
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَــا بَطِحَــانٌ مِــنْ قُرَيْــشٍ فَيَثْــرِبُ
فَمُلْقَــى الرِّحَـالِ مِـنْ مِنـىً فَالْمُحَصـَّبُ
فَعُســـــْفَانُ إلا أنَّ كُــــلَّ ثَنِيَّــــةٍ
بِعُســْفَانَ يَأْوِيهَـا مَـعَ اللَّيْـل مِقنَـبُ
فَنِعْــــفُ وَدَاع فَالصــــِّفَاحُ فَمَكَّـــةٌ
فَلَيْـــسَ بِهَـــا إلاَّ دِمَـــاءٌ ومَحْــرَبُ
أَلْهِفـي عَلَـى القَـوْمِ الَّـذِينَ تَحَمَّلُـوا
مَـعَ ابْـنِ كُرَيْـزٍ فـي النَّفِيرِ فَأَوْعَبُوا
وَلهْفِــــي لِخَلاَّتٍ عُرِضــــْنَ عَلَيْهِــــمُ
كَـــأَنَّ حُلُـــومَ الشـــَّاهِدِيهِنَّ غُيَّــبُ
خِلاَلٌ تَأَبَّاهَـــا الْأَرِيــبُ ولَــمْ يَكُــنْ
لِيَبْصـــِرَ مَـــا فِيهِــنَّ إلَّا الْمُهَــذَّبُ
لِيَبْــكِ بَنُـو عُثْمَـانَ مَـا دَامَ جِـذْمُهُمْ
عَلَيْـــهِ بأَصـــْلَالٍ تُعَـــرَّى وتُخْشـــَبُ
لِيَبْكُــوا عَلَــى خَيْـرِ الْبَرِيَّـةِ كُلِّهَـا
تَخَــوَّنَهُ رَيْــبٌ مِــنَ الــدَّهْرِ مُعْطِــبُ
تَـــوَاكَلَهُ الأَقْتَـــالُ بــاغٍ وخَــاذِلٌ
بَعِيـــدٌ وذُو قُرْبَـــى حَســُودٌ مُــؤَلِّبُ
فَغُـــودِرَ مَقْتُـــولاً بِغَيْـــرِ جَرِيــرَةٍ
أَلَا حَبَّـــذَا ذَاكَ الْقَتِيـــلُ الْمُلَحَّــبُ
قَتِيـــلٌ ســَعِيدٌ مُــؤْمِنٌ شــَقِيَتْ بِــهِ
نُفُـــوسُ أَعَـــادِيهِ شـــَهِيدٌ مُطَيَّـــبُ
نَعَــاءِ عُــرَى الْإِسـْلاَمِ وَالْعَـدْلِ بَعْـدَهُ
نَعَـاءِ لَقَـدْ نَـابَتْ عَلَـى النَّـاسِ نُـوَّبُ
نَعَــاءِ ابْــنَ عَفَّــانَ الْإِمَـامَ لِمُجْتَـدٍ
إِذَا الْبَـرْقُ لِلرَّاجِـي سـَنَا الْبَرْقِ خُلَّبُ
نَعَـاءِ لِفَضـْلِ الْحِلْـمِ وَالْحَـزْمِ وَالنَّدَى
وَمَأْوَى الْيَتَامَى الْغُبْرِ عَامُوا وَأَجْدَبُوا
وَمَلْجِــأِ مَهْرُوئِيـنَ يُلْفَـى بِـهِ الْحَيَـا
إِذَا جَلَّفَـــتْ كَحْـــلٌ هُـــوَ الْأُمُّ وَالْأَبُ
لَـــدْيِهِ لِأَنْضـــَاءِ الْخَصــَاصِ مَــوَارِدٌ
بِأَذْرَائِهَــا يَــأْوِي الضـَّرِيكُ الْمُعَصـَّبُ
وَيَــا عَجَبَــا لِلــدَّهْرِ أَنَّــى أَصـَابَهُ
ومِـنْ مِثْـلِ مَـا لاَقَـى ابْـنُ عَفَّانَ يُعْجَبُ
فَلَــمْ يَــرَ رَاءٍ مِثْـلَ عُثْمَـانَ هَالِكـاً
عَلَــى مِثْـلِ أَيْـدِي مَـنْ تَعَطَّـاهُ يَشـْجُبُ
فَلَا وَأَلَ النَّــاعِي الْبَعِيــدُ مِـنَ الْأَذَى
وَلاَ أَفْلَــتَ الْقَتْــلَ الْقَرِيـبُ الْمُـؤَلِّبُ
وَإِلاَّ يُبَــــكِّ الْأَقْرَبُــــونَ بِعَوْلَــــةٍ
فِرَاقَهُــمُ عُثْمَــانَ يَوْمــاً ويَنْــدُبُوا
فَإِنَّـــا ســـنَبْكِيهِ بِجُـــرْدٍ كَأَنَّهَــا
ضــِرَاءٌ دَعَاهَــا مِــنْ ســَلُوقَ مُكَلِّــبُ
ومَـــوْتٍ كَظِــلِّ اللَّيْــلِ يَشــْهَدُ وِرْدَهُ
نَشَاشـــِيبُ يَحْـــدُوهُنَّ نَبْــعٌ وتَــأْلَبُ
وذِي عَســـَلَانٍ لَـــمْ تُهَضـــَّمْ كُعُــوبُهُ
كَمَــا خَــبَّ ذِئْبُ الرَّدْهَــةِ الْمُتَــأَوِّبُ
وضـَرْبٍ إِذَا الْعَـوْدُ الْمُـذَكِّي عَـدَا بِـهِ
إِلَــى الَّليْــلِ حَتَّــى قُنْبُـهُ يَتَذَبْـذَبُ
وَأَشــْمَطَ مِــنْ طُـولِ الْجِهَـادِ اسـْتَخَفَّهُ
مَـعَ الْمُـرْدِ حَتَّـى رَأْسـُهُ الْيَـوْمَ أَشْيَبُ
يُدَارِســــُهُمْ أُمَّ الْكِتَـــابِ ونَفْســـُهُ
تُنَـــازِعُهُ وُثْقَــى الْخِصــَالِ وَيَنْصــَبُ
وَبَيْــضٍ مِــنَ الْمَــاذِيِّ كَــرَّهَ طَمْعَهَـا
إلَــى الْمَشـْرَفِيَّاتِ الْقَتِيـرُ الْمُعَقْـرَبُ
وَلَــمْ تُنْســِنِي قَتْلَــى قُرَيْـشٍ ظَعَـائِنٌ
تَحَمَّلْــنَ حَتَّــى كَــادَتِ الشـَّمْسُ تَغْـرُبُ
يُطِفْـــنَ بِغِرِّيــدٍ يُعَلِّــلُ ذَا الصــِّبَا
إِذَا رَامَ أُرْكُـــوبَ الْغَوَايَــةِ أَرْكَــبُ
فَــدَعْ ذَا وَلَكِــنْ عُلِّقَــتْ حَبْـلَ عَاشـِقٍ
لِإِحْــدَى شـِعَابِ الْحَيْـنِ وَالْقَتْـلِ أَرْنَـبُ
مِــنَ الْهِيــفِ مَيْـدَانٌ تَـرَى نَطَفَاتِهَـا
بِمَهْلِكـــــةٍ أَخْرَاصــــُهُنَّ تَذَبْــــذَبٌ
أَنَــاةٌ كَــأَنَّ الْمِســْكَ دُونَ شــِعَارِهَا
يُبَكِّلـــهُ بِــالْعَنْبَرِ الْــوَرْدِ مُقْطِــبُ
كَــأَنَّ خُزَامَــى عَالِــجٍ طَرَقَــتْ بِهَــا
شــَمَالٌ رَســِيسُ الْمَـسِّ بَـلْ هِـيَ أَطْيَـبُ
فَبَاكَرَهَــا حِيــنَ اســْتَعانَتْ حُقُوفُهَـا
بِشــَهْبَاءَ ســَارِيهَا مِـنَ الْقُـرِّ أَنْكَـبُ
أَإِحْــدَى بَنِــي عَبْــسٍ ذَكَـرْتَ ودُونَهَـا
ســَنِيحٌ ومِــنْ رَمْــلِ الْبَعُوضـَةِ مَنْكِـبُ
وكُتْمَــــى ودُوَّارٌ كَــــأَنَّ ذُرَاهُمَـــا
وَقَـــدْ خَفِيَــا إِلاَّ الْغَــوَارِبَ رَبْــرَبُ
ومِـنْ دُونِ حَيْـثُ اسـْتَوْقَدَتْ مِـنْ ضـَئِيَدةٍ
تَنَــاهٍ بِهَــا طَلْــحٌ غَرِيــبٌ وتَنْضــُبُ
يَظَـــلُّ بِهَـــا ذَبُّ الرِّيَـــادِ كَــأَنَّهُ
ســـُرَادِقُ أَعْـــرَابٍ بِحَبْلَيْــنِ مُطْنَــبُ
غَـدَا نَاشـِطاً كَـالْبَرْبَرِيِّ وَفِـي الْحَشـَا
لُعَاعَــة مَكْــرٍ فِــي دَكَــادِكَ مُرْطَــبُ
تَحَــدَّرُ صــِبْيَانُ الصــَّبَا فَـوْقَ مَتْنِـهِ
كَمَــا لَاحَ فِــي ســِلْكٍ جُمَــانٌ مُثَقَّــبُ
لَيَـــاحٌ تَظَـــلُّ الْعَــائِذَاتُ يَســُفْنَهُ
كَســَوْفِ الْعَـذَارَى ذَا الْقَرَابَـةِ مُنْجِـبُ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.