
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وأن أصــدق بــرق أنــت شــائمه
بـرق تنسـَّم عنـه الصـارم الخَـذِم
واخصــب الأرض أرض لا تَســحّ بهــا
إلا مـن النَقـع في يوم الوغى دِيم
مـن كـان يُكـذبني أن الحياة مُنىً
فليــس يكــذبني إن الحيــاة دم
وإنــه فــي كلا حــالَيُه منبعهـا
يدور في الجسم أو في الأرض ينسجم
وإنــه وهــو فــوق الأرض منتثِـر
كمثلـه وهـو تحـت الجـوف منتظـم
إنـي أرى المجـد في الأيام قاطبة
إلـى عـبيط دم المحَيـا بـه قَـرَم
فالمجـد يَنبُـت حيـث العلم منتشِر
مـن حيـث تعـترك الأبطـال والبُهم
والمجـد أعطى الضُبى ميثاق معترف
أن ليــس يضــحك إلا حيـن تبتسـم
فَلْيـذهب اليـأس عنّـي خاسئاً أبداً
إنـي بحبـل رجـائي اليـوم معتصم
وَلســت ممَــن إذا يسـعى لحادثـة
يســعى وأرجلــه بـالخوف تصـطدم
لا تســـأمَنّ إذا حــاولت منزلــةً
فيهـا يـرِفّ عليـك المجـد والكرم
فــالعيش تستبشـع الأذواق مطعمـه
إذا تســرّب فــي أثنـائه السـأم
وكــن صــَليباً إذا عضـتك حادثـةٌ
تَعَــضّ منــك بعُــود ليـس ينعجـم
إن الحِصال التي تسمو الحياة بها
عــزم وحــزم وإقــدام ومقتحــم
لا يكسـب النفـس ما ترجوه من شرف
إلا الإبــاء وإلا العــز والشــمم
لا يُؤســـنَّك إن الحـــرّ محتقَـــر
عنــد اللئام وإن الوَغـد محتَـرَم
فالعقـل يتهـم الدهر المسيء بذا
ومــا يعيبــك أن الــدهر متهـم
هـذي ملامتكـم يـا قـوم فاستمعوا
منهـا إلـى كَلِـم فـي طيهـا حِكَـم
قـد أنشـد الشـعر تعريضاً بسامعه
فهـل وعـى ما أردت السامع الفَهِم
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي.شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب.ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها.وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني.ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني.وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد.وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد.له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط)(محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.