
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعمـرك مـا كـل انكسـار لـه جـبر
ولا كــل ســّر يسـتطاع بـه الجهـر
لقـد ضـربت كـفّ الحياة على الحِجا
سـتاراً فعِلـم القوم في كنهها نزر
فقمنــا جميعـاً مـن وراء سـتارها
نقــول بشـوق مـا وراءك يـا سـتر
حكــت سـرحة فنـواء نُبصـر فرعهـا
ولـم ندرِ منها ما الأنابيش والجذر
وقـد قـال بعـض القـوم إن حياتنا
كليــلٍ وإن الفجـر مطلعـه القـبر
وروح الفتى بعد الردى إن يكن لها
بقــاء وحـسّ فالحيـاة هـي الخُسـر
وإن رقيــت نحــو السـماء فحبّـذا
إذا أصـبحت مأوىً لها الأنجم الزهر
وأعجـب شـأن فـي الحيـاة شـعورنا
وأعجـب شـأن فـي الشعور هو الحجر
وللنفـس فـي أفـق الشـعور مخايـل
إذا برقـت فـالفكر فـي برقها قطر
ومـا كـل مشـعور بـه مـن شـؤونها
قـدير علـى إيضـاحه المنطـق الحر
ففـي النفس ما أعيا العبارة كشفُه
وقصـّر عـن تبيـانه النظـم والنثر
ومـن خـاطرات النفس ما لم يقم به
بيـان ولـم يَنهـض بأعبـائه الشعر
ويـا ربّ فكـرٍ حـاك فـي صـدر ناطق
فضـاق مـن النطق الفسيح به الصدر
ويــا ربّ فكــر دق حــتى تخاوصـت
إليـه مـن الألفـاظ أعينهـا الخزر
أرى اللفـظ معـدوداً فكيـف أسـومه
كفايـة معنّـى فـاته العـدّ والحصر
وافـق المعـاني فـي التصـور واسع
يـتيه إذا مـا طـار في جوّه الفكر
ولـولا قصـور فـي اللغى عن مرامنا
لمـا كـان في قول المجاز لنا عذر
ولسـت أخُـص الشـعر بـالكَلمِ الـتي
تُنظّــم أبياتـاً كمـا ينظـم الـدرّ
وذاك لأن الشــعر أوســع مـن لغـى
يكـون علـى فعـل اللسـان لها قصر
ومـا الشـعر إلا كـلّ ما رنّح الفتى
كمـا رنّحـت أعطـافَ شـاربها الخمر
وحـرّك فيـه سـاكنَ الوجـد فاغتـدى
مهيجـاً كمـا يستنّ في المرح المُهر
فمــن نفثـات الشـعر سـجع حمامـة
علـى أَيْكـة يُشـجي المشوق لها هدر
ومــن شـذرات الشـعر حـوم فراشـة
على الزهر في روض به ابتسم الزهر
ومــن ضـحكات الشـعر دمعـة عاشـق
بهـا قـد شكا للوصل ما فعل الهجر
ومــن لمعـات الشـعر نظـرة غـادة
بنجلاء تسـبي القلـب في طرَفْها فتر
ومــن جمــرات الشـعر رنّـة ثاكـل
مفجّعـــة أودى بواحــدها الــدهر
ومـن نفحـات الشـعر ترجيـع مطـرب
تعـاور مَجـرى صـوته الخفض والنبر
وإن مـــن الشــعر ائتلاق كــواكب
بجنـح الـدجى باتت يضاحكها البدر
وإن لريحانيِّنــــــا شـــــاعرّيةً
مـن الشعر فيها أن يقال هي الشعر
ومـا الشـعر إلا الروض أما أميننا
فريحـانه والخلـق منـه هـو النشر
وإن لم يكن شعري من الشعر لم يكن
لعمـرُ النهى للشعر عند النهى قدر
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.