
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أســرَّكَ مــن بــادٍ لعَيْنَيْـك حاضـرِ
طُــروقُ خيــال مــن أُميمَــة زائرِ
ســرى ليبــلّ المســتهام غليلــه
ويشـهدُ مـا بيـن الحشـا والضمائر
وإنْ كـانَ لـم يغن الخيال ولم يكنْ
ليشـفي جـوًى في الحبِّ من وصل هاجر
سـَلا مـن سـَلا قبلـي وما كنتُ سالياً
وعيشــك مــا مـرَّ السـُّلُوُّ بخـاطري
وهيهـات أن أسلو عن المجد بالهوى
وأصـبو إلـى غيـر العُلى والمفاخر
وأقتحـم الأمـر المهـول وما العُلى
بغيـر العـوالي والسـُّيوف البواتر
ألا ثكلـــت أُمُّ الجبــان وليــدها
ولا قـــررت منــه بعيــن ونــاظر
إذا كشف عن ساقها الحرب في الوغى
ودارت علــى أبطالهــا بالـدوائر
فنَـلْ مـا تَمنَّـى عنـد مشتجر القنا
فَنَيْـلُ الأَمـاني بالقنـا المتشـاجر
وخــاطرْ بنفــسٍ لا أبــا لـك حـرَّةٍ
فمـا يبلُـغ الآمـالَ غيـرُ المخـاطر
كمـا بلغـا فـي المجد أبناءُ راشدٍ
مكـان الـدراري والنُّجـوم الزَّواهر
فمــن يطلـبُ العليـاءَ فليطليَنّهـا
برأفـــةِ منصــورٍ وســطوة ناصــر
همـا مـا همـا فـي الرجال سواهما
إذا عُــدَّتِ الأَشـراف بيـن العشـائر
رجــالُ المنايـا إذ يشـبُّ ضـرامها
بداهيــةٍ دهيــاء ترمــي بثــائر
وهــم مُورِدوهــا والسـُّيوف مناهـل
مـواردَ حتـف مـا لهـا مـن مصـادر
وإنَّ بنـي السـّعدون بالجود والنَّدى
لأشــبَهُ شــيءٍ بــالبحور الزَّواخـر
فمـا وَلَـدَتْ أُمُّ المعـالي لهـم أخاً
وقـد خـابَ مـن يرجو نتاج العواقر
أرى النَّــاس إلاَّ آل ســعيدون أُمَّـةً
تُعَـدُّ مـن الأَحيـاء مـوتى المقـابر
أبــاحوا نـداهم للعُفـاة وحرَّمـوا
علــى جـارهم للـدهر سـطوة جـائر
لقـد أُشـْرِبَتْ حُـبّ المعـالي صدورهم
هنيًّــا مريًّــا غيــر داءٍ مخــامر
وإنِّــي مـتى عرَّضـتُ يومـاً بمـدحهم
وأوْرَدْتُ مــا أوْرَدْتُـهُ مـن خـواطري
إذا قلــتُ قـولاً كنـتُ أصـدق قـائل
وإنْ قلـتُ شـعراً كنـتُ أشـعر شـاعر
ولـو علـم السـُّلطان إقـدامَ ناصـر
لمـا استنصـر السـُّلطان إلاَّ بناصـر
همــامٌ أبــاد المفســدين ودمَّـرَتْ
صــوارمه مــن طــلّ بــاغ وفـاجر
وقلَّــم أظفـار الخطـوب فلـم تَصـُلْ
بأنيـــاب أحـــداث ولا بأَظـــافر
فليـس ببـدعٍ أن تـراه لـدى الوغى
بأشــجع مــن ليــث بخفَّـان خـادر
يسـافرُ عنـه الصـيت شـرقاً ومغرباً
مقيــمٌ علـى الإِحسـان غيـر مسـافر
يحـدِّثُ راويـه عـن البـأس والنـدى
ويأتيــك مــن أخبـاره بـالنوادر
ومـا نـامَ عـن قـوم تكفَّـل حفظهـا
وقــد بـاتَ يرعاهـا بـأعين سـاهر
إذا جَــرَّدَتْ يُمنـاه عضـباً يمانيـاً
كسـاه نجيعـاً مـن نجيـع الخنـاجر
وإنْ كَتَبَـتْ أيـديه فـي الجود حُرِّرَتْ
بيـاض العطايـا مـن سواد المحابر
نظمـتَ أُمـور النَّـاس علمـاً وحكمـةً
فمــن نـاظم فيـك الثنـاء ونـاثر
ودبَّــرْتَ إكسـير الرِّياسـة والعُلـى
بمـا لا يفـي يومـاً بـه علـم جابر
وقُمـتَ مقامـاً يخطـبُ النَّـاس منذراً
ويُعْلِــنُ مــن إرشــاده بالبشـائر
لئنْ خطبــتْ أسـيافك الـبيض خطبـةً
فهــامُ الأَعـادي عنـدها كالمنـابر
ويــا رُبَّ قــوم طاولتــك فقصــَّرتْ
ومـا كـانَ منـك الباع عنهم بقاصر
وجاءَتـك بـالمكر الَّـذي شـَقِيَتْ بـه
فمـــا رَجَعَــتْ إلاَّ بصــفقة خاســر
وأرغمــت آنــاف الطغـاة فأصـْبَحَتْ
تصــعِّر ممَّــا أبْصــَرَتْ خــدّ صـاغر
ثَبَــتَّ ثبــاتَ الرَّاســيات لحربهـم
وحَلَّقـتَ يـومَ المفـاخر تحليق طائر
أذقْتَهُـــــم البــــأسَ عقوبــــةً
ويــا طالمـا أنـذرتهم بـالزواجر
ومــا خُلِــقَ الإِحســان إلاَّ لصــالحٍ
ولا خُلـــق الصَّمصـــام إلاَّ لفــاجر
عليــك بِــوُدّ الأَقربيــن وإنْ أتَـتْ
بغيــر الَّـذي تهـوي فليـس بضـائر
وأحسـِنْ إليهـم مـا اسـتطعت فإنَّما
تشــاهدُ بالإِحســان صـفو الضـمائر
لعمــرك إنْ ألَّفْــتَ بيــن قلـوبهم
ظفِـرت مـن الـدُّنيا بأسنى الذخائر
فمــا أَفْلَحَـتْ بيـن الأنـام قبيلـةٌ
إذا ابتليـت يومـاً بـداء الضرائر
وإنَّــك تعفــو عــن كـثيرٍ وهكـذا
وعيشــك قـد كـانت صـفات الأَكـابر
فمــا أنـتَ إلاَّ كـابرٌ وابـن كـابرٍ
ومــا أنـتَ إلاَّ طـاهرٌ وابـن طـاهر
يمينـاً بـربِّ البيت والركن والصَّفا
ومـن حَـلَّ فـي أكتـاف تلك المشاعر
لأنتـم بنـو السـعدون فـي كلِّ موطنٍ
أكـارم مـذ كنتـم كـرام العناصـر
عليكـم ثنـائي حيـثُ كنـت وطالمـا
ملأت بأشـــعاري بطــون الــدفاتر
أزيــد لكــم شـكراً وأزداد نعمـة
ومــا ازدادت النعمـاء إلاَّ لشـاكر
أقلِّـــدكم منِّــي الثنــاء وإنَّــه
قليــلٌ ولــو قلَّــدتُكُمْ بـالجواهر
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).