
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لــو أسـكر الإنسـان باطـل أمـره
لــم تلــق غيــر معربِـد سـكران
لـو قـاس كـلّ فـتى سـواه بنفسـه
فيمــا أراد لمـا تعـادى اثنـان
لو أنصف الخصمان ما اصطاد الرُشا
أهـل القضـاء بمـا ادّعى الخصمان
لــو أخلـص الإنسـان فـي إحسـانه
لـم يـرجُ أن يجـزي علـى الإحسـان
لــو لــم يشــكّ بربّــه متفلسـفٌ
فـي الـدين لـم يحتـجّ بالبرهـان
لــو أن عقـل المـرء يغلـبِ حبّـه
للنفسـي لـن يلجـأ إلـى الأديـان
لــولا جمـود فـي الشـرائع مهلـك
لتغيّــــرت بتغّيــــر الأزمـــان
لو كان قصد الدين غير سعادة الدّ
نيــا لكــان الكفــر كالإيمــان
لـو أخلـص الرجـل التقـيّ بـدنيه
مــا كــان ذا طمـع بحـور جنـان
لا خيـر فـي تقوى امرئ لو لم يَخف
نـار الجحيـم للـجّ فـي العصـيان
لـو كـان أمـر الحـجٌ معقـولاً لما
كــان اســتلام القــوم للأركــان
لـو حكّـم العقـلَ الحجيـج بحجّهـم
أبَــوُ الطــواف بتلكـم الجـدران
لـو أخلـص الغـزّى بنُصـرة دينهـم
مــا حــلّ سـبي حـرائر النسـوان
كــذبت قريـش لـو تقـادم عهـدها
فـي المجـد مـا خـدعت أبا غبشان
لـو كان للشيطان معنى غير ما الْ
إنســان مــا آمنــت بالشــيطان
لـو يجعـل النـاس التعاون دأبهم
لتمتّعـــوا بســـعادة العمــران
لـــو أنّ أخلاق الرجــال تهــذّبت
لتكّشـــفت حُجُــب عــن النِســوان
ومحبّــة الأوطــان لولاهــا لمــا
عَــرف الأنــام عــداوة الأوطــان
لـو كـان خيـر في المجرّة لم يكن
فـــي الأرض شــرٌ دائم الغَلَيــان
لـو تَـمَّ فـي فلـك الثريّـا سعدها
لــم تُمــنَ بــالعَيوق والـدَّبَران
لـو لـم يكـن فزعـاً سهيل لم يبت
فــي أفقــه متتــابع الخفقــان
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.