
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وافـى الحـديث إلـى غريب الدار
عــن ليلــة مـرت ومـا هـو دار
أحييتموهــا والحيــاة أحبهــا
وقــت قتيــل فــي قتيـل عقـار
أنتــم وأســرتكم هنـاك بغبطـةٍ
وأنــا بحرمــانٍ هنــا وإســار
لكــم المتــاع بكـل شـيءٍ طيـب
ولــي المتــاع بطيــب الأخبـار
غنــى جميــل بالغــاً غايــاته
فـي الفـن حـتى كـان فجـر نهار
وأجــاد ســام مـا أراد محركـاً
قلــب الــدجى بعوامـل الأوتـار
قتـل الخـروف ولـم يحلـل قتلـه
فـي غيبـتي سـترون أخـذ الثـار
خطـب جليـل فـي الـذبائح لا تفي
لتقيـــد منـــه جلائل الأنــوار
عبــد المسـيح و نخلـة راعـابه
سـمعي ومـا لطفـاً لـدى الأشـعار
فلــذا بــت وفــي ضـميري نيـة
لكــم ستمســي أفكــه الأســمار
صــحح فقـولي أفكـه الأسـمار لا
تغلــط فتقــرأ أفكــه الأثمـار
هـذي الحكايـة أذكرتنـي أن لـي
شــكوى إليــك عظيمــة الأخطـار
أشــكو إليـك المتجريـن فـإنهم
جعلــوا بفضــلك ريبـة للشـاري
مـن يشـتر الطربـوش يكشـف ستره
بيــديه والطربــوش بالــدينار
فاضـرب علـى أيـدي الغلا ولا تبع
كســب الخيــار لمطمـع الأشـرار
أو فاعـذر الأحـرار إن هانت لهم
دون الســؤال مصــاعب الأعــذار
يـا صـاحبي وسـواك ليـس بصـاحب
فــي حالــة إن آذنــت ببــوار
رأس الخليـل يكـاد يغـدو حاسراً
لا شـيء يـدرأ عنـه لـذع النـار
وهـو الـذي مـا زال مصـنع فكره
يكســوك تيجانــاً مــن الأشـعار
بــالأمس كـان يقـال قـول تبجـحٍ
شــرق وألبســة الـرؤوس عـواري
فخلقــت فيــه صــناعةً أهليــةً
ردت لــه قــدراً مــن الأقــدار
حــتى إذا أنقــذته مــن عـاره
أتــراك ترضـى أن يبـوء بعـاري
زعمـو لـي التـبريز في أدبائهم
فــإذا أضــاعوني فــأي شــنار
بـاللَه كيـف أقـول أن أخـي لـه
فضــل علــى رأسـي ورأسـي عـار
لـو كـان ما يعطي بمقدار الهوى
لرجحــت كــل النـاس بالمقـدار
مـا كـان أظفرنـي بأقصـى حاجتي
لـو لـم يكن لسوى الغنى إيثاري
أسـفاً لقـد ضـيعت فـي أدبي وفي
تهــذيب نفســي أنفــس الأعمـار
لا أملــك الــدينار إلا بائعــاً
فـــي صــفقة مجموعــة آثــاري
لـو أننـي ألفيـت مـن يرضى بها
لكــن قليــل مقتنــى الأســفار
أربــأ بولـدك أن يزيـد ألبهـم
عــن كــاتب متوســط أو قــاري
علمهــم العلــم الصـحيح وأنـه
للنشــب فـي الفرصـات بالأظفـار
ولتقــو حيلــة عقلهـم فتقلهـم
كالفلــك فـي بحـر بعيـد قـرار
وليصــبروا للحادثـات إذا عصـت
آمـــالهم فـــالفوز للصـــبار
وليجعـل الخلـق العظيـم خلاقهـم
فبـــه تتــم عظــائم الأوطــار
وبه يعود هوى النفوس إلى الهدى
بتســـــلط الآراء والأفكـــــار
أحبـب بهـم وبمـا يهيـج خطورهم
فـي خـاطري مـن شـائق التـذكار
بــالأمس أحملهـم وكـانوا خمسـةً
واليـوم قـد وقـروا وزاد وقاري
اليـوم لـو جـاريتهم فـي شوطهم
لــم الفنــى لبطيئهــم بمجـار
أضــحى الـذكور نجابـةً ورجولـةً
مـن جيلهـم فـي الصـفوة الأحرار
وســليلتاك أراهمـا قـد فاقتـا
عقلاً وحســـناً ســـائر الأبكــار
مؤتمــــتين مثـــال أم حـــرة
بــرئت شــمائلها مــن الأوضـار
بــالأمس ألعــب بينهـم ولربمـا
سـكن الكـبير إلـى دعـاب صـغار
وأديرهــم حــتى يعـود نظـامهم
كالشــهب فــي فلــكٍ بهـا دوار
واليـوم ابصـر بالسـبيل تـذنبت
وتعقربــت وســطت علـى الأبصـار
وأرى جمــال كريمتيــك مرعرعـاً
فـأرى البـدائع في صنيع الباري
رهـط إذا كـانت مباسـطة الصـبى
فيهـم فهـم فـي الجـد جـد كبار
إن ألقهـم أتغـال فـي إكرامهـم
متحاشـــياً إبــداء الاستصــغار
كلا أحيـــي باحتشـــام طـــائل
وأخــاف تقصــيراً مــع الأقصـار
جمـح اليـراع فـراح مـن غلوائه
يجتــاز مضــماراً إلــى مضـمار
لكننــي جــداً ومزحــاً لا أنــي
أهــدى بوعظــتي سـبيل السـاري
أبنـــي رجـــالاً للبلاد بــأرؤسٍ
وعليــك كســوة هــامهم بفخـار
أمـا الـذرى المتشـبهات بـأرؤس
مـن غيـر مـا عقـل ولا استبصـار
تلـك الـتي لا خيـر منهـا يرتجي
فلتبــق حاســرةً مــدى الأدهـار
رأس الحمــار حــرى بعـرى دائمٍ
هــل ينفـع التعصـيب رأس حمـار
عـود إلـى مـا كنـت منـه شاكياً
فاســمع وانصــفنا مـن التجـار
نرجــوك إمــا سـاتراً لرؤوسـنا
أو كاشـــفاً لمظــالم الفجــار
ولانــت ســمح مــن يـؤم جنـابه
فيعيــد إعســراً إلــى الأيسـار
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.