
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نحــن مــن أرضـنا علـى منطـاد
جـــائلٍ فــي شواســع الأبعــاد
طـائرٍ فـي الفضـاء عرضـاً وطولاً
بجنــاح مــن القـوى غيـر بـاد
أيهــا الأرض ســرتِ سـيرك مثنـى
ذا نتــاجين فــي زمــان أحـاد
فتقلبـــت فـــي نهــار وليــل
ذا مضـــلٌ وذاك للنـــاس هــاد
فــي بلاد يكــون ســيرك تــأوي
بــاً علــى أنــه سـرىً فـي بلاد
فيــك دفـع وفيـك يـا أرض جـذب
لــكِ ذا ســائق وذا لــك حــاد
فلــك دائر علــى الشـمس طـوراً
فـي اقـتراب وتـارة فـي ابتعاد
ليـت شـعري ومـا حصـلت مـن الآ
راء إلاّ علــــى خلاف الســــداد
لبقــاءٍ تقلنــا الأرض فــي تـس
يارهـــا أم تقلنـــا لنفـــاد
نحــن فــي عــالم تقصــف فيـه
عـــارض النائبـــات بالإرعــاد
شـأننا العجـز فيـه توجـد أنّـى
قــذفتنا يــد الخطـوب الشـداد
ضــاع جــذر الحياةعنـا فخلنـا
أنهـــا كالأصــمّ فــي الاعــداد
شــغلتنا الــدنيا بلهـوٍ ولعـبٍ
فغفلنـــا والمــوت بالمرصــاد
ضــلّ مــن رام راحـةً فـي حيـاة
نحــن منهــا فــي معــرك وجلاد
إنمـــا هــذه الحيــاة جــروحٌ
أثخنتنـا والمـوت مثـل الضـِماد
كــل أســر يهـون إن أطلقـت أر
واحنـــا الموثقــات بالأجســاد
لا تملنـــي إذا جزعـــت فــإني
مـا ملكـت الخيـار فـي إيجـادي
طـال عتـبي علـى عـدات الليالي
مثلمــا طــال مطلهــا بمـرادي
كــدّرت عيشــي الحــوادثُ حــتى
لا أرى الصـفو غيـر وقـت الرقاد
صـاح مـا دلّ فـي الأمور على الأش
كــــال إلا تفحّــــص الأضـــداد
فــاعتبر بالسـفيه تمـس حليمـاً
وتعــرف بــالغي طــرق الرشـاد
واللــبيب الــذي تعلَّــم إتيـا
ن المعــالي مــن خسـّة الأوغـاد
أيهــا الغِــرّ لا تغــرّك دنيــا
ك بكــــون مصــــيره لفســـاد
خـفّ مـن غـاص في الغرور كما في
لجّــة المـاء حـفّ ثقـل الجمـاد
يــا خليلـيّ والخليـل المواسـي
منكمــا مـن يقـوم فـي أسـعادي
خـاب قـوم أتوا وغى العيش عزلاً
مـــن ســلاحي تعــاون واتحــاد
قـد جَفتَنـا الدنيا فهلاّ اعتصمنا
مــن جفـاء الـدنيا بحبـل وِداد
لـو عقلنـا لمـا اختشى قط محسو
دون وقـــع الأذاة مـــن حســّاد
فمتــاع الحيــاة أحقـر مـن أن
يســـتفزّ القلـــوب بالأحقـــاد
أنــا واللــه لا أريـد بـأن أو
قـع شـراً ولـو علـى مـن يعـادي
أن لــي أن ســمعت أنّــة محـزو
نٍ أنينــاً مرجّعــاً فــي فـؤادي
إن نفســي عــن همّهـا ذات شـغلٍ
بهمــوم العبــاد كــلّ العبـاد
لا أحـــبّ النســيم إلا إذا هــب
ب علــى كــل حاضــر أو بــادي
أيها الناس إن ذا العصر عصر ال
علـم والجـد فـي العلا والجهـاد
عصـر حكـم البخـار والكهربـائي
ة والماكنـــــات والمنطــــاد
بُنيــت فيــه للعلـوم المبـاني
واقيمـت للبحـث فيهـا النـوادي
فـاض فيـض العلـوم بـالرغم ممّن
ضــــربوا دونهـــنّ بالأســـداد
إن للعلــم فـي الممالـك سـيراُ
مثـل سـير الضـياء فـي الأبعـاد
أطلـع الغـربُ شمسـَه فحبـا الشر
قَ اقتباسـاً مـن نورهـا الوقـاد
إن للعلـــم دولـــةً خضــعت دو
ن علاهــــا عـــوالم الأضـــداد
مـا اسـتفاد الفتى وإن ملك الأر
ض بــأعلى مـن علمـه المسـتفاد
لا تسـابق في حلبة العزّ ذا العل
م فمــا للهجيــن شـأو الجـواد
إن أمــوات أمــة العلـم أحيـا
ءٌ حيــــاة الأرواح والأجســــاد
وكـأيّن فـي النـاس مـن ذي خمول
صــار بــالعلم كعبــة القُصـّاد
ربّ يـــوم وردت دجلـــة فيـــه
مَــورداً خاليــاً عــن الــوراد
حيــث ينصــبّ فــي سـكوتٍ عميـق
ماؤهــا لاثمــاً ضــغاف الـوادي
وهبـوب النسـيم يكتـب فـي الما
ء ســطوراً مهــتزّة فــي إطـراد
ينمحــي بعضــها ويظهــر بعــضٌ
فهــي تنســاب بيـن خـاف وبـاد
وتئنّ الميـــاه لـــي بخريـــر
كــــأنين الســـقيم للعُـــوّاد
قمــت فــي وجههــا اردّد طرفـي
ســاكتاً والضــمير منّـي ينـادي
واقفــاً تحـت سـرحةٍ نـاح فيهـا
طــائر فــوق غصــنها الميّــاد
منشـداُ فـي النـواح شـعراً غَرِيز
ياًحزينــــاً كـــأنه إنشـــادي
جـــاوبته أفنانهـــا بـــأنين
مـــن حفيــف الأوراق والأعــواد
أيهـا الطـائر المُرَجّع فوق الغص
ن هـــل أنــت نــائح أم شــاد
بيــن مــاءٍ جــارٍ ولحــن شـجيّ
منـك يـا طـائر اسـتطير فـؤادي
يــا مياهـاً جـرت بدجلـة تجتـا
ز مـــروراً بجـــانبي بغـــداد
إن نفســي إلـى الحقيقـة عطشـى
أفتشـــفين غلّـــةً مـــن صــاد
كنــت تجريـن والرُصـافة والكـر
خ خلاءٌ مـــــن رائح أو غــــاد
أيهـا المـاء أيـن تجـري ضياعاً
وحواليـــك قـــاحلات البــوادي
فمــتى تفطــن النفــوس فتحيـا
بــك ســقياً مــوات هـذي البلاد
لـو زرعنـا بـك البقـاع حبوبـاً
لحصــدنا النضـار يـوم الحصـاد
أنـــت واللــه عســجد ولجيــن
لــو أتينــا الأمـور باسـتعداد
فـاجرِ يـا مـاء إن جربـتَ رويداً
بأنــــــاةٍ ومهلـــــةٍ واتئاد
علّنـا نسـتفيق مـن رقـدة الفـق
ر فنَغنَـــى بفيضـــك المــزداد
سـلكتك السـما ينـابيع فـي الأر
ض أمــــدتك أيّمــــا امـــداد
فتفجــرت فــي الســفوح عيونـاً
نبعـــت مــن مخــازن الأطــواد
وإذا مــا انتهيــت فـي جريـان
عـدت للبـدء فـي متـون الغوادي
هكـذا دار دائر الكـون مـن حـي
ث انتهـى عـاد راجعـاً للمبـادي
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.