
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـل لنجلا نجلا أبـي اللمـع إني
عاشــقٌ نــور فجرهــا الوضـاح
هــو للعلــم خيـر فجـر تجلَـى
مســـتنيراً بأشـــهرِ الأوضــاع
وسـرير الأقلام فـي الطـرس منـه
كصــياح الــديوك فـي الأصـباح
كــم تصــفّحت فيـه مـن صـفحات
عطّرتنـــي بنشـــرها الفيــاح
فكـأني فـي النفس والطرس منها
نــاظر فــي بنفســج وأقــاحي
ثــم إنــي قــرأت فيـه لأسـما
كلمــــات بديعـــة الأفصـــاح
أيقظتنـا بهـا إلى أن في النو
م ارتياحــاً لنـا وأيّ ارتيـاح
صـدقتْ فـي الـذي تقـول ففحَـوى
قولهــا فـي غِنـىّ عـن الإيضـاح
حبّـذا النـوم فهـو للـروُح رَوْحٌ
مــن عنــاء الهمـوم والأتـراح
وهـــو تجديــد قــوةٍ ونشــاطٍ
لجســــــــــــوم روازح أطلاح
حبّـذا النـوم ترتقي النفس فيه
عالمــاً فــوق عــالم الأشـباح
تلفـون بـه إلـى الغيـب نُصـغي
وتلســــكوبنا إلــــى الأرواح
حبـذا النـوم إنـه شـَركٌ يمتـد
فــي الجســم لاصـطياد ارتيـاح
فهـو للنفـس من مراقي المعالي
وهـو للجسـم مـن دواعـي الصلاح
حبّـذا النـوم فهو كالزيت للروّ
ح بـــه تستضـــيء كالمصــباح
وهـو معِراجنـا إلـى أفْـق غيـبٍ
لـن تنـاهي أبعـاده والنـواحي
حبّــذا النـوم وأصـلاً بيـن حـيٍّ
ذي ثـــواءٍ ومّيـــت ذي بــراح
حبـذا النـوم جامعـاً بين معشو
ق مقيــم وعاشــق ذي انــتزاح
إن للنـوم لـذةً هـي فـي الأنفس
أشـــهى مـــن لــذّة الأفــراح
أدركتهـا النفوس بالفعل واستغ
نــت بإدراكهــا عــن الإيضـاح
أيهـا القـوم إن للنـوم سـلطا
نـــاً قويــاً لا يُتّقــى بســلاح
نافذَ الحكم والقضاء على الإنسا
ن فــي خزنــه وفــي الأفــراح
وعلـى الأسد وهي في الغاب تدأى
وعلـى الطيـر وهـي فـي الأدواح
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.