
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَبَّهَـتِ الورقـاءُ ذاتُ الجنـاح
مـن غفلة الصحو إلى شرب راحْ
واللَّيـل قـد أجفـل مـن صبحه
فـأكثر الـدِّيك عليـه الصياح
مهفهــف الأَعطــاف مــن قـدّه
وطرفـه الفتَّـان شـاكي السلاح
فقــامَ يسـقيها ويهـدي إلـى
روح الندامى بالمدام ارتياح
ومـا ألـذَّ الـرَّاحَ مـن شـادنٍ
مهفهــف القــدِّ وخــود رداح
تســتنطق العـود لـدى مجلـس
ألســنة الأَوراق فيــهِ فِصـاح
والـوُرق فـي الأَوراق ألحانها
مطربـة بيـن الغِنـا والنواح
وربَّ يــوم كـانَ عيـد المنـى
نحـرت فيـه الـذق نحر الأَضاح
ورحـتُ فـي الحـبّ علـى سكرتي
بـالغيِّ لا أُصـغي إلـى قول لاح
ومــن يلمنـي بـالهوى قـوله
يمـرُّ بـي مثـل هبـوب الرِّياح
فاصــطلح القــوم علـى أنَّـه
مـا بيـن عذَّالي وبيني اصطلاح
يـا صـاحِ ما أنت وطيب الكرى
فبــادر اللَّــذَّات بالاصـطباح
واشــرب ولا تصـغِ إلـى قـائلٍ
هــذا حــرام ولهــذا مبـاح
مــا وجـد الرَّاحـة إلاَّ امـرؤٌ
أعــرض عـن عـاذله واسـتراح
تنفَّــسَ الصــبحُ فقـم قائمـاً
نحــو صــراحية مــاء صـراح
وابتسـم الـورد ودمـع الحيا
فـي وجنـة الورد وثغر الأقاح
فـاقطع علاقـات الأسـى بالطلى
وَصـِلْ بكاسـات الغـدوّ الرواح
وانفِـق نفيـس العمر في قهوة
تقضـي علـى الهـمّ قضاءً متاح
مستنشـقاً منهـا عـبير الشذا
تفـوح كالمسك إذا المسك فاح
مـع كـلّ نَـدمانٍ كبـدر الدجى
مـا افتـض بكر الدن إلاَّ سفاح
حَـيَّ علـى الـراح وقـم هاتها
وقــل لمــن لاح الفلاح الفلاح
وَلْتــكُ مــن ريقــك ممزوجـة
لا أشـرب الـراح بمـاء قـراح
يـا أيها الساقي الَّذي أثْخَنَتْ
أحداقه في القلب مني الجراح
يشـكو إليـك القلـب من ضعفه
فتـور عينيـك المراض الصحاح
مـا خطـر السـلوان في خاطري
بلائمٍ فيـــه فســـادي صــلاح
يجــدّ بالنصــح فــألهو بـه
وأدفـع الجـدّ ببعـض المـزاح
مــن ســرّه شـيء فمـا سـرّني
فـي الـدهر شيء كوجوه الملاح
أو فضــح الصــبُّ فكـم مغـرم
أسـلَمَه الحـب إلـى الافتضـاح
ومـا يـرى كتمـان سـر الهوى
مـن كتـم الحـب زمانـاً وباح
إذا وضـعت الشـعر فـي أهلـه
فلـي بزنـد الافتخـار اقتراح
إنّـي أرى المنصـف فـي أهلـه
يمـدح عبـد اللـه أيّ امتداح
قـد أثبـت الـوُدُّ بقلـبي لـه
محبــة لـم يمحهـا قـط مـاح
فيـا رعـاه اللـه مـن ماجـد
طـاب به المغدى وطاب المراح
قيّـدني فـي الـبرّ مـن فضـله
فليـس لـي عـن بابه من براح
أطــرب إن شــاهدته مطربــاً
ومـا علـى المطـرب فيه جناح
ولـم أزَلْ فـي القـرب من وُدِّه
أقـرع بـالأفراح بـاب النجاح
تـالله مـا شـِمْتُ لـه بارقـاً
إلاَّ ولاح الجــود مـن حيـث لاح
يلـوح لـي في الحال من وجهه
بشـر ميـامين الندى والسماح
يفعـل بـالأموال يـوم النَّـدى
مـا تفعل الأبطال يوم الكفاح
أغــرّ صـافي القلـب مستبشـر
بـالأنس مرهوب الظبا والصفاح
قــد خصـّه اللـه وقـد زانـه
برفعـةِ القـدر وخفـض الجناح
لا يعــرف الهــمَّ سـميراً لـه
ولا يلاقيــه بغيــر انشــراح
لـم يُبـقِ لـي فـي أرَبٍ بغيـةً
ولا علـى نيـل الأماني اقتراح
مــن الــذين افتخـرت فيهـم
بيـض ظبا الهند وسمر الرماح
يُصـــانُ مـــن لاذ بعليــاهمُ
ومـا لهـم مـن جودهم مستباح
لهـم مـن العلياء إنْ سوهموا
سـهم المعلّى من سهام القراح
محاســن المعــروف يبـدونها
وأوجــه الأيــام سـود قبـاح
كمــا اسـتهلّت ديمـة أمطـرت
علـى الرّوابي قطرها والبطاح
تشــقّ يـوم الـروع أيمـانُهم
قلـب الأعـادي بصـدور السـلاح
ترعرعـوا فـي حجـر أمِّ العلى
وأرضـِعوا منهـا غريب اللقاح
وزاحمــوا الأنجـم فـي منكـب
يزيـح فـي الأخطار ما لا يزاح
كـم قـدموا للحـرب فـي موطن
فقربـوا بيـن خطاهـا الفساح
وأرعفوهــا مــن دمـاءٍ دنـاً
تمـرد بـالطعن عيـون الجراح
أسـد الـوغى لا زال أسـيافهم
تنحًـرُ بالهيجـاء كبش النطاح
مــن كــلّ مــن تبعثـه همـة
تطمـح للغايـات كـل الطمـاح
لـم تنـبُ فـي مضـربها عزمـة
منهـم ولم تصلد لدى الاقتداح
آل زهيـر الأنجـم الزهـر فـي
سـماءِ أفلاك العلـى والسـماح
إن أمســـكوني فبإحســـانهم
أو ســرَّحوني فجميـل السـراح
لا برحــت تكســى بأمــداحهم
ذات الغواني حسن ذات الوشاح
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).