
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا صـَاحِبَيَّ انْظُرَانِـي لَا عَـدِمْتُكمَا
هَـلْ تُؤْنِسـَانِ بِـذِي رَيْمَـانَ مِنْ نَارِ
نَـارَ الْأَحِبَّـةِ شـَطَّتْ بَعْـدَمَا اقْتَرَبَتْ
هَيْهَـاتَ أَهْـلُ الصَّفَا مِنْ دَيْرِ دِينَارِ
نَــاراً تُـؤَرَّثُ أَحْيَانـاً إِذَا خَمَـدَتْ
بَعْــدَ الْهَــدُوِّ بِجَـزْلٍ غَيْـرِ خِـوَّارِ
يَـا صـَاحِبَيَّ انْظُـرَا إِنِّـي مُعِينُكُمَا
بِمُقْلَــةٍ لَـمْ يَخُنْهَـا عَـائِرٌ سـَارِي
رَاقَـتْ عَلَـى مُقْلَتَـيْ سـُوذَانِقٍ خَـرِصٍ
خَــاوٍ تَنَفَّــضَ مِــنْ طَــلٍّ وَأَمْطَـارِ
إِنْ تُؤْنِسـَا نَـارَ حَـيٍّ قَدْ فُجِعْتُ بِهِمْ
أَمْسـَتْ عَلَـى شـَزَنٍ مِـنْ دَارِهِمْ دَارِي
عَلَــى تَبَاعُــدِهِمْ يَنْـزِلْ ثَوَابُكُمَـا
وَالـدَّهْرُ بِالنَّـاسِ ذُو نَقْـصٍ وَإِمْرَارِ
لَا يُعْتِـبُ الـدَّهْرُ مَـنْ أَمْسَى يُعَاتِبُهُ
وَلَا يَـــزَالُ عَلَيْــهِ ســَاخِطاً زَارِي
لَيْـسَ الْفُـؤَادُ بِـرَاءٍ أَرْضـَهَا أَبَداً
وَلَيْــسَ صـَارِيَهُ عَـنْ ذِكْرِهِـمْ صـَارِي
كَــمْ دُونَهُــمْ مِـنْ فَلَاةٍ ذَاتِ مُطَّـرِدٍ
قَفَّــى عَلَيْهَـا سـَرَابٌ رَاسـِبٌ حَـارِي
رَاخَـى مَـزَارَكَ عَنْهُـمْ أَنْ تُلِـمَّ بِهِمْ
مَعْـــجُ الْقِلاَصِ بِفِتْيَــانٍ وَأَكْــوَارِ
دَأَبْــنَ شـَهْرَيْنِ يَجْتَبْـنَ الْبِلاَدَ إِذَا
كَـانَ الظَّلَامُ شـَبِيهَ اللَّـوْنِ بِالْقَارِ
كَـمْ فِيهِـمُ مِـنْ أَشـَمِّ الْأَنْفِ ذِي مَهَلٍ
يَـأْبَى الظُّلَامَةَ مِثْلَ الضَّيْغَمِ الضَّارِي
لَـمْ يَرْضـَعِ الـذُّلَّ مِـنْ ثَدْيَيْ مُرَبِّيَةٍ
حَتَّـى يَشـِبَّ وَلَـمْ يَصـْبِرْ عَلَـى عَـارِ
إِذَا الرِّفَـاقُ أَنَـاخُوا فِـي مَبَاءَتِهِ
حَلُّــوا بِــذِي فُجَـرَاتٍ زَنْـدُهُ وَارِي
جَــمِّ الْمَخَـارِجِ أَخْلاَقُ الْكِـرَامِ لَـهُ
صـَلْتِ الْجَبِيـنِ كَرِيـمِ الْخَالِ مِغْوَارِ
قُمَـــاقِمٍ بَـــارِعٍ خَضــَّامَةٍ أُنُــفٍ
جَــمِّ الْمَــوَاهِبِ بَـدْءٍ غَيْـرِ عُـوَّارِ
يَـأْبَى عَلَى النَّاسِ إِنْ رَامُوا ظُلاَمَتَهُ
عُـودٌ نَمَـا فِـي صـَفَاةٍ ظَهْرُهَا عَارِي
لَا تَســْتَطِيعُ الْمَبَـارِي أَنْ تُؤَيِّسـَهَا
وَلَا الْبَـرَاةُ إِذَا مَـا جَسَّهَا الْبَارِي
تَـأْبَى عَلَيْهِـمْ قَنَـاةٌ مَـا لَهَا أَوَدٌ
أَلْـوَى بِهَـا فَـرْعُ نَبْـعٍ غَيْـرُ خَوَّارِ
لَا يُحْمِدُ النَّاسَ بِالشَّيْءِ الْقَلِيلِ وَلَا
يُهْـدَى لَـهُ الـذَّمُ مِـنْ ضَيْفِ وَلَا جَارِ
شـَطَّتْ وَزَادَتْ نَـوَاهُمْ بَعْدَمَا اقْتَرَبَتْ
حِينــاً وَكُـلُّ نَـوىً يَوْمـاً لِمِقْـدَارِ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.