
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـأَوَّبَنِي الـدَّاءُ الَّـذِي أَنَـا حَـاذِرُهْ
كَمَـا اعْتَادَ مَكْمُوناً مِنَ اللَّيْلِ عَائِرُهْ
تَـــأَوَّبَ دَائِي مَـــنْ يَعِــفُّ مُشَاشــُهُ
عَـنِ الْجَـارِ لَا يَشـْقَى بِـهِ مَنْ يُعَاشِرُهْ
وَمَـنْ يَمْنَـعُ النَّـابَ السـَّمِينَةَ هَمَّهَـا
إِذَا الْخُـفُّ أَمْسـَى وَهْـوَ جَـدْبُ مَصَادِرُهْ
وَأَهَتَضــِمُ الْخَــالَ الْعَزِيـزَ وَأَنْتَحِـي
عَلَيْــهِ إِذَا ضــَلَّ الطَّرِيــقَ مَنَـاقِرُهْ
وَلَا أَشــْتَكِي الْعُفَّــى وَلَا يَخْــدُمُونَنِي
إِذَا هَـرَّ دُونَ اللَّحْـمِ وَالْفَـرْثِ جَازِرُهْ
وَلَا أَصــْطَفِي لَحْــمَ الســَّنَامِ ذَخِيـرَةً
إِذَا رِيــحَ الْمِســْكِ بِاللَّيْـلِ قَـاتِرُهْ
وَلَا يَــأْمَنُ الْأَعْــدَاءُ مِنِّــي قَذِيعَــةً
وَلَا أَشـْتُمُ الْحَـيَّ الَّـذِي أَنَـا شـَاعِرُهْ
وَلَا أَطْـرُقُ الْجَـارَاتِ بِاللَّيْـلِ قَابِعـاً
قُبُــوعَ الْقَرَنْبَــى أَخْطَـأَتْهُ مَحَـافِرُهْ
إِذَا كُنْــتُ مَتْبُوعـاً قَضـَيْتُ وَإِنْ أَكُـنْ
أَنَـا التَّـابِعَ الْمَـوْلَى فَإِنِّي مُيَاسِرُهْ
أُؤَدِّي إِلَيْـــهِ غَيْـــرَ مُعْــطٍ ظُلَامَــةً
وَأَحْـــدُو إِلَيْــهِ حَقَّــهُ لَا أُغَــادِرُهْ
وَمَــاءٍ تَبَــدَّى أَهْلُــهُ مِــنْ مَخَافَـةٍ
فِرَاخُ الْحَمَامِ الْوُرْقِ فِي الصَّيْفِ حَاضِرُهْ
وَرَدْتُ بِعِيـــسٍ قَــدْ طَلَحْــنَ وَفِتْيــةٍ
إِذَا حَـرَّكَ النَّـاقُوسَ بِاللَّيْـلِ زَاجِـرُهْ
قَطَعْنَــا لَهُـنَّ الْحَـوْضَ فَابْتَـلَّ شـَطْرُهُ
لِشــُرْبٍ غِشــَاشٍ وَهْــوَ ظَمْـآنُ سـَائِرُهْ
وَهُـــنَّ ســـِمَامٌ وَاضـــِعٌ حَكَمَـــاتِهِ
مُخَوِّيَــــةٌ أَعْجَــــازُهُ وَكَرَاكِــــرُهْ
وَظِـــلٍّ كَظِـــلِّ الْمَضـــْرَحِيِّ رَفَعْتُــهُ
يَطِيـرُ إِذَا هَنَّـتْ لَـهُ الرِّيـحُ طَـائِرُهْ
لِبِيـضِ الْوُجُـوهِ أَدْلَجُـوا كُـلَّ لَيْلِهِـمْ
وَيَــوْمِهِمُ حَتَّــى اســْتَرَقَّتْ ظَهَــائِرُهْ
فَأَضـْحَوْا نَشـَاوَى بِـالْفَلَا بَيْـنَ أَرْحُـلٍ
وَأَقْــوَاسِ نَبْــعٍ هُــزَّ عَنَّـا شـَوَاجِرُهْ
أَخَــذْنَا قَلِيلاً مِــنْ كَرَانَـا فَـأُوْقِعَتْ
عَلَــى مَبْــرَكٍ شــَأْسٍ غَلِيـظٍ حَـزَاوِرُهْ
رُقَـاداً بِـهِ الْعَجْلَانُ ذُو الْهَـمِّ قَـانِعٌ
وَمَـنْ كَـانَ لَا يَسـْرِي بِـهِ الْهَمُّ حَاقِرُهْ
فَأَصــْبَحَ بِالْمَوْمَــاةِ رُصـْعاً سـَرِيحُهَا
فَلِلْإِنْـــسِ بَــاقِيهِ وَلِلْجِــنِّ نَــادِرُهْ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.