
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَرَقَتْـكَ زَيْنَـبُ بَعْدَمَا طَالَ الْكَرَى
دُونَ الْمَدِينَــةِ غَيْـرَ ذِي أَصـْحَابِ
إِلاَّ عِلاَفِيّـــاً وَســـَيْفاً مُلْطَفــاً
وضـــِبِرَّةً وَجْنَـــاءَ ذَاتَ هِبَــابِ
طَرَقَتْ وَقَدْ شَحَطَ الفُؤادُ عَنِ الصِّبَا
وَأَتَـى المَشـِيبُ فَحَالَ دُونَ شَبَابِي
طَرَقَــتْ بِرَيَّــا رَوْضــَة وَســمِيَّة
غَــرِدٍ بِــذَابِلِهَا غِنَــاءُ ذَبَـابِ
بِقَـــرَارَةٍ مُتَرَاكِـــبٍ خَطْمِيُّهَــا
وَالْمِســـْكُ خَالَطَهَــا ذَكِــيُّ مَلاَبِ
خَـــوْدٌ مُنَعَّمَــةٌ كَــأنَّ خِلاَفَهــا
وَهْنـاً إِذَا فُـرِرَتْ إلَـى الْجِلْبَابِ
دِعْصـَا نَقـاَ رَفَـدَ الْعَجَاجُ تُرَابَهُ
حُـــرٍّ صــَبِيحَةَ دِيمَــةٍ وذِهَــابِ
قَفْــرٍ أَحَـاطَ بِـهِ غَـوَارِبُ رَمْلَـةٍ
تَثْنِــي النِّعَـاجَ فُرُوعُهُـنَّ صـِعَابِ
وَلَقَـدْ أَرَانَـا لاَ يَشـِيعُ حَـدِيثُنَا
فِـي الْأَقْرَبِيـنَ وَلَا إِلَـى الْأَجْنَـابِ
وَلَقَـدْ نَعِيـشُ وَوَاشـِيانَا بَيْنَنَـا
صــِلْفَانِ وَهْــيَ غَرِيـزَةُ الْأَتْـرَابِ
إِذْ نَحْـنُ مُحْتَفِظَـانِ عَيْـنَ عَـدُوِّنَا
فِــي رَيِّــقٍ مِــنْ غِــرَّةٍ وَشـَبَابِ
تَبْــدُو لِغِرَّتنَـا وَيَخْفَـى شَخْصـُهَا
كَطُلُـوعِ قَـرْنِ الشـَّمْسِ بَعْـدَ ضَبَابِ
تَبْـدُو إِذَا غَفَـلَ الرَّقِيبُ وَزَايَلَتْ
عَيْــنُ الْمُحِــبِّ دُونَ كُــلِّ حِجَـابِ
لَفَظَــتْ كُبَيْشـَةُ قَـوْلَ شـَكٍّ كَـاذِبٍ
مِنْهَـا وَبعْـضُ القَـوْلِ غَيْـرُ صَوَابِ
قَـــوْمِي فَهَلاَّ تَســْأَلِينَ بِعِزِّهِــمْ
إذْ كَــانَ قَوْمُـكِ مَوْضـِعَ الْأَذْنَـابِ
مُضـَرُ الَّـتي لاَ يُسـْتَبَاحُ حَرِيمُهَـا
وَالْآخِـــذُونَ نَوَافِـــلَ الْأَنْهَــابِ
وَالْحَــائِطُونَ فَلاَ يُـرَامُ ذِمَـارُهُمْ
وَالحَــافِظُونَ مَعَاقِــدَ الأَحْســَابِ
مَـا بَيْـنَ حِمْـصَ وَحضـْرَمَوْتَ نَحُوطُهُ
بِســُيُوفِنَا مِــنْ مَنْهَــلٍ وَتُـرَابِ
فِـي كُـلِّ ذلِـكَ يَـا كُبَيْشَ بُيُوتُنَا
حِلَــقُ الْحُلُـولِ ثَـوَابِتَ الْأَطْنَـابِ
آطَــامُ طِيــنٍ شــَيَّدَتْهَا فَــارِسٌ
عِنْــدَ الســُّيُوحِ رَوَافِـدٍ وقِبَـابِ
نَرْمِـي النَّوَابِـحَ كُلَّمَا ظَهَرَتْ لَنَا
وَالْحَــقُّ يَعْرِفُــهُ ذَوُو الْأَلْبَــابِ
بِكِتَــائِبٍ رُدُحٍ تَخَــالُ زُهَاءَهَــا
كَالشــِّعْبِ أَصـْبَحَ حَـاجِراً بِضـَنَابِ
وَالزَّاعِبِيَّــةِ رُذَّمــاً أَطْرَافُهَــا
وَالْخَيْـل قَـدْ طُـوِيَتْ إلَـى الْأَصْلاَبِ
مُتَســَرْبِلاَتٍ فِـي الْحَدِيـدِ تَكُفُّهَـا
شــــَقِّيَّةٌ يُقْرَعْـــنَ بِالْأَنْيَـــابِ
مُتَفَضـــِّخَاتٍ بِــالْحَمِيمِ كَأّنَّمَــا
نُضــِحَتْ لُبُــودُ سـُرُوجِهَا بِـذِنَابِ
حُـــوٍّ وَشـــُقْرٍ قــرَّحٍ مَلْبُونَــةٍ
جُلُــحٍ مُبَــرِّزَةِ النِّجَــارِ عِـرَابِ
مِــنْ كُـلِّ شـَوْحَطَةٍ رَفِيـعٍ صـَدْرُهَا
شـــَقَّاءَ تَســـْبِقُ رَجْعَــةَ الْكَلاَّبِ
وَكُـــلِّ أَقْــوَدَ أَعْــوَجِيٍّ ســَابِحٍ
عَبْــلِ الْمُقَلَّــدِ لاَحِــقِ الْأَقْـرَابِ
يَقِــصُ الـذُّبَابَ بِطَرْفِـهِ وَنثِيـرِهِ
وَيُثِيـرُ نَقْعـاً فِـي ذُرَى الْأَظْـرَابِ
وَســُلاَحِ كُــلِّ أَشــَمَّ شـَهْمٍ رَابِـطٍ
عِنْــدَ الْحِفَــاظِ مُقْلِّـصِ الْأَثْـوَابِ
بِالْمَشـْرَفيِّة كُلَّمَـا صـَالُوا بِهَـا
قَطَعَــتْ عِظَــامَ ســَوَاعِدٍ ورِقَـابِ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.