
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَفَــرْتُ عَلَــى قَيْـسٍ فَـأَدَّى خَفَـارَتِي
فَــوَارِسُ مِنَّــا غَيْـرُ مِيـلٍ وَلَا عُسـْرِ
فَنَحْــنُ تَرَكْنَــا تَغْلِـبَ ابْنَـةَ وَائِلٍ
كَمَضـــْرُوبَةٍ رِجْلَاهُ مُنْقَطِــعِ الظَّهْــرِ
إِذَا مَـا لَقِينَـا تَغْلِـبَ ابْنَـةَ وَائِلٍ
بَكَيْنَـا بِـأَطْرَافِ الرِّمَـاحِ عَلَى عَمْرِو
ســَتَبْكِي عَلَــى عَمْـرٍ عُيُـونٌ كَثِيـرَةٌ
عَــدَوْا لِجُبَــارٍ بِالْمُثَقَّفَـةِ السـُّمْرِ
وَكُــلِّ عَلَنْــدىً قُــصَّ أَســْفَلُ ذَيْلِـهِ
فَشــَمَّرَ عَــنْ ســَاقٍ وَأَوْظِفَــةٍ عُجْـرِ
مُلِـحٌّ إِذَا الْخُـورُ اللَّهَـامِيمُ هَرْوَلتْ
وَثُـوبٌ بِأَوْسـَاطِ الْخَبَـارِ عَلَى الْفَتْرِ
تَقَلْقَــلَ عَـنْ فَـأْسِ الِّلجَـامِ لَهَـاتُهُ
تَقَلْقُلَ سِنْفِ الْمَرْخِ فِي الْجَعْبَةِ الصِّفْرِ
فَأَخْطَــلُ إِنْ تَســْمَعْ خَـوَاتِي تَـوَقَّنِي
كَمَـا يَتَّقِـي فَرْخُ الْحُبَارَى مِنَ الصَّقْرِ
شــَهِدْتَ فَلَــمْ تَحْفَـظَ لِقَوْمِـكَ عَـوْرَةً
وَلَـمْ تَـدْرِ مَا أُمُّ الْبُغَاثِ مِنَ النَّسْرِ
أَلَــمْ تَـرَ أَنَّ الْبَحْـرَ يَضـْحَلُ مَـاؤُهُ
فَتَـأْتِي عَلَـى حِيتَـانِهِ نَوْبَـةُ الدَّهْرِ
قَــرَتْ لِـيَ قَيْـسٌ فِـي حِيـاضٍ مَسـِكَيةٍ
وَأَنْـتَ شـَقِيُّ خَـانَ حَوْضـَكَ مَـا تَقْـرِي
بِـأَيِّ رِشـَاءٍ يَا بْنَ ذَا الرِّجْلِ تَرْتَقِي
إِذَا غَرِقَـتْ عَيْنَـاكَ فِـي حَوْمَـةٍ غَمْـرِ
بِـــأَيِّ قَنَــاةٍ تَرْفَعُــونَ لِــوَاءَكُمْ
إِذَا رَفَــعَ الْأَقْـوَامُ أَلْوِيَـةَ الْفَخْـرِ
لَقَــدْ عَلِمَـتْ قَيْـسُ بْـنُ عَيْلاَنَ أَنَّنِـي
غَـدَاةَ دَعَـوْنِي مَـا بِسـَمْهِيَ مِـنْ وَقْرِ
....... ــــه إِذْ هَـــدَرَتْ لَهُـــمْ
شَقَاشــِقُ أَقْــوَامٍ فَأَســْكَتَهَا هَـدْرِي
أَجَبْــتُ بَنِـي عَيْلاَنَ وَالْخَـوْضُ دُونَهُـمْ
بِأَضـْبَطَ جَهْـمِ الْـوَجْهِ مُخْتَلِـفِ الشَّجْرِ
لَــهُ طَبَقَــاتٌ مِــنْ فَقَــارٍ كَأَنَّمَـا
جُمِعْــنَ بِشـَعْبٍ أَوْ عُثَمْـنَ عَلَـى كَسـْرِ
أَزَبُّ بِلَحْيَيْـــهِ وَأَحْجَـــاءِ نَـــابِهِ
خَرَادِيـلُ أَمْثَـالُ السـَّرِيحِ مِنَ الْهَبْرِ
فَمَــا أَرْضــَعَتْ مِـنْ حُـرَّةٍ آلَ مَالِـكٍ
وَمَـا حَمَلَتْهُـمْ مِـنْ حَصـَانٍ عَلَـى طُهْرِ
وَلكِــنْ رَمَـتْ إِحْـدَى الْإِمَـاءِ بِرَأْسـِهِ
سـَرُوقُ الْبِـرَامِ كَالسـَّلُوقِيَّةِ الْمُجْرِي
وَكَــانَ أَبُــوهُ التَّغْلَبِـيُّ إِذَا بَكَـى
عَلَـى الـزَّادِ لَمْ يَسْكُتْ بِثَدْيٍ وَلَا نَحْرِ
أَتَتْـهُ وَقَـدْ نَـامَ الْعُيُـونُ بِكَسـْبِهَا
فَبَاتَــا عَلَـى جُـوعٍ وَظَلاَّ عَلَـى غِمْـرِ
فَقَـدْ آبَ أَفْـرَاسُ الصـُّمَيْلِ بْـنِ نَهْشَلٍ
بِبِنْتِـكَ فَـاطْلُبْ مَا أَصَبْنَ عَلَى الْوِتْرِ
أَحَـلَّ الْعَـوَالِي فَرْجَهَـا لِابْـنِ نَهْشـَلٍ
فَمَـا نِلْـتَ مِنْهَـا مِـنْ عِقَابٍ وَلَا مَهْرٍ
وَكُنْـتَ كَـذِي الْكَفَّيْـنِ أَصـْبَحَ رَاضـِياً
بِوَاحِــدَةٍ جَــذْمَاءَ مِــنْ قَصـَبٍ عِشـْرِ
مَنَحْــتُ نَصـَارَى تَغْلِـبَ إِذْا مَنَحْتُهَـا
عَلَـى نَأْيِهَـا حَـذَّاءَ بَاقِيَـةَ الْغِمْـرِ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.