
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمــا آن أن يَغْشـى البلاد سـُعُودها
ويـذهبَ عـن هـذي النيـام هُجُودهـا
مـتى يتـأتَّى فـي القلوب انتباهها
فَينْجــاب عنهــا رَيْنُهـا وجمودهـا
أمــا أســدٌ يَحمــي البلاد غَضـَنْفَر
فقـد عـاث فيهـا بالمظـالم سِيدها
بـرئت إلـى الأحـرار مـن شـرّ أمّـةٍ
أســـيرةِ حكــام ثِقــالٍ قُيودهــا
سـقى اللـه أرضاً أمْحَلت من أمانها
وقــد كــان رُوّاد الأمـان تَرودهـا
جـرى الجـور منهـا فـي بلاد وسيعة
فضـاقت علـى الأحـرار ذَرْعاً حدودها
عجبـــت لقــوم يخضــعون لدولــة
يسوســـهم بالمُوبِقـــات عميــدها
وأعجــب مــن ذا أنهـم يَرْهبونهـا
وأموالهــا منهـم ومنهـم جنودهـا
إذا وُلَيِــت أمـر العبـاد طُغاتُهـا
وسـاد علـى القـوم السَراةِ مَسُودها
وأصـبح حُـرُّ النفـس فـي كـل وِجهـة
يُــرَدّ مُهانــاً عـن سـبيل يُريـدها
وصـارت لئام النـاس تعلـو كرامها
وعـاب لبيـداً فـي النشـيد بليدها
فمـا أنـت إلاّ أيهـا المـوت نعمـةٌ
يعِــزّ علـى أهـل الحِفـاظ جُحودهـا
ألا إنمــا خرّيــة العيــش غــادة
مُنــى كــل نفـس وصـلها ووفودهـا
يُضــيء دُجُنّــات الحيــاة جبينهـا
وتبـدو المعـالي حيـث أتْلِع جيدها
لقـد واصـلت قومـاً وخلّـت وراءهـا
إناسـاً تَمَنّـى المـوت لـولا وُعودها
وقـد مَرِصـت أرواحنـا في انتظارها
فمـا ضـرّها والهفتـا لـو تعودهـا
بنــي وطنـي مـالي أراكـم صـبرتم
علـى نُـوَب أعيـا الحُصـاةَ عديـدها
أمــا آدكــم حَمـل الهـوان فـإنه
إذا حُمّلَتْــه الراســيات يؤودهــا
قعدتم عن السعي المؤدّي إلى العلا
علـى حيـن يُـزري بالرجـال قُعودها
ولـم تأخـذوا للأمـر يومـاً عَتـاده
فجـاءت أمـور سـاء فيكـم عَتيـدها
ألـم تَـرَوُا الأقـوام بالسـعي خَلَّدت
مــآثر يستقصــي الزمـان خلودهـا
وسـاروا كرامـاً رافلين إلى العلا
بــأثواب عـزّ ليـس يبْلـى جديـدها
قـد اسـْتَحْوَذَت يـا لَلخسـار عليكـم
شـياطين إنْـس صـال فيكـم مرَيـدها
ومــا اتّقـدت نـار الحّميـة منكـم
لفقــد اتحــاد فاسـتطال خُمُودهـا
ولـولا اتحـاد العُنصـُرَيْن لمـا غدا
مـن النار يَذْكوا لو علمتم وَقودها
إذا جاهــل منكـم مشـى نحـو سـُبَّةٍ
مشـى جمعكـم مـن غيـر قصد يُريدها
كــأنكم المِعــزى تهـاوَيْن عنـدما
نـزا فنـزت فـوق الجبـال عَتُودهـا
وماثَلَّــة قــد أهملتهــا رُعاتهـا
بمأســدة جــاعت لعشــرٍ أســودها
فبــاتت ولا راع يحــامي مراحهــا
فــرائس بيــن الضـاربات تُبيـدها
بأضــيعَ منكــم حيــث لاذو شـهامة
يــذبّ الرزايــا عنكــم ويـذودها
أتطمـع هـذي الناس أن تبلغ المُنى
ولـم تُـورَ فـي يوم الصدام زُنودها
فهـل لمَعَـت فـي الجـوّ شـعلة بارق
ومـا ارتجسـت بيـن الغيوم رعودها
وأدخِنـة النيـران لـولا اشـتعالها
لـم تـمّ فـي هـذا الفضـاء صعودها
وإن ميــاه الأرض تَعْــذُب مـا جـرت
ويُفْســدها فــوق الصـعيد ركودهـا
ومـن رام فـي سـوق المعالي تجارة
فليـس سـوى بيـض المسـاعي نقودها
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.