
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــكايةُ قلــب بالأســى نــابض العـرق
إلــى قـائم الدسـتور والعـدل والحـق
ملـــوك علـــى كــل الملــوك ثلاثــة
لها الحكم دون الناس في الفتق والرتق
وأقســـم إِنّـــي لا أكـــون لغيرهـــا
مطيعــاً ولـو مـن أجلهـا ضـُربَت عُنقـي
فهــل أيهــا الدســتور تسـمع شـاكياً
بـك اليـوم يرجـو أن يـرى نهضة الشرق
لقــد جئت مــن أفـق الصـوارم طالعـاً
علينـا طلـوع الشـمس مـن منتهـى الأفق
فصـــادفت منـــا أمــة قــد تعشــقت
لقــاءك حــتى جــاوزت مبلــغ العِشـق
ولــم نُبــدِ عُنفــاً حيــن جئت وإنمـا
هتفنــا جميعــاً بالوفــاق وبــالرفق
وظلنــا نرجّــي منــك للخــرق راقعـاً
ولكــن تراخــى الأمــر مُتّســع الخـرق
بـك اليـوم أشـقانا الأُلـى أنـت مُسـعِد
لـــديهم فيــالَلَه للمســعد المشــقي
نــراك بأيــديهم علــى الخلــق حجـةً
وأنــت عليهــم حجــة لا علــى الخلـق
قـد اسـتأثروا بـالحكم وارتزقـوا بـه
وسـَدُّوا علـى مَـن حـولهم منبـع الـرزق
كأنّــا لهــم شــاءٌ فهــم يحلبوننــا
وكــم مَخضــُوا أوطاننــا مخضـة الـزق
وهـم يأخـذون الزُبـد مـن بعـد مخضـها
ولـم يـتركوا للسـاكنيها سـوى المَـذْق
أترضــى بــأن تختــصّ بـالحكم معشـراً
وتصـــبح للبـــاقين حــبراً علــى رَق
وهــم يريـدون الصـفو منـك ولـم نَـرد
ســوى نغبــة مـن بعـض سـؤرهم الرَنْـق
فمـــا نحـــن إلا كالظمـــاء وإنهــم
كســاقٍ يُرينـا المـاء عَـذباً ولا يسـقي
ألــم تــر أنـا طـول عهـدك لـم نقـم
نسـابق أهـل المجـد فـي حَلْبَـة السـبق
ولــم نــكُ نــدري لاهتضــام حقوقنــا
أنحــن مــن الأحــرار أم نحـن فـي رِق
ولــــم نســــتفد إلا ســــقوط وِزارة
وتــأليف أخــرى مثــل تلــك بلا فـرق
ومــا ضـرّهم لـو أسـقطوا نهـج سـَيرهم
وســاروا بمنهــاج التبصــُّر والحِــذق
ألــم يُبصــروا للعــدل غيـر طريقهـم
فــإن طريـق العـدل مـن أوضـح الطـرق
ومـــاذا عســـى يجــدي ســقوط وزارة
إذا لـم تقـم أخـرى على العدل والصدق
مضــى كامـل مـن قبـل حلمـي وإن جـرى
كمــا جــر يــا حقــي فمثلهمـا حقـي
ومــا الهّــم عنــدي بالــذي ذكرتــه
وإن كـان يشـجيني ويـدعو إلـى الزَعْـق
ولكـــن وراء الســـتر كـــفٌ حفيّـــة
تزحـزح مـن شـاءت عـن الأمـر أو تبقـي
ولـــولا يـــدٌ شــدت لســاني بنعســةٍ
لبُحــت بســرِّ كالشــجا هـو فـي حَلقـي
فيـا أيهـا الدسـتور فـاقض بمـا تـرى
وأبــرق ولكــن لا تكــن خلــب الـبرق
ولســنا نريــد اليــوم حكمـاً عليهـم
ولكــن ننــاديهم ونــدعو إلـى الحـق
تعــالوا إلــى أمــر نسـاويه بيننـا
وبينكــمُ فــي الجِـلّ منـه وفـي الـدِق
فــإن فعلــوا هـذا فيـا مرحبـاً بهـم
وإلا فيــا ســُحق المعانــد مِــن سـحق
ســنطلب هــذا الحـق بالسـيف والقنـا
وشـــَِيب وشـــبان علـــى ضــُمَّر بُلــق
بكــلّ ابــن حــرب كلمــا شــدّ هّزهـا
بعــزم مــن الســيف المهنــد مشــتق
تــراه إذا مــا عبّــس المــوت وجهـه
بــوجهٍ يلاقــي المــوت مبتســم طَلْــق
مـن العـرب مطبـوع الطبـاع على العلا
بـديع معـاني الحسـن في الخَلق والخُلق
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.