
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للحقيقـة مـن بدايـةْ
كلاً وليـــس لهــا نهايــة
هــي عنــد أربـاب العقـو
ل أجــلّ مــن حَــدَ وغايـة
خَفَيــت ولكــن كــم وكــم
ظهـرت لهـا فـي الكون آية
كَـــم راح مرفوعــاً لهــا
فــوق الربـا علَـم ورايـة
هــي فــي مقــام ظهورهـا
كالشــمس تحجبهــا غيايـة
مــا بيـن أعيـن مـن يَـرو
ن وبينهــــا إلاّ شـــواية
فلـــو انجلـــت غفلاتنــا
لتكشــّفت عنّــا العمايــة
هـــي منظــر فيــه الجلا
ل ومخــبر فيــه الكفايـة
هــي فـي الطبيعـة تسـتفي
ض علـى الوجـود لها جراية
هـي فـي الضياء وفي الظلا
وفـي المسـير وفي السراية
هـي فـي الفضـيلة والفضـو
ل وفـي النقيصـة والزراية
هـي فـي اللباب وفي القشو
ر وفـي الحثالـة والنفاية
هـي فـي السلام وفي الحسرو
ب وفـي الهـوادة والنكاية
هــي كـلّ مـا شـكت الشـكا
ة وكـل مـا بعـث الشـكاية
هـي فـي الرُمـاة إذا رمَوْا
وهـي الإصـابة فـي الرماية
هـي فـي العفاة وفي العفا
ء وفي الجناة وفي الجناية
هـي فـي الغياض وفي الريا
ض وفـي الفراشـة والجداية
هـي فـي المغـاني والمبـا
نـي والبنـاة وفي البناية
هـي فـي الغبـاوة والـذكا
ء وفـي الشـفاعة والوشاية
هـي فـي الملاح وفـي القبا
ح وفي الرشاد وفي الغواية
وإلــى الحقيقــة تنتهــي
طــرق الضــلالة والهدايـة
هــي مـن يمـوت ومـن يعـي
ش وكـــل قابلــة ودايــة
هــي كـل مـا وعـت العقـو
ل وكــل مـا روت الروايـة
منهـا الفنـا وبهـا البقا
ومـن الفنـاء هـي الوقاية
ليـــس الوجــود لغيرهــا
إلا خيـــالاً فـــي مرايــة
وإذا نظــــرت الكائنـــا
ت بأســرها فهـي السـناية
إنـــي أرى ســـرّ الحقــي
قـة كائنـا فـي اللانهايـة
وأرى الوجـــود وإن تعــدّ
د واحــداً عنــد الدرايـة
فاليــك يــا طــاغور جـئ
ت عـن الحقيقـة بالحكايـة
أنــت الــذي قـال الحقـي
قــة بالصـراحة والكنايـة
مــا أخطــأتْ ســنن العلا
إذ هــذّيتك يــد العنايـة
لا زلـــت مشــمول الجنــا
ب من من الحقيقة بالرعاية
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.