
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجــدكِ يــا كــواكب لا تُرينـا
بيانـاً منـك يخبرنـا اليقينـا
كــأنّ العــالم العلــويّ سـفر
نطـــالعه ولســـنا مفصــحينا
نحــاول منـه إعـراب المعـاني
بتأويـــل فنرجـــع معجِمينــا
كــواكب فــي المجـرّة عائمـات
حكـت فـي بحـر فسحتها السفينا
سـرت زهـر النجـوم ومـا دراها
فلاســــفة مضـــت ومنجّمونـــا
شـموس فـي السـماء علـت وجلَـتَ
فظنّـوا فـي حقيقتهـا الظنونَـا
سـوابح فـي الفضـاء لهـا شؤون
ولمَــا يعلمـوا تلـك الشـؤونا
ومـا راتجفـت بجنـح الليل إلاّ
لتضــحك فيــه ممــا يزعمونـا
لعــلّ لهـا بهـذا الجـوّ شـأنا
ســوى مـا نحـن فيـه فرجّمونـا
تلــوح علــى الــدجى متلألئات
فتنهِــج فـي تلأُلئهـا العيونـا
وأنــي يــدرك الـرائي مـداها
وإن ألقــى لهـا نظـراً شـّفونا
تــوَدّ الغانيــات إذا رأتهــا
لـو انتظمـت لهـا عقـداً ثمينا
تقلّــده علــى اللّبــات منهـا
وتطــرح الدمالــج والبرينــا
ألكننـي يـا ضياء إلى الدَّراري
رســالة مسـهر فيهـا الجفونـا
لعلــك راجــع منهــا جوابــاً
يزيــل عَمايــة ة المتحيّرينـا
فقــل إنــي تحيـر فيـك فكـري
كــذاك تحيــر المتفكــر ونـا
فيـــا أم النجــوم وأنــتِ أمٌّ
أيولــد فيـكِ كـالأرض البنونـا
وهـل فيـكِ الحيـاة لهـا وجـود
فيمكــن للـردى بـكِ أن يكونـا
وهــل بـكِ مثـل هـذي الأرض أرض
وفيهـــا مثلنــا متخالفونــا
وهـل هـم مثلنـا خلُقـاً وخَلْقـاً
هنـــاك فيــأكلون ويشــربونا
وهـل هـم فـي الديانـة من خلاف
نصــارى أو يهــودُ ومســلمونا
وهـل طـابت حيـاة بنيـك عيشـاً
ففـــوق الأرض نحــن معــذّبونا
وهــل حُســبت بـك الأيـام حـتى
تــألف مـن تعاقُبِهـا السـنونا
وهـل بـالموت نحـن إذا خرجنـا
عــن الأجســاد نحـوك مرتقونـا
فتبقـــى عنــدك الأرواح مِنّــا
تصــان فلا تــرى جنفـاً وهونـا
فــأجب بــالمنون إذاً واحبــب
بهــا إن كـان سـلَمك المنونـا
أبِينــي مــا وراءك يـا دراري
فنحــن نخــاله بعــداً شـطونا
قـد اتّسـع الفضـاء لـكِ اتساعاً
فهــل أبعــاده بــكِ ينتهينـا
وصــّغَّرَكِ ابتعــادك فيــه حـتى
إليــك استشــرف المتشــوّفونا
فهــل كــان ابتعـادك مـن دلال
علينــا أم بعــدت لتخــدعينا
خوالـد فـي فضـائك أنـتِ أم قد
يحــل بــك الفنـاء فتـذهبينا
وقــالوا مــا لعـدّتكِ انتهـاءٌ
فهل صدقوا أو ارتكبوا المجونا
وقـالوا الأرض بنتـك غيـرَ ميـن
فهــل أبنــاء بنتـك يصـدقونا
وقــالوا إن والــدك المُفَــدى
أثيـرٌ فـي الفضاء أبي السكونا
ترصــّدك الأنــام ومــا أتانـا
بعلـــمِ كيانــك المترصــّدونا
فهرشــل مــا شـفى منـا غليلاً
ولا غاليــل أنبأنــا اليقينـا
وكبلـر قـد هـدى أو كـاد لمـا
أبانــك يــا نجـوم تجاذبينـا
إلـى كـم نحـن نلبـس فيك لَبْساً
ومــن جــرّاكِ نــدرّع الظنونـا
لعـلَ النجـمَ فـي إحدى الليالي
ســيبَعث للــورى نـوراً مبينـا
تقــوم لــه الهواتــف قـائلاتٍ
خذوا عَنى النهى ودعوا الجنونا
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.