
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ضــَحِكَ الـبرقُ فأبكـاني دَمـا
وجــرى دمعــي لـه وانسـجَما
وأهــاجَ الوجـد فـي إيماضـه
كَبِــداً حــرّى وقلبـاً مغرمـا
مــــا أرى دائيَ إلاَّ لَوعَـــةً
مـن حشـاً تُـورى ومن دمعٍ همى
مـن سـناً لاح ومـن بـرق أضـا
مـا بكـى الوامـق إلاَّ ابتسما
فكـأنَّ الـبرقَ فـي جنح الدجى
ألْبَـسَ الظلمـاء بُـرداً مُعْلما
بـاح فـي الحبّ بأسرار الهوى
وأبـى سـرُّ الهـوى أنْ يكتمـا
يــا أخلاّئي وهــل مـن وقفـةٍ
بعـدكم بالجزع من ذاك الحمى
أنشـدُ الـدار الَّتي كنتم بها
ناشــداً أطلالهــا والأرســما
يـا ديـاراً بالغضـا أعهـدها
مَرْبَـضَ الأسـْدِ ومحـراب الـدمى
سـَوَّلَتْ للـدمع أن يجـري بهـا
وقضــت للوجــد أنْ يضــطرما
أيــنَ سـكانُك لا كـانَ النـوى
أعْـرَقَ الـبين بهـم أم أشأما
كـانَ عهـدي بظبـاء المنحنـى
تصـرَعُ الظبيـةُ فيـه الضيغما
وبنفسـي بيـن أسـراب المهـا
ظــالمٌ لـم يَعْـفُ عمَّـن ظلمـا
إنَّ فـي أحـداق هاتيـك الظبا
صــحةً تــورث جســمي ســقما
ومليــــح بـــابليٍّ طرفـــه
سـاحرِ المقلـة معسـول اللمى
حــرَّم اللـه دمـي وهـو يـرى
أنَّــه حــلَّ لــه مــا حرمـا
كــم أراشـت أسـهماً ألحـاظُه
يـا لـه في الحبّ من رامٍ رمى
أشــتهي عَـذْبَ ثنايـاه الَّـتي
جَرَّعَتْنـي فـي هـواه العلقمـا
وصـــلت أيـــامه وانقَرضــَت
أفكــانت ليــت شـعري حلمـا
علِّلانـــي بعســـى أو ربَّمــا
فعســى تغنـي عسـى أو ربَّمـا
حـار حكـم الحبّ في الحبّ فما
أنْصــَفَ المظلـومَ ممـن ظلمـا
ليتَـه يعـدل فـي الحكـم بنا
عــدل داود إذا مــا حكمــا
أيَّـد اللـه بـه الـدِّين امرؤ
كــانَ للــدين بـه مُستَعْصـَما
ذو مزايــا ترتضــى أطلعهـا
منـه فـي أفق المعالي أنجما
بلــغ الرشــد كمــالاً وحجـى
قبـل أن يبلـغ فيهـا الحلما
ومبـاني المجـد فـي أفعـاله
قـد بنـاهنّ البنـاءَ المحكما
ناشـئ فـي طاعـة اللـه فـتىً
لـم يـزل بـرًّا رؤوفـاً منعما
قـد علا بالفضـل فيمن قد علا
وسـما بـالعلم فيمـن قد سما
كـم وكـم فيمـن تـولّى أمْـرَه
أعيَــنٍ قَــرَّتْ وأنــفٍ أرغمـا
رجـل لـو ملـك الـدنيا لمـا
تركــت أيـديه شخصـاً معـدما
فـإذا جـاد فمـا وبـل الحيا
وذا جـــادل خصــماً أفحمــا
بُســِطَتْ أيـديه بـالجود فمـا
تركــت ممـا اقتنـاه درهمـا
أظهــرَ الحــقَّ بيانــاً وجلا
مــن ظلام الشــك ليلاً مظلمـا
ســيّد مــن هاشـم إذ ينتمـي
لرســول اللـه أعلـى منتمـى
واعـظٌ إنْ وعـظ النـاس اهتدت
لسـبيل الرشـد من بعد العمى
كلّمــا ألقــى إلينـا كلِمـاً
لفظـت مـن فيـه كـانت حِكمـا
تكشـف الـران عـن القلب وما
تركـت فـي الدِّين أمراً مبهما
قــوله الفصـل وفـي أحكـامه
مـا يريـك الحكم أمراً مبرما
إن قضـى بالـدين أمـراً ومضى
أذعَــنَ الآبـي لـه واستسـلما
يحسـم الـداء مـن الجهل وكم
حًســِم الجهــل بـه فانحسـما
نجــم العلــم بـه إذ نجمـا
ونمـى الفضـل بـه منـذ نمـى
وبــدين اللــه فـي أقرانِـه
لــم أجـدُ أثْبَـتَ منـه قـدما
يـدفع الباطـل بـالحق الَّـذي
يُفلـقُ الهـامَ ويـبري القمما
واكتفى بالسمر عن بيض الظبا
أغْمـدَ السـيف وأجـرى القلما
وُجــدَ الفضــلُ بــه مفتتحـاً
لا أرى فــي فقــده مختتمــا
علمــاء الـدّين أعلام الهـدى
كــلُّ فـرد كـانَ منهـم علمـا
إنَّمــا أنــتَ لعمــري واحـد
مـا رأينـا لـك فينـا توأما
أنتَ أندى الناس إنْ تثرى ندى
يـا غمامـاً سـحَّ يا بحراً طمى
إنَّ أيامَــك أعيــادُ المنــى
حيــث كـانت للأمـاني موسـما
سـيّدي أنـتَ وهـا أنت لنا ال
عـروة الوثقى الَّتي لن تفصما
نظــم الشــعر لكـم داعيكـمُ
فتَقبَّــلْ فيـك مـا قـد نظمـا
ذاكـراً مـن أنْعَـم اللـه لكم
نِعَمـاً تُسـدي إلينـا النعمـا
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).