
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَغَيْـثٍ مَرِيـعٍ لَـمْ يُجَـدَّعْ نَبَاتُهُ
وَلَتْـهُ أَهَالِيـلُ السِّمَاكِينْ مُعْشِبِ
بَسـَرْتُ وغَنَّـانِي الـذُّبَابُ عَشـِيَّةً
بِــذَابِلِهِ والشـَّمْسُ لَمَّـا تَغَيَّـبِ
وَلِلشـَّمْسِ أَسـْبَابٌ كَـأَنَّ شـُعَاعَهَا
مَمَــدُّ حِبَـالٍ فِـي خِبَـاءٍ مُطْنِـبِ
بِـذِي مَيْعَـةٍ كَـأَنَّ بَعْـضَ سـِقَاطِهِ
وتَعْــدَائِهِ رِسـْلاً ذَآلِيـلُ ثَعْلَـبِ
جَـرَى قَفِصاً وَارْتَدَّ مِنْ أَسْرِ صُلْبِهِ
إِلَـى مَوْضـِعٍ مِنْ سَرِجْهِ غَيْرَ أَحْدَبِ
كَــأَنَّ ذُنَابَــاهُ ومَنْسـِجَ مَتْنِـهِ
مَـدَاحِضُ وَقْعِ الْقَطْرِ عَنْ تَيْسِ حُلَّبِ
يَكَــادُ بِرِجْلَيْـهِ يَطِيـرُ وبَطْنُـهُ
بِطَــيِّ رِدَاءِ الرَّاكِـبِ الْمُتَلِّبْـبِ
ومُسـْتَكْبرٍ مَـنْ بَـاتَ حَاجِبَ بَابِهِ
مِنَ النَّاسِ إِلاَّ ذَا الْمَهَابَةِ يُحْجَبِ
بَـدَا كَعَتِيـقِ الطَّيْرِ قَاصِرَ طَرْفِهِ
مُسـَرْبَلَ دِيبَـاجِ الْقَمِيصِ الْمُطَيَّبِ
عَرَضــْتُ بِأَجْــدَالٍ لَـهُ فَضـَرَقْتُهُ
مُدَافَعَـةً عَـنْ ذَنْـبِ آخَـرَ مُـذْنِبِ
فَرُحْـتُ بِبُرْدَيْـهِ وَمَـنْ كَانَ عِنْدَهُ
يَعَـضُّ الْبَنَـانَ مِـنْ عَـدُوٍّ ومُعْجَبِ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.