
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَيْلَـى اجْمَعِي النَّاسَ إِلَى محفِلٍ
مُصـْغٍ وَكـونِي القَيْنَةَ الشَّادِيَهْ
دَعَــوْتِ لِلْخَيْــرِ فَجَـاءُوا لَـهُ
بِــــأَنْفسٍ طَيِّبـــةٍ رَاضـــِيَهْ
مَـا كَلِمَـاتُ الشـكرِ إِنْ نُهْدِهَا
بِبَعْــضِ مَـا جُـدْتَ بِـهِ وَافِيَـهْ
آهــاً لَمَنْكُـوبِينَ قَـدْ أَحْرَقَـتْ
دِيـــارهُم غَائِلَـــةٌ جــانِيهْ
رِيــعَ يَتَامَــاهُمْ وَأَطْفَــالُهُمْ
وَشـــُرِّدَتْ نِســـَّوتُهُمْ بــاكِيَهْ
بَاتوا وَمَا بَعْدَ الحِمَى مِنْ حِمىً
إِلاَّ كُهُـوفٌ فِـي الدُّجَى الغَاشِيَهْ
كهُــوفُ نُــورٍ شـَادَهَا سـَاخِراً
شـُعَاعُ تِلْـكَ الشـُّغْلِ الطَّـاغِيَهْ
أَطْنَافُهَـا تَنْـدَى شـَراراً فَمَـا
تَحْســـَبُهَا إِلاَّ بِـــهِ دامِيَــهْ
مَـنْ يَرْجِـعُ الشـَّيْخُ إِلَـى بَيْتِهِ
إِلَــى مُصــَلاَّهُ مِــنَ الزَّاوِيَـهْ
مَـنْ يُسـْعِفُ الكَهْـلَ وَحَاجَاتُ منْ
يَعُــولُ مِــنْ أُســْرَتِهِ مَـاهِيَهْ
مَــنْ لِعَــرُوسٍ فَـارَقَتْ خِـدْرَهَا
وَأَصـْبَحَتَ بَعْـدَ الحُلَـى عَـارِيَهْ
رَأَيْـتِ يَـا لَيْلَـى بِعَينِ النُّهَى
أًَهْـوَالَ تِلْـكَ النَّكْبَةِ الدَّاهِيَهْ
فَهـــزَّتِ الرَّأْفَــةُ أَوْتَارَهَــا
فِـي نَفْسـِكِ المِرْنَانَةِ الصَّافِيَهْ
وَمَـــا أَناشـــِيدُكَ إِلاَّ صــدىً
مِنْهَـا لِتِلْـكَ الشِّيْمَةِ السَّامِيَهْ
لَيْلَى اسْتَوِي فِي التَّخْتِ سُلْطَانَةً
عَلَـى قلُـوبِ الرّفْقَـةِ الصَّاغِيَهْ
فِــي رَوْضــَةٍ شــَائِقَةٍ أُنْشـِئَتْ
لســـَاعَةٍ أَزْهَارُهَــا زَاهِيــهْ
تَحْــتَ ســَماءٍ فَــائِضٍ نُورُهَـا
مِـنْ أَلـفِ مِصـبَاحٍ بِهَـا ذَاكِيَهْ
لَيْلَـى أَثِيرِي مِنْ خَبايَا المُنى
كُنـوزَ تِلْـكَ النَّغْمَـةِ الخَافِيَهْ
وَليَـذْكُرِ النَّـاسُ غَرامـاً مَضـَى
ولتَــذْكُرِ العاشـِقَةُ النَّاسـِيهْ
وَليَجْـذَلِ الجَـذْلان وَليَبْـكِ مَـنْ
يبكـي لِشـَكْوى نَفْسـِهِ الشَّاكِيهْ
فَفِـي مَثَـارَاتِ الهَـوى عِنْـدَهًم
خَيْـر لِتِلْـكَ الأَنْفُـسِ العـانِيهْ
قـولِي لَهُـمْ يَـا لَيْلُ يطْرَبْ لَهُ
أشـْهاد تِلْـكَ اللَّيْلَةِ القَاسِيَهْ
كَــأَنَّنِي أَنْظُــرُ مِــنْ حَيْثُمَـا
أَرْسـَلْتِ تِلْـكَ الـدُّرَر الغَالِيهْ
نَـدىً مِـنَ الرَّحْمَـةِ يَهمِـي عَلَى
نِيـرَانِ تِلْـكَ الأَرْبَـعِ الصَّالِيهْ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.