
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـر فـي حياتـك سير نابه
ولُــم الزمـان ولا تُحـابه
وإذا حللــــتَ بمــــوطنٍ
فاجعـل محلّـك فـي هضـابه
واخــتر لنفســك منــزلاً
تهفـو النجـوم على قِبابه
ورُم العَلاء مخـــــــاطراً
فيمـا تحـاول مـن لُبـابه
فالمجـــد ليــس ينــاله
إلا المخــاطر فــي طِلابـه
وإذا يخاطبــــــك اللئي
مُ فصـُمَّ سـمعك عـن خطـابه
وإذا انــبرى لـك شـاتماً
فاربـأ بنفسـك عـن جوابه
فـــالروض ليــس يَضــيره
مـا قـد يطنطـن من ذبابه
ولَـــرُبّ ذئب قـــد أتــا
ك مـن ابـن آدم في اهابه
مـا امتـاز قـطّ عن ابن آ
وى شخصــه بســوى ثيـابه
وإذا ظفــرت بـذى الوفـا
ء فحُـطّ رحلـك فـي رحـابه
فــأخوك مَـن إن غـاب عَـنْ
ك رعـى وِدادك فـي غيـابه
وإذا أصــابك مــا يَســُو
ءُ مُصـــابك مــن مصــابه
وتــراه يَيْجَــح إن شــكو
ت كـأنّ مـا بـك بعض مابه
يــا قــوم هَــرِم الزمـا
ن مـن التمادي في انقلابه
فلــذاك عنــد الهــاجرا
ت يَسـيل شـيء مـن لعـابه
مــا زال مــن خَــرَف بـه
للنـاس يهـذر فـي كـذابه
يـــأتي بكـــل عجيبـــة
تدعو اللبيب إلى ارتيابه
والنــاس فــي عطـش تسـي
رُ إلـى ارتـواء من سرابه
فمـتى يجـود لنـا الزمـا
ن ولـو بَمْـذقٍ مـن وطـابه
وإلــى مــتى هــو سـاتر
وجـه الحقيقـة فـي ضَبابه
يتلــو بصــَرف الحادثــا
ت لنـا فصـولاً مـن كتـابه
كــــم يـــدّعي وطنيـــةً
مـن لـم تكـن مـرّت ببابه
فـــتراه يَنفَـــح لاغيــاً
فيهـا وينفُـخ فـي جِرابـه
ليكـــون مكتســباً بهــا
مـالاً تهالـك فـي اكتسابه
فكأنمـــا هـــو صـــائد
وكأنمــا هــي مـن كلابـه
وتــراه يرمــي المخلصـي
ن بكــل سـهم مـن جِعـابه
ويَعيــب قومــاً بالخيــا
نـة والخيانـة بعـض عابه
لا بـــدّ للــوطن العــزي
ز مـن المسـتكّن لاضـطرابه
مــن مجلــس للشــعب يـن
ظــر بالتأمّـل فـي مـآبه
وينـــوب عـــن أبنــاّئه
إن صــادقوه علـى منـابه
حتّــى تــرى أمــر البلا
د بـه يعـود إلـى نصـابه
أبهـــت حكومتنـــا لــهِ
والشــعب ليـس لـه بـآبه
أتــرى الحكومــة تبتغـي
ه ونحـن نعـرض عـن طلابـه
هــذا لعمــر أبيــك مـا
يدعو الحليم إلى انتحابه
هلا يقــــول القاعــــدو
ن مسـارعين إلـى انتخابه
كــي ينقـذ الـوطن الـذي
صـرف الومـان لـه بنـابه
وغـــدا يهــدد بــالبوا
ر بنيـه بـورٌ فـي ترابـه
إن لـم يكن تكونوا مدركي
ه فلا محالــة مـن خرابـه
آب المســــافرُ للـــديا
ر علـى اضـطرار في إيابه
لــو كــان يَجْمــح للإيـا
ب لمـا تعجّـل فـي ذهـابه
قـد كـان يمـرح في التغرُّ
ب بالحفــاوة مـن صـِحابه
لا تَعَجبـــــنّ لخامـــــل
لبِـس النباهة في اغترابه
فالســيف أحسـن مـا يكـو
ن إذا تجــرّد مـن قِرابـه
أمــا العــراق فـإن لـي
كـل الرجـاء بأُسـد غـابه
ينجــاب يأســي بالرجــا
ء إذا نظـرتُ إلـى شـبابه
مـن كل من هو في ظلام الل
يــل أضــوأ مــن شـهابه
لمـــع الــذكاء بــوجهه
كـالبرق يلمـع فـي سحابه
يــا مــن زكـت أحسـابهم
فــأتوا بــأخلاق نــوابه
ووجــــوههم بــــالنَيِّرا
ت مـن النجـوم لها مَشابه
إنـــي لأشـــكر فضـــلكم
شـكر المُثـاب علـى ثوابه
كـــالروض يشـــكر وابلاً
حيّــا الأزاهـر بانسـكابه
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.