
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقـوى مصـيف القـوم والمربع
فالــدار قفـر بعـدهم بلقـع
سـارت بنـا الأرض إلـى غايـةٍ
لنـــا وللأرض هــي المرجــع
ونحــن كالمـاء جـرى نابعـاً
لكــن علينــا خفـي المنبـع
والعلـم قـد أنكـر منهاجنـا
ولـم يُبِـنْ أيـن هـو المهيَـع
خرقــت يــا علـم رداء لنـا
كنــا ارتـديناه فِهـل ترقـع
فَجَعْتَنـا يـا علـم فـي أمرنا
أمعتِـــب أنـــت إذا نجــزع
لقـد طغـت حيـرة أهـل النهى
هـل فيـك يـا علـم لها مردع
كــم نشـرب الظـنّ فلا نرتـوي
ونأكـــل الحــدس فلا نشــبع
والنـاس ويـل الناس في غفلةٍ
ترتــع والمــوت بهـم يرتـع
والكـــون قــد لاح بمرآتــه
للعيــش وجــه شــاحب أسـفع
وإن فــي البـدر لخطبـاً بـه
فـي البـدر لاحـت بقـع أربـع
فـالعين مـا يـورث حزناً ترى
والاذن مــا يزعجهــا تســمع
والأرض فــي منقلــب بـالورى
والشــمس مـن مشـرقها تطلـع
حــتى إذا مـا بلغـت شـوطها
لاحـت نجـوم فـي الـدجى تلمع
وهكـذا الظلمـة تتلـو الضيا
والضــوء للظلمــة يســتتبع
ونحــن فــي ذاك وفــي هـذه
بــالنوم واليقظــة نسـتمتع
مـا بيـن مسـعود يميت الدجى
نومـــاً ومنكــود فلا يهجــع
ومســـرع يســـبقه مبطىـــءٌ
ومبطىـــء يســـبقه مســـرع
وشــامت يضــحك مــن حــادث
حـــلّ ببــاكٍ قلبــه موجــع
لـو كـان للقسـوة عيـنٌ وقـد
رأتــه كــانت عينهـا تـدمع
والكــلّ فـي شـغْب لهـم دائم
لـم يقلعـوا عنه ولن يقلعوا
والمــاء يمســي وشـلا تـارة
وحوضــــه آونــــة مـــترع
والريـح تجـري وهـي ريدانـة
حينــاً وحينــاً عاصـف زعـزع
وبعضـــهم تمـــرع وديــانه
وبعضـــهم واديــه لا يمــرع
قــد يحســب الإنسـان آمـاله
والمــوت مصــغٍ نحـوه يسـمع
حــتى إذا أكمــل حســبانها
وأفــاه مـا ليـس لـه مـدفع
فخــرّ للجنــب صــريعأً بــه
وأي جنــبٍ مــا لــه مصــرع
وظــل فــوق الأرض فـي حالـةٍ
يــزَوّر عنهـا الحسـب الأرفـع
لا تعمـــل الأقلام فــي كّفــه
وكــان مـن قبـلُ بهـا يصـدع
ولــم تعــد تقطــع أسـيافه
مـن بعـد مـا كـان بها يقطع
فاسـتّلّ مثـل السـيف من مُطرَف
طــرائق الوشــي بــه تلمـع
ولُــفّ فــي ثــوب لـه واحـدٍ
ليــس لــه رقــم ولا ميــدع
واهـاً لـه ثـوب البلـى إنـه
يبلــى مـع الجسـم ولا ينـزع
ودُسّ حيــث الأرض أمســت لــه
ملحــودة ضـاق بهـا المضـجع
حيـث البلـى يرميـه حتى إذا
لـم يبـق في قوس البلى منزع
خــالط تــرب الأرض جثمــانه
مطحونــة منــه بهـا الأضـلع
للــه دّر المــوت مــن خطـةٍ
فيها استوى ذو العيِّ والمِصقع
يخـون فيهـا القـولُ منطيقـه
كمــا تخــون البطــل الأَدرع
مـا أقـدر المـوت فمـن هوله
لــم ينــجُ لا كسـرى ولا تُبَّـع
يـا رافـع البنيان كم للردى
مــن ســلّم يـدرك مـا ترفـع
ويـا طـبيب القـوم لا تـؤذِهم
إن دواء المـــوت لا ينجـــع
لابــد للمغــرور مــن منـدّم
بــالعضّ تـدمى عنـده الأصـبع
ومـا عسـى تغنـي وقـد حشرجت
ندامـــةٌ ليســت إذاً تنفــع
يـا بُرقُـع الخلقـة واهاً لما
فيــك وآهـاً منـك يـا برقـع
قـد زاغـت الأبصـار فيما ترى
إذ فـات عنهـا سـرّك المـودع
وليـس فـي الإمكان عند النهى
أبــدعُ ممّــا خلــق المبـدع
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.