
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنِ الـدَّيَارُ بِجَـانِبِ الْأَحْفَارِ
فَبَتِيـلِ دَمْـخٍ أَوْ بِسـَلْعِ جُـزَارِ
أَمْســَتْ تَلُـوحُ كَأَنَّهَـا عَامِيَّـةً
وَالْعَهْـدُ كَـانَ بِسـَالِفِ الْإِعْصَارِ
خَلَـدَتْ وَلَمْ يَخْلُدْ بِهَا مَنْ حَلَّهَا
ذَاتُ النِّطَـاقِ فَبُرْقَـةُ الْإمْهَـارِ
فَرِيَـاضُ ذِي بَقَـرٍ فَحَـزْمُ شَقِيقَةٍ
قَفْـرٌ وَقَـدْ يَغْنَيْـنَ غَيْـرَ قِفَارِ
بَعْـدَ الْمُـرَوَّحِ وَالْعَزِيـبِ كَأَنَّهُ
حَـرَجُ السـَّلِيلِ مُمَنَّـعُ الْأَدْبَـارِ
وَالْعَادِيَـاتِ الْبَـرْدَ كُـلَّ عَشِيَّةٍ
قُــبَّ الْبُطُـونِ كَـأَنَّهُنَّ صـَوَارِي
وَالْمُسْمِعَاتِ لَدَى الشُّرُوبِ كَأَنَّهَا
أَدْمُ الظِّبَـاءِ نَـوَاعِمُ الْأَبْشـَارِ
وَمَجَـالِسٍ تَمْشِي الْغَطَارِفُ بَيْنَهَا
كَـالْجِنِّ لَيْـسَ لَبُوسـُهُمْ بِنِمَـارِ
وَإِذَا الشـَّمَالُ تَرَوَّحَـتْ بِعَشـِيَّةٍ
تَرْمِـي الْبُيُـوتَ بِيَابِسِ الْأَحْظَارِ
أَلْفَيْتَنَــا مَرْفُوعَـةً حُجُرَاتُهَـا
لِلضـَّيْفِ عِنْـدَ مَزَاحِـفِ الْأَيْسـَارِ
فِـي مَجْلِـسٍ يُغْلُـونَ كُـلَّ عَبِيطَةٍ
فِـي مَحْفِـلٍ سـَبِطِينَ غَيْـرِ زِمَارِ
وَمُعَـرَّسٍ تَجِـبُ الْقُلُـوبُ مَخَافَـةً
مِنْــهُ وتُبْـدِي خَـافِيَ الْأَسـْرَارِ
تَنْتَـابُهُ غَرِضـِينَ عِنْـدَ صـَوَافِنٍ
وَضــَوَامِرٍ يَصــْرِفْنَ بِــالْأَكْوِارِ
حَتَّـى إِذَا مَا الصُّبْحُ شَقَّ أَدِيمَهُ
لِلْقَـوْمِ أَوْقَـدُوا عَلَـى الْإِبْصَارِ
جَـدَّتْ قَرِيَنَتُهُـمْ عَلَـى مَا خَيَّلَتْ
وَغَــدَتْ تُبَشـِّرُ طَيْرُهُـمْ بِغِـوَارِ
وَضـَرَبْنَ مِـنْ نَظَـرٍ وَأَعْرَضَ سَارِحٌ
سـَبْطُ الْمَشـَافِرِ سـَاقِطُ الْأَوْبَارِ
يَقْطَعْـنَ عَـرْضَ الْأَرْضِ غَيْرَ لَوَاغِبٍ
وَكَــأَنَّ مُحْزِنَهَـا لَهُـنَّ صـَحَارِي
فَقَضـَيْنَ مَـا قَضـَّيْنَ ثُمَّ تَرَكْنَهُمْ
عُـزُبَ الْمَبَـاءَةِ غُيَّـبَ الْأَنْفَـارِ
تَمِيمُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ مُقْبِل، مِنْ قَبِيلَةِ العَجْلانِ إِحْدَى بُطُونِ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُكَنَّى بِأَبِي كَعْبٍ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، لكِنَّهُ ظَلَّ يَحِنُّ فِي شِعْرِهِ إِلَى أَيّامِ الجاهِلِيَّةِ وَكانَ جافِياً فِي الدِّينِ، وَتَمَيَّزَ فِي شِعْرِهِ بِوَصْفِ القَدَحِ فَيُقالُ: قَدَحُ ابْنِ مُقْبِلٍ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسِ الخَمْسَةِ، وَهُوَ مِنْ المُعَمَّرِينَ وَيُقالُ إِنَّهُ عاشَ مِئَةً وَعِشْرِينَ عاماً، وَقَدْ تُوُفِّيَ بَعْدَ عامِ 73ه.