
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَـمْ تَـرَ أَنَّ الْقَلْبَ ثَابَ وَأَبْصَرَا
وَجَلَّـى عَمَايَـاتِ الشـَّبَابِ وَأَقْصَرَا
وَبُـدِّلَ حِلَمـاً بَعْـدَ جَهْلٍ وَمَنْ يَعِشْ
يُجَـرِّبْ وَيُبْصـِرْ شـَأْنَهُ إِنْ تَفَكَّـرَا
أَبَى الْقَلْبُ إِلَّا ذِكْرَ دَهْمَاءَ بَعْدَمَا
غَنِينَـا وَأَضـْحَى حَبْلُهَا قَدْ تَبَتَّرَا
وَكُنَّـا اجْتَنَيْنَـا مَرَّةً ثَمَرَ الصِّبَا
فَلَـمْ يُبْـقِ مِنْهُ الدَّهْرُ إلَّا تَذَكُّرَا
وَعَمْـداً تَصـَدَّتْ يَوْمَ شَاكِلَةِ الْحِمَى
لِتَنْكَـأَ قَلْبـاً قَـدْ صـَحَا وَتَوَقَّرَا
عَشـِيَّةَ أَبْـدَتْ جِيـدَ أَدْمَـاءَ مُغْزِلٍ
وَطَرْفــاً يُرِيــكَ الْحُسـْنَ أَحْـوَرَا
وَأَســْحَمَ مَجَّــاجَ الـدِّهَانِ كَـأَنَّهُ
عَنَاقِيـدُ مِـنْ كَـرْمٍ دَنَـا فَتَهَصَّرَا
وَأَشــْنَبَ تَجْلُــوهُ بِعُـودِ أَرَاكَـةٍ
وَرَخْصـاً عَلَتْـهُ بِالْخِضـَابِ مُسـَيَّرَا
فَيَـا لَـكَ مِـنْ شـَوْقٍ بِقَلْـبٍ مُتَيَّمٍ
يُجِـنُّ الْهَوَى مِنْهَا وَيَا لَكَ مَنْظَرَا
وَمَـا أَنْـسِ مِلْأَشْيَاءِ لَا أَنْسَ قوْلَهَا
وَقَـدْ قُرِّبَـتْ رِخْوَ الْمِلَاطَيْنِ دَوْسَرَا
أَلَا يَـا اجْتَدِينَا بِالثَّوَابِ فَإِنَّنَا
نُثِيـبُ وَإِنْ سَاءَ الْغَيُورَ الْمُحَذِّرَا
سـَقَاهَا وَإِنْ كَـانَتْ عَلَيْنَا بِخِيلَةً
أَغَــرُّ ســِمَاكِيُّ أَقَــادَ وَأَمْطَـرَا
تَهَلَّـلَ بِـالْغَوْرَيْنِ غَـوْرَيْ تِهَامَـةٍ
وَحُلَّــتْ رَوَايَـاهُ بِنَجْـدٍ وَعَسـْكَرَا
لَـهُ قَـائِدٌ دُهْـمُ الرَّبَـابِ وَخَلْفَهُ
رَوَايَـا يُبَجَّسْنَ الْغَمَامَ الْكَنَهْوَرَا
وَكَـانَ حَيـاً بِالشـَّامِ أَيْسَرُ صَوْبِهِ
وَأَحْيَا حَيَا عَامَيْنِ فِي أَرْضِ حِمْيَرَا
وَبَاتَ يَحُطُّ الْعُصْمَ مِنْ أَجْبُلِ الْحِمَى
وَهَمَّـتْ رَوَاسـِي صـَخْرِهِ أَنْ تَحَـدَّرَا
وَغَادَرَ بِالتَّيْهَاءِ مِنْ جَانِبِ الْحِمَى
مِنَ الْمَاءِ مَغْمُورَ الْعَلَاجِيمِ أَكْدَرَا
وَلَا قَــرْوَ إِلاَّ قَــرْوَ رَيِّقِـهِ ضـُحىً
بِعَبْـسٍ وَنَجَّـتْ طَيْـرُهُ حِيـنَ أَسْفَرَا
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.