
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلِ الْقَلْـبُ عَـنْ دَهْمَاءَ سَالٍ فَمُسْمِحُ
وَتَــارِكُهُ مِنْهَـا الْخَيَـالُ الْمُبَـرِّحُ
وَزَاجِـرُهُ الْيَـوْمَ الْمَشـِيبُ فَقَدْ بَدَا
بَرَأْســِيَ شــَيْبُ الْكَبْـرَةِ الْمُتَوَضـِّحُ
لَقَـدْ طَالَ مَا أَخْفَيْتُ حُبَّكِ فِي الْحَشَا
وَفِـي الْقَلْبِ حَتَّى كَادَ بِالْقَلْبِ يَجْرَحُ
قِــدِيماً وَلَـمْ يَعْلَـمْ بِـذَلِكَ عَـالِمٌ
وَإِنْ كَــانَ مَوْثُوقــاً يَـوَدُّ وَيَنْصـَحُ
فَــرُدِّي فُـؤَادِي أَوْ أَثِيبِـي ثَـوَابَهُ
فَقَـدْ يَمْلِـكُ الْمَـرْءُ الْكَرِيمُ فَيُسْجِحُ
ســَبَتْكَ بِمَأْشــُورِ الثَّنَايَـا كَـأَنَّهُ
أَقَـاحِي غَـدَاةٍ بَـاتَ بِالـدَّجْنِ يُنْضَحُ
لِيَــالِيَ دَهْمَــاءُ الْفُـؤَادِ كَأَنَّهَـا
مَهَــاةٌ تَرَعَّــى بِــالْفُقَيَّيْنِ مُرْشـِحُ
تَرَعَّــى جَنَابـاً طَيِّبـاً ثُـمَّ تَنْتَحِـي
لِأَعْيَـطَ مِـنْ أَقْرَابِـهِ الْمِسـْكُ يَنْفَـحُ
وَلَـوْ كَلَّمَـتْ دَهْمَـاءُ أَخْـرَسَ كَاظِمـاً
لَبَيَّــنَ بِـالتَّكْلِيمِ أَوْ كَـادَ يُفْصـِحُ
سـِرَاجُ الـدُّجَى يَشْفِي السَّقْيمَ كَلاَمُهَا
تُبَـلُّ بِهَـا الْعَيْـنُ الطَّرِيـفُ فَتُنْجِحُ
كَـأَنَّ عَلَـى فِيهَـا جَنَـى رِيـقُ نَحْلَةٍ
يُبَــاكِرُهُ سـَارٍ مِـنَ الثَّلْـجِ أَمْلَـحُ
يُطِيـرُ غُثَـاءَ الـدِّمْنِ عَنْـهُ فَيَنْتَفِي
بِبِيشـــَةَ عَـــرْضٌ ســَيْلُهُ مُتَبَطِّــحُ
كـأَنَّ صـَرِيعَ الْأَثْـلِ وَالطَّلْـحِ وَسـْطَهُ
بَخَـــاتِيُّ جُــونٌ ســَاقَهَا مُتَرِّبــحُ
وَخَوْقَــاءَ جَـرْدَاءِ الْمَسـَارِحِ هَوْجَـلٍ
بِهَـا لِاسـْتِدَاءِ الشَّعْشـَعَانَاتِ مَسـْبَحُ
يُبَكِّي بِهَا الْبُومُ الصَّدَى مِثْلَمَا بَكَى
مَثَاكِيــلُ يَفْرِيــنَ الْمَـدَارِعَ نُـوْحُ
كَـأَنَّ عَسـَاقِيلَ الضـُّحَى فِـي صِمَادِهَا
إِذَا ذُبْـنَ ضـَحْلُ الدِّيمَـةِ الْمُتَضَحْضِحُ
قَطَعْـتُ إِذَا لَـمْ يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرَى
وَلَا السـَّيْرَ رَاعِـي الثَّلَّـةِ الْمُتَصَبِّحُ
عَلَــى ذَاتِ إِســَآدٍ كَــأَنَّ ضـُلُوعَهَا
وَأَلْوَاحَهَـا الْعُلْيَا السَّقِيفُ الْمُشَبَّحُ
جُمَالِيَّــةٍ يُلْــوِي بِفَضــْلِ زِمَامِهَـا
تِلِيــلٌ إِذَا نِيــطَ الْأَزِمَّــةُ شـَرْمَحُ
فَقُــلْ لِلِّــذِي يَبْغِـي عَلـيَّ بِقَـوْمِهِ
أَجْـدّاً تَقُـولُ الْحَـقَّ أَمْ أَنْـتَ تَمْزَحُ
بنَـو عَـامِرٍ قَـوْمِي وَمَـنْ يَـكُ قَوْمُهُ
كَقَــوْمِي يَكُــنْ فِيهِـمْ لَـهُ مُنَتَـدَّحُ
هِلَالٌ وَمَــا تَمْنَــعْ هِلَالُ بْـنُ عَـامِرٍ
فَمِـنْ دُونِـهِ مُـرٌّ مِـنَ الْمَـوْتِ أَصْبَحُ
رِجَــالٌ يُــرَوُّونَ الرِّمَـاحَ وَتَحْتَهُـمْ
عَنَاجِيــجُ مِــنْ أَوْلَادِ أَعْــوَجَ قُـرَّحُ
هُـمُ حَـيُّ ذِي الْبُرْدَيْـنِ لَا حَيَّ مِثْلُهُمْ
إِذَا أَصـْبَحَتْ شـَهْبَاءُ بِالثَّلْـجِ تَنْضَحُ
وَحَــيُّ نُمَيْــرٍ إِنْ دَعَــوْتُ أَجَـابَنِي
كِــرَامٌ إِذَا شـُلَّ السـَّعَامُ الْمُصـَبَّحُ
لِأَســْيَافِهِمْ فِــي كُـلِّ يَـوْمِ كَرِيهَـةٍ
خَــذَارِيفُ هَــامٍ أَوْ مَعَاصــِمُ سـُنَّحُ
وَفِـي الْغُـرِّ مِـنْ فَرْعَيْ رَبِيعِةٍ عَامِرٍ
عَدِيـدُ الْحَصـَى وَالسـُّؤْدُدُ الْمُتَبَحْبِحُ
هُـمُ مَلَـؤُوا نَجْـداً وَمِنْهُـمْ عَسـَاكِرٌ
تَظَــلُّ بِهَــا أَرْضُ الْخَلِيفَـةِ تَدْلَـحُ
وَهُـمْ مَلَكُـوا مَـا بَيْـنَ هَضْبَةِ يَذْبُلٍ
وَنَجْـرَانَ هَـلْ فِـي ذَاكَ مَرْعىً وَمَسْرَحُ
وَشــُبَّانُنَا مِثْـلُ الْكُهُـولِ وَكَهْلُنَـا
إِذَا شـَابَ قِنْعَـاسٌ مِـنَ الْقَوْمِ أَجْلَحُ
تَحَــاكَمُ أَفْنَــاءُ الْعَشـِيرَةِ عِنْـدَهُ
كَثِيـراً فَيُعْطِيهَـا الْجَزِيـلَ وَيَجْـزَحُ
لَنَـا حُجُـرَاتٌ تَنْتَهِـي الْحَاجُ عِنْدَهَا
وَصـُهْبٌ عَلَـى أَثْبَاجِهَـا الْمَيْـسُ طُلَّحُ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.