا وَسـِوَى سـُهْدِهِ
مَا كَانَ أَدْنَى العَيْشَ عَنْ رَأْيِهِ
وَأَضــْيَقَ الأَرْضِ عَلَــى جُهْــدِهِ
وَكَـــانَ أَوْفَــاهُ لِمَحْبُــوبِهِ
لَـوْلا انْحِطَاطُ العُمْرِ عَنْ قَصْدِهِ
فَــرُبَّ رَسـْمٍ بَـاتَ فِـي جَيْبِـهِ
وَعَـنْ ذَاكَ الرَّسـْمِ فِـي كِبْـدِهِ
هَـوَى أَبَـى دَارَ التَّنَـاهِي لَهُ
دَاراً فَرَقَّــاهُ إِلَــى خُلْــدِهِ
مَـا مَاتَ بَلْ نَام أَلَمْ تَنْظُرُوا
إِلـي احْمِـرَارِ الوَرْدِ فِي خَدِّهِ
مَـا مَاتَ بَلْ نَام أَلَمْ تُبْصِرُوا
لَيَانَــةَ المَعطِــفِ فِـي قَـدِّهِ
نَـامَ عَنِ الدَّهْرِ الخَؤُونِ الَّذِي
فِـي هَزْلِـهِ الغَـدْرُ وَفِـي جِدِّهِ
عَـنْ قَاتِـلِ النُّبْلِ عَدُوِّ الحِجَى
مُظْمِيـءِ نصـْلِ السَّيْفِ فِي غِمْدِهِ
عَـنْ صـَادِقِ الرَّمْـزِ بِإِبْعَـادِهِ
وَكَــاذَبَ الإَيْمَـانِ فِـي وَعْـدِهِ
عَـنْ مُغْـرِقِ العَـالِمِ فِي بُؤْسِهِ
وَمُغْــرِقِ الجَاهِـلِ فِـي سـَعْدِهِ
عَـنْ ظَـالِمِ القَاصـِدِ فِي حُكْمِهِ
وَفَــاطِمِ المَاجِـدِ عَـنْ مَجْـدِهِ
بِنْـتَ حَكِيمـاً فَاسـْتَرِحْ نَاسِياً
مَـا نِلْـتَ مِـنْ خَيْـرٍ وَمِنْ ضِدِّهِ
لا ســـُبَّةً تَخْشــَى وَلا شــُبْهَةً
مِـنْ سـُقْمَاءِ الـرَّأْيِ أَوْ رُمْدِهِ
أَقَالَــكَ الحَــقُّ فَمَـا عَـاثِرٌ
مَـنْ كَـانَتْ العَثْـرَةُ فِـي جِدِّهِ
مَــنْ ذَلَّ فَلْيُولِـكَ مِـنْ عُـذْرِهِ
أَوْ عَــزَّ فَلْيُولِـكَ مِـنْ حَمْـدِهِ
ســَقَاكَ دَمْعِـي نَضـْحَةً صـُنْتُهَا
إِلاَّ عَــنِ الــوَافِي وَعَـنْ وُدِّهِ
وَعَــنْ عَظِيـمِ الخُلْـقِ مُسـْتَنِّهِ
وَعَــنْ قَـوِيمِ الفِكْـرِ مُسـْتَدِّهِ
وَاللـهُ رَاعِيـكَ أَلَيْـسَ الَّـذِي
جَـاءَكَ فِـي الحَالَيْنِ مِنْ عِنْدِهِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.