
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا دَارَ كَبْشـَةَ تِلْكَ لَمْ تَتَغَيَّرِ
بِجُنُـوبِ ذِي خشـُبٍ فَحَـزْمِ عَصَنْصَرِ
فَجُنُـوبِ عَـرْوَى فَالْقِهَادِ غَشِتُهَا
وَهْنـاً فَهَيَّجَ لِي الدُّمُوعَ تَذَكُّرِي
تَمْشـِي بِهَا حِزَقُ النَّعَامِ كَأَنَّهَا
بُعْــرَانُ كَلاَّءٍ يَلُحْــنَ بِأَيْصــَرِ
وَقَلُـوصِ مَأْرُبَـةٍ بَغَيْـتُ هِبَابَهَا
فِـي مَوْرِدٍ نَائِي الْمَوَارِدِ مَصْدَرِ
عَمِـلٍ قَوَائِمُهَـا عَلَـى مُتَقَعْقِـعٍ
عَكِـصِ الْمَرَاتِـبِ خَـارِجٍ مُنَتَشـِّرِ
وَرَدَتْ وَقَدْ بَلَغَ الْفِتَانُ وَضِينَهَا
غَلَسـاً وَلَـمْ تُوْصـِلْ وَلَمْ تَتَهَجَّرِ
قُلُبَـاً مُنَكـزَةً جَـوَائِزُ عَرْشـِهَا
تَنْفِــي الـدِّلَاءَ بِـآجَنٍ مُتَمَـذِّرِ
جُوفـاً إِذَا نُهِـزَتْ تَرَنَّمَ جُولَهَا
كَتَرَنُّـمِ المَكُّـوكِ عِنْـدَ المِزْهَرِ
فَتَــزَاوَرَتْ مِـنْ طَيِّـه وحِيَاضـِهِ
وَنَقِـيِّ خِيـمٍ كَالنِّسـَاءِ الْحُسـَّرِ
عَبَّـتْ بِمِشـْفَرِهَا وَفَضـْلِ زِمَامِهَا
فِـي فَضـْلَةٍ مِـنْ مَاصـِعٍ مُتَكَـدِّرِ
فَبَعَثْتُهَـا تَقِصُ الْمَقَاصِرِ بَعْدَمَا
كَرَبَـتْ حَيَـاةُ النَّـارِ لِلْمُتَنَوِّرِ
قَبَّـاءُُ قَـدْ لَحِقَـتْ خَسِيسَةُ سِنِّهَا
وَاسْتُعْرِضـَتْ بِبَضـِيعِهَا الْمُتَبَتِّرِ
وَكَـأَنَّ نَابَيْهَـا بِـأَخْطَبِ ضـَالَةٍ
مُسـْتَنْقِعَانِ عَلَـى فُضُولِ الْمِشْفَرِ
وَكَـأَنَّ رَحْلِـيَ فَـوْقَ أَحْقَبَ قَارِحٍ
يَحْـدُو سـَلَائِبَ مِـنْ بَنَاتِ الْأَخْدَرِ
لَمْ يَعْدُ أَنْ فَتَقَ النَّهِيقُ لَهَاتَهُ
وَرَأَيْـتُ قَـارِحَهُ كَلَـزِّ الْمِجْمَـرِ
مُسـْتَنْتِلٍ هُلْـبَ الْعَسـِيبِ خِلاَفَـهُ
وَخِلاَفَهَـا كَلَقَى الْخَلِيفِ الْمُعْصِرِ
يَعْدُو مَنَاطَ الْكِفْلِ مِنْ جَنَبَاتِهَا
لَا مُعْجَــلٍ رَهَقــاً وَلَا مُتَــأَخِّرِ
جَــارٍ بِجَحْفَلَـةٍ يَمُـجُّ لُفَاظَهَـا
سـُمُطٍ كَمَكُّـوكِ النَّصَارَى الْمُصْفَرِ
تَكْسـُو سـَنَابِكُهَا شـُكُولَ لَبَانِهِ
نَقْعَـاً كَـأَنَّ بِهَـا دَوَاخِنَ مُخْدِرِ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.