
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلِ الـدَّار مِـنْ جَنَبْـي حِبِـرٍّ فَوَاهِبِ
إِلَـى مَـا رَأَى هَضـْبَ الْقَلِيبِ الْمُضَيَّحُ
أَقَـــامَ وخَلَّتْــهُ كُبَيْشــَةُ بَعْــدَمَا
أَطَــالَ بِــهِ مِنْهَــا مَـرَاحٌ ومَسـْرَحٌ
وَحَلَّـــتْ ســـُوَاجاً حِلْــةً فَكَأَنَّمَــا
بِحَــزْمِ ســُوَاجٍ وَشــْمُ كَــفٍّ مُقَــرَّحُ
تَقُــولُ تَرَبَّـحْ يَغْمُـرِ الْمَـالُ أَهْلَـهُ
كُبَيْشـَةُ وَالتَّقْـوَى إِلَـى اللـهِ أَرْبَحُ
أَلَــمْ تَعْلمِــي أَنْ لَا يَـذُمُّ فُجَـاءَتِي
دَخِيلِـي إِذَا اغْبَـرَّ الْعِضـَاةُ الْمُجَلَّحُ
وَهبَّــتْ شــَمَالاً تَهْتِـكُ السـِّتْرَ قَـرَّةً
تَكَـادُ قُبَيْـلَ الصـُّبْحِ بِالْمَـاءِ تَنْضَحُ
يَظَـلُّ الْحِصـَانُ الْـوَرْدُ فِيهَـا مُجَلَّلاً
لَـدَى السـِّتْرِ يَغْشَاهُ الْمِصَكُّ الْصَّمَحْمَحُ
وَأَنْ لَا أَلُـومُ النَّفْـسَ فِيمَـا أَصَابَنِي
وَأَنْ لَا أَكَــادُ بِالَّــذِي نِلْـتُ أَفْـرَحُ
وَمَــا الـدَّهْرُ إِلاَّ تَارَتَـانِ فَمِنْهُمَـا
أَمُـوتُ وأُخْـرَى أَبْتَغِـي الْعَيْـشَ أَكْدَحُ
وَكِلْتَاهُمَـا قَـدْ خُـطَّ لِـي فِي صَحِيفَتِي
فَلَلْعَيْــشُ أَشـْهَى لِـي وَلَلْمَـوْتُ أَرْوَحُ
إِذَا مِـتُّ فَـانْعَيْنِي بِمَـا أَنَـا أَهْلُهُ
وَذُمِّــي الْحَيَــاة كُــلُّ عَيْـشٍ مُتَـرَّحُ
وَقُـولِي فَـتىً تَشـْقَى بِهِ النَّابُ رَدَّهَا
عَلَــى رَغْمِهَـا أَيْسـَارُ صـِدْقٍ وَأَقْـدُحُ
تَخَيَّــلَ فِيهَــا ذُو وُســُومٍ كَأَنَّمَــا
يُطَلَّـــى بِحُــصٍّ أَوْ يُصــَلَى فَيُضــْبَحُ
جَلَــتْ صـَنِفَاتُ الرَّيْـطِ عَنْـهُ قَـوَابَهُ
وَأَخْلَصـــْنَهُ مِمَّــا يُصــَانُ ويُمْســَحُ
صــَرِيعٌ دَرِيــرٌ مَســُّهُ مَــسُّ بَيْضــَةٍ
إِذَا سـَنَحَتْ أَيْـدِي الْمُفِيضـِينَ يَبْـرَحُ
بِـهِ قَـرَعٌ أَبْـدَى الْحَصـَى عَـنْ مُتُونِهِ
سَفَاســِقَ أَعْرَاهَـا اللِّحَـاءُ الْمُشـَبَّحُ
غَــدَا وَهْــوَ مَجْــدُولٌ فَـرَاحَ كَـأَنَّهُ
مِـنَ الصـَّكِّ وَالتَّقْلِيبِ فِي الْكَفِّ أَفْطَحُ
خَــرُوجٌ مِــنَ الْغُمَّـى إِذَا صـُكَّ صـَكَّةً
بَــدَا وَالْعُيُــونُ الْمُسـْتَكِفَّةُ تَلْمَـحُ
مُفَـــدّىً مُــؤَدّىً بِالْيَــدَيْنِ مُلَعَّــنٌ
خَلِيـــعُ لِحَـــامٍ فَـــائِرٌ مُتَمَنَّــحُ
إِذَا امْتَنَحَتْــهُ مِــنْ مَعَــدٍّ عِصـَابَةٌ
غَــدَا رَبُّـهُ قَبْـلَ الْمُفِيضـِينَ يَقْـدَحُ
أَرَقْــتُ لِبَــرْقٍ آخِـرَ اللَّيْـلِ دُونَـهُ
رِضــَامٌ وَهَضــْبٌ دُونَ رَمَّــانَ أَفْيَــحُ
لِجَــوْنٍ شـَآمِ كُلَّمَـا قُلْـتُ قَـدْ مَضـَى
سَنَا وَالْقَوَارِي الْخُضْرُ فِي الْمَاءِ جُنَّحُ
فَأَضــْحَى لَــهُ جِلْـبٌ بِأَكْنَـافِ شـُرْمَةٍ
أَجَــشُّ ســِمَاكِيُّ مِــنَ الْوَبْـلِ أَفْضـَحُ
وَأَظْهَـــرَ فِــي غُلاَّنِ رَقْــدٍ وَســَيْلُهُ
عَلاَجِيــــمُ لَا ضـــَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضـــِحُ
وَأَلْقَــى بِشــَرْجٍ وَالصــَّرِيفِ بَعَـاعَهُ
ثِقَــالٌ رَوَايَــاهُ مِـنَ الْمُـزْنِ دُلَّـحُ
تَــرَى كُــلَّ وَادٍ جَـالَ فِيـهِ كَأَنَّمَـا
أَنَـــاخَ عَلَيْـــهِ رَاكِـــبٌ مُتَمَلِّــحُ
وَقَــاظَتْ كِشــَافاً مِـنْ ضـَرِيَّةِ مُشـْرِفٍ
لَهَــا مِــنْ حَبَوْبَـاةً خَسـِيفٌ وَأَبْطَـحُ
أَلَا لَيْـتَ أَنَّـا لَـمْ نَـزَلْ مِثْلَ عَهْدِنَا
بِعَارِمَــةِ الْخَرْجَـاءِ وَالْعَهْـدُ يَنْـزَحُ
بِحَـيٍّ إِذَا قِيـلَ اظْعَنُـوا قَـدْ أُتِيتُمُ
أَقَـامُوا عَلَـى أَثْقَـالِهِمْ وَتَلَحْلَحُـوا
مَســَالِحُهُمْ مِــنْ كُــلِّ أَجْـرَدَ سـَابِحٍ
جَمُـومٍ إِذَا ابْتَـلَّ الْحِـزَامُ الْمُوَشـَّحُ
قُـــوَيْرِحِ أَعْــوَامٍ رَفِيــعٍ قَــذَالُهُ
يَظَــلُّ يَبُـزُّ الْكَهْـلَ وَالْكَهْـلُ يَطْمَـحُ
ثَنَـاهُ فَلَمَّـا رَاجَـعَ الْعَـدْوَ لَمْ يَزَلْ
يُنَــازِعُ فِـي فَـأْسِ اللِّجَـامِ وَيَمْـرَحُ
يُنَـــازِعُ شـــَقِّيّاً كَـــأَنَّ عِنَــانَهُ
يَفُــوتُ بِــهِ الْإِقْــدَاعَ جِـذْعٌ مُنَقَّـحُ
ويُرْعِــدُ إِرْعَــادَ الْهَجِيــن أَضـَاعَهُ
غَــدَاةَ الشـَّمَالِ الشـُّمْرُجُ الْمُنَتَصـَّحُ
وَجَــرْدَاءَ مِلْــوَاحٍ يَجُــولُ بَرِيمُهَـا
تُــوَقَّرُ بَعْـدَ الرَّبْـوِ فَرْطـاً وَتُمْسـَحُ
كَسـِيدِ الْغَضـَا فِـي الطَّلِّ بَادَرَ جِرْوَهُ
أَهَـــالِيبَ شـــَدٍّ كُلُّهَـــا مُتَســَرِّحُ
وَفِتْيَــانِ صـِدْقٍ قَـدْ رَفَعْـتُ عَقِيرَتِـي
لَهُــمْ مَوْهِنـاً وَالـزِّقُّ رَيَّـانُ مُجْبَـحُ
وضــَمَّنْتُ أَرْســَانَ الْجِيَــادِ مُعَبَّـداً
إِذَا مَــا ضــَرَبْنَا رَأْســَهُ لَا يُرَنِّـحُ
فَبَــاتَ يُقَاســِي بَعْـدَمَا شـُجَّ رَأْسـُهُ
فُحُـــولاً جَمَعْنَاهَــا تَشــِبُّ وَتَضــْرَحُ
وَبَــاتَ يُغَنَّــى فِـي الْخَلِيـجِ كَـأَنَّهُ
كُمَيْــتٌ مُـدَمّىً نَاصـِعُ اللَّـوْنِ أَقْـرَحُ
وَقَـدْ أَبْعَـثُ الْوَجْنَـاءَ يَزْجُـلُ خُفَّهَـا
وَظِيـــفٌ كَظَنْـــوُبِ النَّعَامَــةِ أَرْوَحُ
يَصـُكُّ الْحَصـَى عَـنْ يَعْمَلِـيٍّ كَأَنَّهُ إِذَا
مَـــا عَلَا حَـــدَّ الْأَمَـــاعِزِ مِرْضــَحُ
إِذَا الْأَبْلـــقُ الْمَحْــزُوُّ آَضَ كَــأَنَّهُ
مِـنَ الْحَـرِّ فِـي جَهْـدِ الظَّهِيرَةِ مِسْطَحُ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.