
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــتى تطلـق الأيـامُ حريـة الفكـر
فينشـط فيهـا العقل من عقلة الأسر
ويصــدع كــلّ بالحقيقــة ناطقــاً
ويـترك مـا لم يدر منها لمن يدري
أرانــا إذا رمنــا بيـان حقيقـة
عُزينـا معاذ الله فيها إلى الكفر
جهلنــا أشـدّ الجهـل آخـر عمرنـا
كمـا قـد جهلنـا قبلـه أوّل العمر
همـا سـاحلا بحـر مـن العيـش مائج
ففـي أيّ أمـر نحـن بينهمـا نجـري
ومـن أيـن جئنا أم إلى أين قصدُنا
وفــي أيّ ليـل مـن تشـككنا نسـري
كأنّــأ أتينــا والمعيشــة لجّــة
لنعبُـرَ والأعمـار جسـر إلـى القبر
ومــاذا وراء القـبر ممـا نريـده
وهل من مَدىً بعد العبور على الجسر
تســائلني نفســي وللمــوت صـولة
ألا هـل لكسـر المـوت ويحك من جبر
لعــلّ حيـاة المـرء ليـلٌ سـتنجلي
غيـاهبه مـن سـكرة المـوت بالفجر
فــإن كـان ذا حقـاً فـإن حياتنـا
كمـا قيـل ستر والردى كاشف الستر
وقـد قيـل إن الروح تبقى فهل لها
عـروج إلى الأعلى إلى الأنجم الزهر
وهـل تعـرف الجثمـان بعـد عروجها
فتمكـثَ منـه فـي السـماء على ذُكر
إذا أرضــنا كـانت سـماءً لغيرهـا
فمـا مـن عروج بل نزول إلى القعر
وهـل عرجـت أرواح مـن فـي عطـاردٍ
إلـى الأرض أم هذا الكلام من الهذر
خيــال بــه رحنــا نعلّـل أنفسـاً
هـز أن بـه لمـا رجعـن إلى الحجر
وشــبّه بــالنهر الحيــاةَ معاشـرٌ
فمنبعــه فـي رأيهـم قـدم الـدهر
ولكنّهـــم أعيــا عليهــم مصــبه
وإن رجمـوا بـالظن في منبع النهر
فيـا ليـت شـعري أيـن ينصبّ جارياً
أعـوداً لبـدء أم إلـى غايـة يجري
لعمـرك مـا هـذي الحياة وما الذي
يُـراد بنـا فيهـا من الخير والشر
نحلــول علمــاً بالحيــاة وإنّ ذا
منَـوط إلـى مـا ليـس يدرَك بالفكر
ونســلُك منهــا فـي مجاهـل قفـرة
فنخـرج مـن قفـر ونـدخل فـي قفـر
علـى أننـا نَمضـي إلـى أمـر ربنا
كمـا أننـا آتـون مـن ذلـك الأمـر
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.